Site icon صحيفة الوطن

نتائج مثمرة لـ«أستانا 10» وتقدم في ملف المفقودين والمخطوفين … الجعفري: إذا لم تعد إدلب بالمصالحات فمن حق الجيش استعادتها عسكرياً

| وكالات

أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الجولة العاشرة من محادثات «أستانا»، ومندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس، إن من حق الجيش العربي السوري استعادة إدلب عبر عملية عسكرية إذا لم تعد عبر المصالحات، وشدد على أن المعوق الرئيسي لعودة المهجرين إلى البلاد هو الإجراءات الأحادية القسرية المفروضة على سورية، مطالباً برفعها. واختتمت أمس «أستانا 10» التي أقيمت للمرة الأولى في مدينة سوتشي الروسية بعدما سبق للعاصمة الكازاخية أن استضافت تسعة اجتماعات حول سورية كان آخرها في 14 و15 أيار الماضي.
ووصف الجعفري خلال مؤتمر صحفي في ختام الجولة، بحسب وكالة «سانا»، نتائج هذه الجولة بـالـ«مثمرة» وأنها أنتجت بعض الأفكار المهمة ولاسيما مناقشة عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
وقال: إن المعوق الرئيس لعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم هو الإجراءات الأحادية القسرية المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مجدداً مطالبة سورية برفع هذه الإجراءات فوراً.
وأكد الجعفري، أن سورية تشجع بقوة عمليات المصالحة المحلية، لافتاً إلى أن عمليات المصالحة لا تشمل التنظيمات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية، و«إذا عادت إدلب عبر هذه المصالحات فهذا أمر جيد وإلا فمن حق الجيش العربي السوري استعادتها عبر عملية عسكرية».
وأوضح، أن السلطات التركية لم تحترم التزاماتها في أستانا بشأن منطقة «خفض التوتر» في إدلب حيث أرسلت إليها قوات عسكرية مجهزة بأسلحة ثقيلة ثم احتلت مدينة عفرين وطردت أبناءها، مشيراً إلى أن وجود تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب يشكل امتحاناً لصدقية النظام التركي في تطبيق اتفاق أستانا والقرارات الدولية.
وبين الجعفري، أن السلطات التركية لم تكتف بالاحتلال والعدوان العسكري في سورية بل قامت بانتهاكات تناقض القوانين الدولية ومنها استبدال الهويات السورية بهويات تركية في المناطق التي احتلتها وكررت ما قام به كيان الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل كما قامت ببناء مدينة صناعية في مدينة جرابلس ما يؤكد نفاقها حيث تدعي في اجتماعات أستانا الالتزام بسيادة سورية وتقوم بعكس ذلك.
ولفت الجعفري إلى أن تجاوزات «إسرائيل» في الجنوب السوري لا تختلف عن تجاوزات تركيا في شمال سورية، مؤكداً أنه ثبتت بالدليل القاطع رعاية كيان الاحتلال الإسرائيلي والدول الغربية للمجموعات الإرهابية بعد تهريبهم إرهابيي «الخوذ البيضاء» عبر «إسرائيل» إلى الأردن ومن ثم إلى الغرب. وأشار إلى أنه كما جرى في فضيحة حماية «إسرائيل» للإرهابيين وتهريبهم إلى أوروبا فإن الإرهابيين الذين هاجموا السويداء وارتكبوا مجزرة فيها جاؤوا من منطقة التنف التي تنتشر فيها قوات أميركية، مطالباً الولايات المتحدة وحلفاءها بالانسحاب من سورية لأن وجودهم غير شرعي.
وأكد الجعفري، أن الجيش العربي السوري سيواصل عملياته للقضاء على الإرهاب بعد تقدمه العسكري الحاسم في المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية ليس هناك حل وسط وسورية لن تسمح ببقاء أي قوات معتدية على أراضيها وستحرر جميع أراضيها المحتلة.
وسبق تصريحات الجعفري تأكيد الدول الضامنة لعملية أستانا «روسيا وإيران وتركيا» في البيان الختامي للجولة، عزمها على الوقوف ضد «جداول الأعمال الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سورية وسلامة أراضيها وكذلك الأمن القومي للدول المجاورة».
وأعربت الدول الضامنة في البيان الذي نقلته «سانا» عن ارتياحها لإجراء مشاورات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا والاتفاق معه على عقد الجولة المقبلة من المشاورات في جنيف في أيلول المقبل، في حين أوضح بيان صادر عن مكتب دي ميستورا أن موضوع المشاورات هو لبدء صياغة لائحة لجنة تعديل الدستور الحالي في أوائل أيلول.
وبحسب البيان الختامي، دعت الأطراف المجتمعة المجتمع الدولي ولاسيما الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية إلى زيادة مساعداتها إلى سورية وتسهيل الإجراءات الإنسانية المتعلقة بإزالة الألغام وإعادة تأهيل البنية التحتية بما في ذلك المرافق الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على التراث التاريخي.
وشدد المجتمعون على أهمية تشجيع الجهود التي تساعد السوريين على استعادة الحياة الطبيعية، لافتين إلى أن المناقشات بدأت بالتنسيق مع المجتمع الدولي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والوكالات الدولية المتخصصة لتهيئة الظروف اللازمة للعودة الآمنة والطوعية للمهجرين داخلياً واللاجئين إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سورية.
وأشار المجتمعون في ختام بيانهم إلى مواصلة الجهود المشتركة الرامية إلى بناء الثقة بين جميع الأطراف السورية والعمل على معرفة مصير المختطفين والمفقودين والإفراج عنهم.
واتفق المجتمعون أيضاً على عقد (الاجتماع الدولي الرفيع المستوى) القادم بشأن سورية في تشرين الثاني المقبل.
وكان وفد الجمهورية برئاسة الجعفري عقد أمس اجتماعاً ثانياً مع الوفد الروسي برئاسة المبعوث الروسي الخاص إلى سورية الكسندر لافرنتييف استكمالاً لتبادل الآراء بين الجانبين، وذلك بعد اجتماع مع دي ميستورا، والذي اجتمع بدوره مع وفود الدول الضامنة.
وفي مؤتمر صحفي للافرنتييف في ختام الجولة شدد على وجوب أن يقود السوريون العملية السياسية في بلادهم، مؤكداً أن وجود بلاده على الأرض السورية لمكافحة الإرهاب «ولا تغيير في مواقف روسيا»
وأشار المبعوث الروسي إلى أن بعض الدول لا تساعد على عودة السوريين إلى وطنهم وتربط ذلك بقضايا سياسية.

Exit mobile version