Site icon صحيفة الوطن

حلم أصحاب الأرض يتواصل بعدما تحقق المنتظر … إنييستا وراموس يتطلعان إلى خاتمة مثالية

| خالد عرنوس

أمسية أوروبية شرقية – غربية سيكون ملعب لوجينكي في العاصمة موسكو مسرحاً لها بداية من الساعة الخامسة عصراً عندما يلتقي منتخب روسيا (الدببة) ثاني المجموعة الأولى مع نظيره الإسباني اللاروخا ضمن منافسات دور الستة عشر للمونديال، ويتطلع أصحاب الضيافة الذين تأهلوا إلى الدور الثاني للمرة الأولى بتاريخ مشاركات (روسيا منفردة) إلى مباغتة بطل العالم 2010 على غرار ما فعل المنتخب المغربي في المباراة الأخيرة للاروخا بعدما كبرت الآمال وباتت التطلعات تتخطى ثمن النهائي.

وبالمقابل تعذب المنتخب الإسباني خلال ثلاث مباريات الدور الأول إلا أنه يواجه المنافس الأسهل نظرياً في هذا بعدما تفادي السيلستي الأورغوياني ومن ثم فإن إعادة الكرة كما حدث في جنوب إفريقيا قبل ثماني سنوات هو ما يتطلع إليه بعض من كانوا هناك تحت قيادة ديل بوسكي.

أبطال برسم العودة
«بيكيه وراموس وإنييستا وبوسكتس وديفيد سيلفا والحارس الاحتياطي بيبي رينا» كل هؤلاء كانوا في جنوب إفريقيا في المونديال الذي شهد صعود اللاروخا إلى منصة التتويج (بطلاً للعالم) للمرة الأولى بعد سنوات عجاف طوبلة، واليوم يأمل هؤلاء وبقية كتيبة الثيران أن يستعيدوا تلك الذكريات لختام جميل يعيد الهيبة إلى الفريق الجميل، لكن عليهم أولاً وخاصة الخماسي الذي خاض مباريات الدور الأول تجاوز الفريق المضيف قبل التفكير أبعد من ثمن النهائي.
المهمة تبدو سهلة رغم معاناة لاعبي اللاروخا بالدور الأول عندما بدؤوا البطولة بارتباك إداري وفني عندما تبدل المدرب لوبيتيغي بالمدرب هييرو والذي لا يمكن القول إنه (شال الزير من البير) أو بدل الكثير من الأوراق على صعيد طريقة اللعب أو حتى بعض الخيارات التي انتقاها أصلاً المدرب المقال، فأسلوب المنتخب الإسباني مازال كما عرفناه خلال العقد المنصرم، من محاولات الهجوم بطريقة التمريرات القصيرة ومحاولة فتح الثغرات مع دفاعات المنافسين التي لن تتغير اليوم، فلن يواجه رفاق إنييستا منافساً يفتح اللعب كما يشتهي ولن يلعب الند للند بل سيدخل المباراة برهبة.

الحلول الجاهزة
عانى اللاروخا كما ذكرنا كثيراً في مبارياته الثلاث بالدور الأول وبدا عاجزاً عن التسجيل إلا بعد تلقيه الأهداف وكان للحظ وبعض الفرديات شأناً في تسجيل أهداف إلا إذا استثنينا هدف إيسكو بمرمى المغرب الذي جاء من هجمة رسمتها (التيكي تاكا)، وحتى عندما سجل الإسبان أربعة من الأهداف الستة كانت شباكهم اهتزت بأربع، وهذه مشكلة يحتاج هييرو إلى حلها سريعاً قبل فوات الأوان، فقد بدا خط الدفاع (الكاتالوني – المدريدي) مهزوزاً تماماً كما إن الحارس دي خيا يجب عليه التركيز أكثر فهو يلعب مباراة لن يكون فيها تعويض ولن تنتهي بالتعادل ولو بعد 120 دقيقة فعندها سيكون الاحتكام لركلات الأعصاب الترجيحية.
في المقدمة وهو العنوان الأهم للاروخا، نعتقد أن دييغو كوستا ومن ورائه إنييستا وسيلفا وإيسكو يشكلون هجوماً مرعباً ودخول ثنائي الريال البديل (أسينسيو وفاسكيز) سيزيده قوة شريطة الابتكار وعدم الركون إلى الطريقة الكلاسيكية التي حفظها الجميع.

