Site icon صحيفة الوطن

أميركا تحاول جر بريطانيا للتخلي عن الاتفاق النووي … الصين تحل محل فرنسا في تطوير حقول الغاز بإيران

بينما تواصل الولايات المتحدة تخريب ما اتفقت عليه القوى العظمى بشأن الملف النووي الإيراني، حيث حثت واشنطن لندن أمس على التخلي عن دعمها للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران، حلت الشركة الوطنية الصينية للبترول (CNBC) محل شركة توتال الفرنسية التي أعلنت انسحابها من مشروع تطوير المرحلة الـ11 من حقل بارس الجنوبي للغاز في إيران، أحد أكبر الحقول بالعالم. وقال مدير الاستثمار والأعمال في شركة النفط الوطنية الإيرانية، محمد مصطفوي: إن «الشركة الصينية استحوذت على نسبة 80 بالمئة من تطوير المرحلة الـ11 لحقل بارس الجنوبي للغاز»، مضيفاً إن «الشركة الصينية مدرجة في قائمة أكبر 5 شركات نفطية في العالم، وهي تنمو بسرعة وتتنافس مع شركات نفط رائدة بالعالم». وأشار مصطفوي إلى أن «تعاون إيران مع الشركات الصينية الكبرى له جانب إستراتيجي بالنسبة لشركة النفط الوطنية الإيرانية».
هذا وأعلن الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن دفعة ثانية من اليورانيوم المخصب الإيراني ستصل في القريب العاجل من روسيا إلى إيران. وعقب إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران في 8 أيار الماضي، وتهديده بفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع إيران، قررت «توتال» الانسحاب من مشروع تطوير المرحلة الـ11 من حقل بارس الجنوبي للغاز، على الرغم من توقيعها عقدا بهذا الخصوص مع وزارة النفط الإيرانية في 3 تموز 2017، بلغت قيمته 4.8 مليارات دولار.
في هذه الأثناء حثت الولايات المتحدة بريطانيا على التخلي عن دعمها للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران وتوحيد جهودها مع واشنطن لمواجهة التهديد العالمي الذي تدعي أن طهران تمثله. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم معارضة حلفائه الأوروبيين، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بين القوى العالمية وإيران الذي ينص على رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها مقابل تقييد برنامجها النووي. ومنذ ذلك الحين تسعى بريطانيا وفرنسا وألمانيا للحفاظ على الاتفاق في حين أعد ترامب عقوبات جديدة قائلا إن هناك حاجة لاتفاق أشمل وأكثر توازنا. وشجبت إيران العقوبات قائلة إنها تمثل «الأحادية الأميركية».
وانتقد السفير الأميركي لدى بريطانيا وودي جونسون طهران لتمويلها ما سماها «حروباً بالوكالة وأنشطة خبيثة» بدلاً من الاستثمار في اقتصادها. وقال إن «إيران تحتاج لإدخال تغييرات ملموسة وهيكلية كي تتصرف كدولة طبيعية».
وكتب جونسون في صحيفة صنداي تلغراف يقول «حتى ذلك الحين ستكثف أميركا الضغوط ونريد من بريطانيا أن تقف في صفنا».
وأضاف: «حان الوقت للابتعاد عن اتفاق 2015 المعيب. ونحن نطلب من بريطانيا العالمية أن تستغل نفوذها الدبلوماسي الكبير وتأثيرها وأن تنضم إلينا ونحن نقود جهداً عالمياً منسقاً من أجل التوصل إلى اتفاق شامل بالفعل».
وأشارت وزارة الخارجية البريطانية، ردا على طلب التعليق على مقال جونسون، إلى تصريحات وزير شؤون الشرق الأوسط أليستير بيرت الذي استبعد الأسبوع الماضي الاقتداء بموقف الولايات المتحدة.
وقال بيرت: إن الاتفاق يمثل جزءاً مهما من أمن المنطقة وإن حكومته، بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي، تحاول حماية الشركات البريطانية من العقوبات الأميركية بسبب التعامل مع إيران. وأضاف إن بريطانيا مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن كيفية تهدئة مخاوفها المتعلقة بإيران.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال الأسبوع الماضي: إن خروج ترامب من الاتفاق النووي غير قانوني وإن إيران لن تذعن لحملة واشنطن الجديدة لخنق صادراتها النفطية.

وكالات

Exit mobile version