Site icon صحيفة الوطن

الدوري الممتاز يلتقط أنفاسه في إجازته الاضطرارية … ثلاثة عوامل ساهمت بتراجع الدوري والحلول عديدة

| ناصر النجار

في ظل غياب المنتخب الأول لمشاركته بدورة دولية مع العراق والمنتخب الأولمبي لأدائه مباراتين وديتين مع الصين كان لابد من تأجيل الدوري الممتاز لمدة أسبوع.
هذه الراحة الاضطرارية لفرق الدوري أجدها ضرورية جداً وجاءت بوقت مناسب لتلتقط فرق الدوري أنفاسها وتعيد حساباتها وتصلح أخطاء لاعبيها وهي مهمة أيضاً لاستشفاء اللاعبين في هذه المرحلة العصيبة من الدوري وقد توزعت الفرق إلى ثلاثة طوابق، طابق أول تنافس فرقه الثلاثة الاتحاد والجيش والوحدة على الصدارة، وطابق متوسط تنافس فيه الفرق على المركز الرابع وهي الطليعة وتشرين والشرطة وهذه الفرق دخلت بالأمان ولا خوف عليها من غدر المباريات، وطابق أخير يضم بقية الفرق، منها من هو قريب من النجاة كالنواعير 25 نقطة والكرامة 24 نقطة ومنها ما زال يبحث عن طوق نجاة وهي: المجد 22 نقطة، والوثبة 21 نقطة وحطين والحرفيين 20 نقطة والمحافظة 16 نقطة وأخيراً الجهاد 6 نقاط.
المتبقي من الدوري سبع مباريات ورصيدها 21 نقطة، وهذا يعني أن الصراع على المركز الأخير انتهى لمصلحة الجهاد وهو أول الهابطين عملياً والمسألة باتت مسألة وقت أما الصراع على بطاقة الهابط الثاني فما زالت متأرجحة بين أكثر من فريق، لكن الأبرز يبدو فريق المحافظة وبعده الحرفيين، مع العلم أن بقية الفرق ليست بمنأى عن الخطر.

تراجع ملحوظ
المراقبون يعتقدون أن البطاقة الثانية ستكون من نصيب الحرفيين لعدة أسباب، أولها: التراجع المخيف في أداء الفريق الذي نجم عنه عدم تحقيق الفوز في آخر تسع مباريات فتعادل في ثلاث وخسر في ست، ثانيها: المباريات القادمة أصعب من التي سبقتها لأنه سيواجه كبار الدوري الوحدة والجيش بدمشق وكوكبة من الفرق تعلوه مستوى وترتيباً كتشرين والمجد وحطين والكرامة والنواعير.
ثالث الأسباب: وجود مشاكل إدارية في النادي وإحجام الداعمين وابتعادهم، ما أدى إلى فراغ خزينة كرة القدم وإفلاسها وهذا ينعكس على فريق كرة القدم شئنا أم أبينا وأول الانعكاسات المباشرة انسحاب شباب الفريق من الدوري لعدم قدرة إدارة النادي على دفع تكاليف الفريق ونفقاته ونخشى أن تصل هذه العدوى إلى فريق الرجال.
وثاني الانعكاسات هبوط الفريق من المركز الرابع إلى مركز المهددين، فبعد أن كان حصان الدوري الأسود في الذهاب، بات مطيّة كل الفرق تتنزه في مبارياته.
والفريق حالياً وصل إلى النقطة العشرين، لكنه في الإياب لم يحقق أكثر من نقطتين واحدة مع الجهاد والثانية مع المحافظة، وهذان التعادلان أضاعا عليه الكثير وسبق أن كسب كامل نقاطهما، في الذهاب.
الوصول إلى الأمان ممكن وهو يحتاج إلى ثلاثة انتصارات على الأقل، فهل الفريق قادر على تحقيق ذلك؟

