Site icon صحيفة الوطن

تفاقم لمعاناة عفرين بسبب الاحتلال ومخلفات المقاتلين الكرد.. وقدوم بولتون صب الزيت على نار التوتر مع أردوغان … «وحدات الحماية» تنفي دخول الجيش التركي إلى تل رفعت

| الوطن -وكالات

وسط أنباء متضاربة حول دخول تركي إلى بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، واصلت الألغام التي خلفتها «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين حصد أرواح المدنيين، في وقت بدت فيه العلاقات بين النظام التركي وأميركا مرشحة لمزيد من التوتر بقدوم مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون.
ونقل موقع قناة «الميادين نت» عن مصادر في تل رفعت تأكيدها نفي ما أعلنته تنسيقيات المسلحين عن دخول الجيش التركي إلى البلدة.
بدورها أكدت المتحدثة باسم «وحدات الحماية» في عفرين بروسك حسكة أن «كلّ الادعاءات كاذبة وتندرج تحت إطار الحرب الإعلامية»، مؤكّدة أن وحدات حماية الشعب «موجودة في مناطق الشهباء وستقاوم أي محاولة للاحتلال» بحسب «الميادين نت».
وفي وقت سابق من يوم أمس نقلت صحيفتا «ديلي صباح» و«حرييت» التركيتان عن مصادر محلية تأكيدها، أن القوات المشاركة في عدوان «غصن الزيتون» تستعد لإطلاق عملية عسكرية لطرد «وحدات حماية الشعب» من تل رفعت في الساعات المقبلة، وأن الطيران التركي نفذ سلسلة غارات على أهداف للمسلحين الأكراد في البلدة، في حين ذكر مصدر عسكري تركي لوسائل إعلام عربية أن قوات «غصن الزيتون» أحكمت السيطرة على مطار منغ في محيط تل رفعت، في حين تحدث نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عن دخول القوات التركية وحلفائها إلى البلدة.
وبدأ عدوان «غصن الزيتون» في 20 كانون الثاني الماضي، بهدف طرد «وحدات الحماية» و«قوات سورية الديمقراطية-قسد» التي تشكل «حماية الشعب» عمودها الفقري، وحزبي «العمال الكردستاني» و«الاتحاد الديمقارطي» الكرديين اللذين تصنفهما أنقرة منظمات إرهابية.
وأول من أمس قالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة قاتلت إلى جانب الجيش التركي في عملية «غصن الزيتون»، لـ«الوطن» إن تركيا بصدد اتخاذ الإجراءات لبدء عملية عسكرية جديدة باتجاه بلدة تل رفعت، وإن تعزيزات ستصل الحدود السورية اليوم الأربعاء أو الخميس لهذه الغاية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نية بلاده السيطرة على البلدة «خلال وقت قصير».
وفي محاولة لتشويه الجهود الروسية في سورية الرامية إلى إنهاء معاناة السوريين، زعم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن القوات الروسية المتواجدة في تل رفعت، بدأت بتسليم القوات التركية والمليشيات المسلحة المشاركة في عملية «غصن الزيتون»، البلدة التي كانت انسحبت إليها القوات الروسية قبيل بدء عملية «غصن الزيتون» في عفرين، وذكر أن القوات التركية دخلت إلى البلدة التي سيطرت عليها «قسد» مطلع العام 2016.
وزعم «المرصد» أيضاً أن عملية التسليم جرت في أعقاب اتفاق روسي – تركي لتصعد المخاوف على حياة عشرات آلاف المدنيين السوريين النازحين من منطقة عفرين، جراء الهجوم التركي، والذين منع المئات منهم من العودة إلى منطقة عفرين خلال الأيام الفائتة، حيث حالت الحواجز المنتشرة لقوات عملية «غصن الزيتون» دون عودتهم إلى قراهم، وفقاً للمرصد المعارض.
وذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن وفداً عسكرياً تركياً دخل أمس، إلى مدينة تل رفعت بهدف إكمال المفاوضات مع القوات الروسية بخصوص المعركة المرتقبة بالمنطقة، ناقلة عن متزعم عسكري في «الفيلق الثالث» التابع لميليشيا « الجيش الحر» لقب نفسه بـ«رامي أبو بهجت» نفيه استلام القوات التركية تل رفعت حتى ظهر أمس، وأن الوفد التركي دخل إلى المدينة لإكمال المفاوضات مع الروس.
وبالعودة إلى الأوضاع في مدينة عفرين ومحيطها، فقد أقر النظام التركي أمس بمقتل اثنين من جنوده المشاركين في العدوان عليها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن جيش النظام التركي قوله في بيان: أن «جنديين تركيين قتلا أمس جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة عفرين»، على حين نقلت الوكالة عن مكتب حاكم إقليم لواء الإسكندرون المحتل من قبل تركيا قوله: أن الجيش التركي قتل 11 مسلحا كرديا يوم الاثنين في الإقليم الذي يقع جنوب البلاد على حدود محافظتي حلب وإدلب.
وداخل عفرين ذكر «المرصد» أن 7 مواطنين على الأقل من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته و5 من أشقائه بينهم 3 إناث، استشهدوا جراء انفجار لغم في بهم في مدينة عفرين، التي تسيطر عليها القوات التركية.
وبدا لافتاً أن مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون حريص على زيادة العداء مع رئيس النظام التركي، ومن بين التصريحات الكثيرة التي نقلتها مواقع معارضة عنه، تصريحات تتعلق بالازمة السورية قال فيها: إن أميركا بحاجة إلى تركيا كحليف غربي غير أن أردوغان يفعل عكس هذا ويحاول إخراج تركيا من حلف «ناتو».
جاء ذلك بعد يوم من إعلان رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك في ختام محادثات أجراها قادة دول الاتحاد مع أردوغان في مدينة فارنا البلغارية، الاثنين، «عدم التوصل إلى أي حل وسط محدد»، وأن الاتحاد «قلق إزاء عدم تقيد الرئيس التركي بسيادة القانون في سياسته الداخلية وتحركاته في سورية».

Exit mobile version