طموح يكبر
على المقلب الآخر مازال الروس غير مصدقين أن بمقدور منتخب بلادهم صنع الكثير في البطولة ويذهب بعضهم إلى أن مجرد بلوغ الدور الثاني يعد إنجازاً جيداً قياساً على مستوى الكرة في روسيا على العموم وخاصة أن فريق الدببة تحت قيادة المدرب تشرشيف لم ينجح بل فشل بتجاوز الدور الأول في كأس القارات قبل عام من الآن، واليوم سيواجه رفاق أكنفييف امتحاناً صعباً لا يقبل القسمة على اثنين.
فقبل عام سقط الفريق أمام البرتغال والمكسيك ضمن كأس القارات ولم يحقق اللاعبون نتائج متميزة خلال المباريات الاستعدادية ما أرخى جواً من التشاؤم لدى عشاق الكرة الروسية من نتائج مخيبة في المونديال علماً أن الكثير من التوقعات أشار إلى خروج من الدور الأول على غرار منتخب البافانا بافانا في بطولة 2010، إلا أن الذي حصل أن تشيرشيف ورفاقه استغلوا الظروف جيداً وكانوا أول فريق يضمن بلوغ دور الـ16 بالفوز على السعودية ومصر، الأمر الذي رفع سقف التوقعات والطموحات، إلا أن الخسارة بالثلاثة أمام الأورغواي في المباراة الأخيرة أرخى بظلاله حول مستقبل قريب غير مضمون العواقب.

للصغار كلمة
عندما ينزل دزوبا إحدى مفاجآت الفريق الروسي الجميلة وزملاؤه أرض الملعب يدركون جيداً أن المهمة لن تكون سهلة بالتأكيد والفريق الإسباني لن يتنازل عن الكرة أولاً ثم الفوز، لكن بالمقابل يعرفون أن اللاروخا تعذب كثيراً في مبارياته الثلاث وأنه لم يحقق أي نتيجة كبيرة تدل على قوته الحقيقية.
ولأن المونديال الروسي عدا بعض النتائج (الكبيرة) التي جاءت لظروف واعتبارات خاصة جداً فإن الفوارق بين المنتخبات المشاركة بدت قليلة جداً إن لم نقل إن الفوارق لم تكن موجودة أصلاً، وعلى هذا الأساس فإن لاعبي تشرشيسيف مطالبون بالدفاع وإغلاق منطقة وسط ملعبهم ومن ثم الاعتماد على الهجوم المرتد السريع الذي قد يؤتي أكله في مثل هذه المباريات، ويأمل المدرب استمرار مشاغبات المهاجم العملاق دزوبا وظهر سمولوف الذي لم يقدم شيئاً حتى الآن على أمل أن يقدم تشرشيف أداء كبيراً وهو صاحب ثلاثة أهداف حتى الآن وهو الخبير بأحوال اللاعبين الإسبان.
بالفعل لم يظهر المونديال الروسي فارقاً شاسعاً بين منتخب وآخر وإذا كان المشجعون الروس يؤمنون أن حظوظهم قليلة إلا أنهم يحلمون بتفجير مفاجأة كبيرة قد تضع فريقهم ضمن الثمانية الكبار وخاصة أن التسجيل ليس مطلوباً فيمكن تحقيق هذا الأمر بتعادل سلبي ثم بركلات الترجيح، فهل ينجح الإسبان بالفوز؟.. أم إن للروس كلاماً آخر؟.. لن ننتظر كثيراً فقبل الثامنة من مساء اليوم سيذوب الثلج ويظهر ثالث أطراف ربع النهائي.

مؤشرات
– اللقاء هو الأول رسمياً بين إسبانيا وروسيا مونديالياً وكذلك تحت العلم السوفييتي على عكس الكأس الأوروبية التي شهدت بينهما أكثر من مواجهة وأولها في نهائي 1964 وانتهى إسبانياً 2/1 في مدريد، وفي العهد الروسي فازت إسبانيا بهدف في الدور الأول ليورو 2004، ثم تواجها مرتين في 2008 وفاز اللاروخا 4/1 في الدور الأول و3/صفر في نصف النهائي.
– 7 مباريات خاضها الاتحاد السوفييتي بأدوار الإقصاء مرة واحدة على المجر في ربع نهائي 1966 مقابل 6 هزائم، يذكر أن الاتحاد السوفييتي فاز على إنكلترا في مباراة فاصلة بمونديال 1958 بالدور الأول.
– خاض فريق إسبانيا 14 مباراة ضمن أدوار الإقصاء ففاز بنصفها وخسر 3 مرات وتعادل بأربع ومنها 1/1 مع إيطاليا في ربع نهائي 1938 قبل أن يخسر مباراة فاصلة.
– وصلت إسبانيا إلى ركلات الترجيح في ثلاث مناسبات فخسرت أمام بلجيكا 3/4 بعد التعادل 1/1 في ربع نهائي مونديال 1986، وخسرت 3/5 أمام كوريا الجنوبية بعد التعادل السلبي في ربع نهائي 2002 والذي شهد المرة الثالثة وفازت فيها على إيرلندا 3/2 بعد التعادل 1/1 في دور الـ16.
– لم يسبق لروسيا ولا حتى أيام الاتحاد السوفييتي خوض ركلات الجزاء وانقادت إلى الأوقات الإضافية مرة واحدة وكانت بدور الـ16 لمونديال 1986 فخسر السوفييت يومها 4/3 بعد التعادل 2/2 بالوقت الأصلي.

Exit mobile version