الانتكاسة
قضية نادي الحرفيين وقبله الجهاد، والقضية المتمثلة بنادي عامودا وانسحابه من التجمع الأخير لدوري الدرجة الأولى المؤهل إلى الدرجة الممتازة رسمت العديد من إشارات الاستفهام ودلّت على أن بعض الفرق غير قادرة على الخوض بمخاض الدرجة الممتازة لأسباب عديدة منها ضعف الميزانية وسوء الإدارة، والكلام هذا ينطبق على العديد من فرق تجمع الدرجة الأولى التي اشتكت سوء الحالة المالية وربما ستواجه الشديد الصعب في الجولات القادمة.
وإذا علمنا أن شباب المجد الذي يتبع لنادٍ مملوء بالاستثمارات والمال والأعمال انسحب من لقاء الاتحاد لأن الذهاب إلى حلب يكلفه مليوناً ومئة ألف ليرة، فضلاً عن انسحاب مماثل لفريقي الطليعة والنواعير، فعلام يدل كل ذلك؟
الدلالة الأولى والأهم أن بعض الفرق تقع في العجز المالي نظراً لما يتطلبه الدوري الممتاز من نفقات ومصاريف وعقود لاعبين.
ونلاحظ أن ظلال الأزمة بدأت تأكل كرة القدم من ثلاثة اتجاهات.
الاتجاه الأول: لم يعد لدينا اللاعبون الذين يغطون الفرق الـ14 في الدوري الممتاز، فأغلب اللاعبين عاديون أو دون المستوى أو فوق السن القانوني لاتحاد كرة القدم ونقصد هنا سن الاعتزال المفترض، لذلك انحصر اللاعبون الجيدون في ثلاثة فرق، وتناثر البعض بين الفرق البقية، فلم تعد تجد فريقاً كاملاً متكاملاً، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار اللاعبين المميزين بشكل جنوني لقلتهم ولمحاولة فرق الصدارة كسب ودهم وهذا أدى إلى ظهور الغني والفقير في الدوري الممتاز وإلى تدني المستوى بشكل عام، وجاءت نتائج فريقي الوحدة والجيش ببطولة الاتحاد الآسيوي لتدل على ضعف كرتنا وتدهور مستوى الدوري.
الاتجاه الثاني: عدم وجود كوادر فنية وإدارية محترفة تتناسب مع حجم الدوري الممتاز، ومع أن الأزمة خرجت لنا مجموعة من المدربين الشبان قادوا فرق الدوري إلا أنها حرمتنا من خيرة العديد من المدربين الموجودين في الخارج بحثاً عن ظروف مالية أفضل.
الاتجاه الثالث: يتمثل في نفقات الدوري الباهظة التي أنّت منها بعض الفرق وعجز عنها البعض الآخر وخصوصاً موضوع التجهيزات الرياضية والمستلزمات ونفقات التنقل والإقامة، فضلاً كما ذكرنا عن عقود اللاعبين ورواتبهم والكادر الفني والإداري والطبي للفريق وبات ذلك يشكل مصدر همّ وقلق شهري على فرق الدوري.

الحلول
إذا أردنا ارتفاعاً لمستوى الدوري يجب أن يقتصر عدد فرق الدرجة الممتازة على 12 فريقاً ولمن يملك المؤونة المالية للدوري وبالعدد نفسه يقام دوري الدرجة الأولى، ثم توزع بقية الفرق على مجموعات في دوري الدرجة الثانية.
فالعدد الفضفاض يضعف من مستوى الدوري والأسباب معروفة للجميع ولا فائدة من إعادة سردها مرة أخرى.
الحل الثاني: ينصب في الوضع المالي، فالأندية العاجزة عن تأمين متطلبات دوري الدرجة الممتازة يجب أن تجد الرعاية المطلوبة من اتحاد كرة القدم عبر تسويق الدوري، ومهما دفعت القيادة الرياضية كإعانات أو اتحاد كرة القدم من مبالغ تسويق، فإن هذا لا يفي بالغرض، لذلك على الأندية الفقيرة البحث عن مصادر تمويل حقيقية من رعاية وإعلان، أو الابتعاد عن الدوري الممتاز حتى لا تسيء لفرقها ولا تضعف الدوري الممتاز، ولنا في فريق النضال خير مثال عندما وجد أن ميزانية كرة القدم ستستهلك استثمارات النادي وستضعه بالعجز والدين، انسحب من المنافسة وهو يعيش ضمن حجمه ومستواه الذي أراده في الدرجة الأولى، ولو كان الهبوط في الدرجة الأولى مقرراً لكان أول الهابطين إلى الدرجة الثانية.

Exit mobile version