Site icon صحيفة الوطن

«البصّارات» يغزين الشاطئ الأزرق بـ«البشريات السارة»

| اللاذقية – خالد زنكلو

بعد سنوات من الغياب فرضتها الحرب، غزت قارئات الكف والطالع من «البصّارات» الشاطئ الأزرق في اللاذقية مع انتعاش موسمه السياحي برواده السوريين، واستطعن اقتناص المال من جيوب المستهدفين عبر إشاعة الأخبار و«البشريات السارة».
«بوجهك بشرى سارة»، «عندك خبر مفرح لازم تعرفه» و«شايفي البشرى بجبينك»، عبارات ترددها «البصّارات» لاستمالة المصطافين على رمال الشاطئ ولإقناع عابري الطريق بالتوقف تمهيداً للدخول في فخ «تبييض الفال» الذي يبدأ «بازاره» بمئات الليرات وتنتهي حبكته الدرامية بطلب الآلاف منها لدى البوح بـسرّ «مجهول» لا بد من معرفته أو فك السحر الذي «مسّ» أغلبية زوار البحر، بموجب الطريقة المتبعة لترويج «مهنة» التنجيم.
«غالباً ما تنجح محاولات قراءة الكف والطالع مع النساء، وخصوصاً الصبايا منهن، لرغبتهن في الاطلاع على ما يدور في كواليس حياتهن الزوجية أو العاطفية ومعرفة ما يخبئه القدر لهن من أحداث مفصلية وما يمكن أن يغير مجرى حياتهن»، كما تقول العرّافة «أم محمد» لـ«الوطن» والتي نفت علمها بأي من مجريات الغيب «لكن أستطيع قراءة خفايا النفس البشرية بشكل جيد».
ونجحت البصارة «أم عبدو» بلهجتها البدوية في «تدريب» خمس من بناتها على «مهارات التواصل» للإيقاع بـ«الفريسة» الراغبة في استشفاف حظها والخطوط العريضة لمستقبلها، وآثرت الإقامة في أحد شاليهات الشاطئ الأزرق بإيجار يومي لا يتجاوز 15 ألف ليرة يومياً خلال الموسم السياحي الحالي، وهو ما يعجز محدودو الدخل عن دفعه لقضاء بضعة أيام في أهم المقاصد السياحية السورية!
ومنيت إحدى «البصارات» المبتدئات، ومعظمهن من القرباط والغجر، بخيبة أمل اضطرتها إلى إعادة النقود التي كسبتها من سيدة وابنتيها إثر كشف زيف ادعاءاتها وأقوالها بعدما روت التفاصيل ذاتها من دون زيادة أو نقصان أثناء تقديم قصتها التنجيمية، في حين عللت سيدة أخرى لـ«الوطن» سبب صدها لبصّارة بأنها تفضل عالم «قارئة فنجان» نزار قباني والذي تحول طبيعة الحياة في الشاطئ من دون خلقه أو تخيله.

Exit mobile version