Site icon صحيفة الوطن

شددت على ضرورة أن تكون خطط استعادتها واضحة … دراسة: سلطة الدولة في إدلب يجب أن تكون تامة وكاملة

| الوطن

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات- مداد»، أن الكيفية التي ستتم فيها استعادة إدلب سوف تؤثر إلى حد كبير في مستقبل المنطقة، مشدداً على ضرورة أن تكون خطط الاستعادة واضحة، وأن تكون سلطة الدولة تامة وكاملة.
ونشر «مداد» في موقعه الالكتروني مقالا بعنوان «عودةٌ حُبلى بالمخاطر!»، لرئيس قسم الدراسات السياسية بالمركز، عقيل محفوض، أشار فيه إلى أن عدداً من «المجالس المحلية» في إدلب وريف حماة خارج سيطرة الدولة أصدروا بياناً طالبوا فيه أردوغان بـ«التدخل الفوري والسريع بتطبيق الوصاية التركية»! ولفت المقال إلى أن أصحاب البيان المذكور لم يبحثوا عن كلمات أخرى غير «التدخل الفوري» و«السريع» و«تطبيق الوصاية» تتضمن المعنى المراد ولو بشكل أخف، لم يحرصوا على أي تَجَمُّل أو ادعاء وكان بإمكانهم إيصال رغبتهم إلى أردوغان بوسائل شتى، ولا بد أنهم فعلوا، لكن فضلوا إعلان موقفهم للجميع، موقف جاء بمثابة «توسل جماعي» فائق الوضوح والصراحة، لا مخاتلة هنا ولا مواربة. واعتبر المقال، أن التاريخ يمكن أن يساعد في الإضاءة على جانبٍ مما يجري، وهذا التاريخ يُظْهِرُ أن أول رايات ارتفعت لتأييد الاحتلال التركي/العثماني لبلاد الشام كانت من شمال سورية وقريبة من مناطق البيان المشار إليها؛ ثم أن آخر راياتٍ موالية للعثمانيين كانت في إدلب نفسها.
وتساءل كاتب المقال: ماذا يمكن لأردوغان أن يفعل حيال الدعوات الموجهة إليه بـ«الوصاية» أو «الاحتلال»؟ وأضاف: «لا بد أن أردوغان في موقف حَرِجٍ»، لافتاً إلى أن منطق السياسة مُخْتَلِف، إذ لا حرج في أن يمضي الرجل إلى مصالحه، وإلى ما يراه مناسباً لبلده وحزبه وعصبته، حتى لو كان في ذلك ضرر لجزء من مجتمعه، فكيف يكون إذا كان الضرر لبعض مواليه من غير مواطنيه ومن غير حزبه.
وذّكر الكاتب، بأن «هذا ما كانت تركيا العثمانية تفعله طوال عدة قرون، إذ تخلت السلطنة تدريجياً عن جغرافيا واسعة وشعوب كثيرة؛ ذلك حفاظاً على وجودها ومركز الحكم فيها، ولن يكون أردوغان مختلفاً كثيراً عن أسلافه العثمانيين».
وأضاف: «لنا توقع أن يتبع أردوغان ورهطه وموالوه حِيَلاً ومَخَارِج فقهية وشرعية كثيرة من مأزق إدلب، وكم من فتاوى خرجت في الأزمة لتبرر للجماعات المسلحة والمرتبطين بها والمرتبطة بهم، كل أهوالهم وإجرامهم وارتهانهم وتبعيتهم، ولن يجد صعوبة في تدبر الأمر».
وأشار الكاتب إلى أن أردوغان يدرك أن قرار استعادة إدلب لا عودة عنه ولا تردد فيه، وما يأمله اليوم هو كسب المزيد من الوقت، ريثما يهيئ المزاج العام داخل تركيا نفسها وبين مواليه في إدلب وشمال سورية لقبول تخليه عن إمارة إدلب، أو أن يَحْدُثَ أمرٌ ما يباعد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في سورية، ليتمكن هو من اللعب بينهما مجدداً.
ورأى الكاتب، أن الفاعلين في ملف إدلب قد يتوصلون إلى تفاهمات رئيسة تتمثل في: استعادة إدلب إلى سلطة الدولة السورية سوف تكون تدريجية، وقد تتخذ وقتاً يطول أو يقصر، كما سيكون لروسيا وإيران دور ضامني من جهة سورية، ومثل ذلك لتركيا تجاه الجماعات المسلحة في إدلب.
وأضاف: «كما أن البنى المجتمعية والتنظيمات المحلية ستحاول إعادة تعريف نفسها»، ورجّح أن «تحاول تركيا التدخل في إدلب من هذا الباب بالذات، وقد لا تمانع روسيا من منحها لبعض الوقت دالة ارتباط وتأثير من باب دعم المجتمع المحلي وتمكين عودة اللاجئين وضمان الاستقرار قرب الحدود».
وقال الكاتب: إن «الكيفية التي ستتم فيها استعادة إدلب سوف تؤثر إلى حد كبير في مستقبل المنطقة ومستقبل سورية نفسها، ولذا يُعَدُّ ضروريّاً أن تكون خطط الاستعادة واضحة، وأن تكون سلطة الدولة تامة وكاملة، وألا تؤدي الضمانات الروسية وغيرها إلى الإخلال بصورة الدولة ومنطقها، وألا تكون أبواب إدلب وشمال سورية مشرعة للتغلغل والاختراق من قبل تركيا وغيرها، تحت أي عنوان».
وختم الكاتب مقاله بالقول: سوف تعود إدلب إلى «حضن الوطن»، لكن تركيا والجهادية التكفيرية وإخفاق السياسات وتبعات الحرب زرعت فيها زرعها، ولا بد من تدبر السبل المناسبة لاحتواء ذلك، حتى لا تكون عودة حبلى بالمخاطر!

Exit mobile version