Site icon صحيفة الوطن

صبراً سلاف

| إسماعيل مروة

لروح امرأة طيبة.. ولحب أم كان الحب يغمرها.. ولرحيل إنسانة حافظت على الحب وحده، ويبقى الحب يلاحق بحة صوتها وهي في رحلة الأبد..
ابتسام أديب
بسمة أم.. أديبة من صنف حب الأدب
أدب العشق.. لا أدب المهنة..
تغمرك بابتسامة رضا.. وتعطيك وداً قلّ نظيره
مضيافة بيت وروح
تحوط أسرة باهتمام وحب، وتسيجها
بسياج الحرص على الكينونة..
كل من يلوذ بها ابن وابنة
عرفت الفقد فما اهتزت
لكنها عندما صُدمت بما حدث في سورية
ذبحت.. صرخت.. كتبت
نزفت دماً وحرفاً
وكانت ابنة الوطن الجميل
تتألم لألمه
ولا يؤلمها إلا ما يحدث على أرضه الطاهرة..
في فرحها كانت ترجو فرح الوطن
وألمها تتجاوزه من أجل ألم الأرض..
عرفت ابتسام أديب أديبة
كتبت زواياها في الوطن
في حب شام.. وتطابق مع اسم حفيدتها
كتبت وجدانها في كلمات تبقى
وكتبت للدراما..
وأجمل ما كتبته كان في الإنسان
في حبها لأسرتها الموزعة بين الرمش والقلب
بين مصر ودمشق
هناك شام.. وهنا سلاف
وما بينهما ابتسام سلاف شام
كانت ترقب خطواتها وتحميها
تعجب بأدائها وتكتب لها
تتبع وتنتقد وتراقب لتحب ابنتها أكثر
وما بينهما صلة من وصل مدهش
إذا دمعت عين الأم
تألمت الابنة… وإذا تألمت الابنة
سيجتها نظرة أم..
كلمة طيبة وفنجان حب وقهوة كانت ابتسام
كرم أم.. ثقة صديقة.. وعطف جدة
بقيت ابتسام باسمها حتى الوداع
لوّحت لسلاف
ولم تجرؤ سلاف على أن تناديها بالأمومة
كانت دوماً ابتسامتها وابتسام
كانت صديقتها في كل محطة
لم تنادها بالأمومة
فالأم لا تغادر
كانت سلاف تدرك لحظة الفراق
تخافها.. ولا تريد لأمها أن تغادر
غادرتها ابتسام لتسكنها
وبقيت الأمومة تطفر بين جوانحها..
لن أنسى تلك الجلسات الدافئة
حين تقرأ سلاف عيني ابتسام
لتهدر حباً لا يتوقف..
سلاف أيتها الصديقة النبيلة
ليس بإمكان المرء أن يوقف قدراً
لكن حسبه أن يكون إلى جوار دمعة
اذرفي دمعاً فابتسام تستحق
حارسة الروح والخطوات
تستحق دمعاً وحباً
وحبات من تراب مغمسة بالحب انفثي فيها من روحك وانثريها فوق.. سرير أبديتها

Exit mobile version