Site icon صحيفة الوطن

كاتب أميركي: «الناتو العربي» سيفشل

| وكالات

شكك الكاتب والمحلل الأميركي كيث برستون بإمكانية نجاح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحياء ما يسمى تحالف «الناتو العربي» والذي يهدف إلى محاولة «احتواء» إيران وسورية وحزب اللـه، داعياً إلى اندلاع ما سماها «ثورة ضد أنظمة العولمة» في الغرب..
والأسبوع الماضي ذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن بعض المصادر المطلعة، أن البيت الأبيض بصدد الدفع قدماً بمشروع يهدف إلى إعادة بعث الروح في مشروع فشل سابقاً يهدف إلى تشكيل تحالف سياسي- أمني بين 6 دول عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربي ومصر والأردن، ويتمثل أحد أهداف هذا المشروع المتعارف عليه بين الدول العربية والبيت الأبيض بتشكيل «حلف الناتو العربي» بمواجهة «الأنشطة الإقليمية» لإيران. وبحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، انتقد «برستون» في كتابه الذي يحمل عنوان «مهاجمة النظام» مركزية السلطة السياسية والاقتصادية في الدول الغربية، داعياً إلى اندلاع ثورة تقوم ضد أنظمة العولمة، وقال: إن هدف ترامب من إعادة بث الروح في مشروع «الناتو العربي» هو التصدي للنفوذ الروسي والصيني في منطقة أسيا الغربية (الشرق الأوسط). وأضاف: إن الأهداف المعلنة لتشكيل هذا التحالف تتمثل في احتواء نفوذ إيران المتصاعد وحلفائها مثل سورية وحزب اللـه والحوثيين في اليمن ومختلف الفصائل الفلسطينية والعراقية والشيعية الأفغانية في الشرق الأوسط، معتبراً أن الهدف الاستراتيجي البعيد المدى لهذا المشروع يتمثل في مواجهة النفوذ الروسي والصيني في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما أن هاتين القوتين العظميين خلال الأعوام الأخيرة اقتربت من إيران وحلفائها إلى حد كبير للغاية. واستطرد الكاتب: أن الولايات المتحدة تحقق مكاسب كبيرة للغاية جراء منع روسيا والصين من الوصول إلى المصادر الطبيعية الغنية في الشرق الأوسط ومنطقة أسيا المركزية كالمواد المعدنية والوقود والغاز الطبيعي، وساهم هذا الأمر إلى حد كبير للغاية إلى أن تقدم حكومة ترامب على الرغم من الانتقادات التي طالت الإجراءات الأمريكية في أفغانستان إلى الإبقاء على وجودها العسكري في هذه الدولة.
واعتبر أن مساعي تشكيل «الناتو العربي» تصب في سياق خطوات الولايات المتحدة الحثيثة لتعزيز علاقاتها مع أقرب حلفائها في الشرق الأوسط مثل «إسرائيل» والسعودية، مشيراً إلى أن الخلافات الداخلية الناشبة بين أعضاء مجلس التعاون وبعض العناصر الأخرى صاعدت من احتمال عدم صمود التحالف، كما تنبأ أن تتخذ روسيا والصين إجراءات تعارض إنشاء هذا التحالف في منطقة أسيا الغربية.
وأكد أن هذا التحالف سيكون مشوباً بالتوترات الداخلية العديدة وليس هناك احتمال كبير لاستمراره علاوة على ما سلف، فإذا تقرر توسيع نطاق هذا التحالف وتمتعه بقوة كبيرة، فمن المحتمل أن تصاعد روسيا والصين من مستوى مساعداتهما للقوى المعارضة لهذا التحالف في الشرق الأوسط. وتابع: يبدو أن روسيا والصين عبر المساعي المستمرة التي تبذلانها تعارضان أميركا الساعية لاحتواء نفوذهما في الشرق الأوسط، وهناك احتمال كبير لظهور توترات تخيم على علاقات القوى العظمى.
ورأى برستون، أن الخلافات الموجودة بين أعضاء مجلس التعاون حول إيران، والتوتر الدبلوماسي الحاصل بين الدول العربية وقطر، وخلافات مصر مع سائر الدول العربية حول سورية ورفضها الانضمام إلى تحالف السعودي المعتدي على اليمن، تشكل عائقاً سيقلص احتمال نجاح تشكيل «الناتو العربي».

 

Exit mobile version