Site icon صحيفة الوطن

الاتحاد تجاوز النواعير

| حلب – فارس نجيب آغا

رغم أن الاتحاد خرج منتصرا على النواعير بهدفين من دون رد لكن ما حملته المباراة من أحداث تشبه الفصول الأربعة وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المدرب محمد شديد لم يلق أي استحسان وترحيب من جماهير الأحمر، ما يعكس حالة الفريق الداخلية المنقسم على نفسه وسط عديد الإشكالات التي رافقت المواجهة على دكة الاحتياط وانتهت بالمصالحات وتبويس الشوارب مع إشراك بعض اللاعبين مجبراً عنه نتيجة حالة الغليان والاحتقان، ويمكن القول إن الاتحاد خرج منتصرا بعد عملية قيصرية ناجحة ومن ركلة جزاء، وعزز بالوقت بدل الضائع وسط موجة عنيفة من الغضب وصافرات الاستهجان وموشحات تطالب برحيل الشديد على الفور لم يستطع حيالها المدرب الخروج من تحت سقف كراسي الاحتياط إلا بعد التسجيل، وهو دليل الفوضى التي بدأت تتوضح معالمها ونحن مازلنا في المرحلة الثانية من بطولة الدوري ولا أحد يعلم كيف سيكمل الاتحاد الموسم وهو بهذه الحالة الحرجة التي فاقت التوقعات.
الاتحاد ورغم أفضليته بالشوط الأول لكنه عجز عن إيجاد متنفس له أمام الجدار الدفاعي الذي نصبه النواعير، فلعب بأسلوب عقيم معتمداً على مهارات أحمد الأحمد من الجهة اليمنى وسط غياب تفعيل الجبهة اليسرى عن الأحداث مع فجوة عميقة بين خط الوسط والمقدمة الذي غابت فعاليته وكان عالة على فريقه من دون أي ربط ومساندة للخط الأمامي، واقتصرت هجمات الاتحاد على الاجتهادات الفردية نتيجة غياب العمل الجماعي واعتماد التسديد من بعيد كحل بديل، النواعير من جهته لعب من دون استعجال ومع مرور الوقت تسلح بالشجاعة ولم يغامر إلا ما ندر ومع ذلك شكلت تسديدة الملحم خطورة على مرمى الخياري الذي قطعها قبل عبورها نحو الشباك ورد الأحمد الصغير بفاصل مهاري على مشارف الجزاء وتسديدة قبض عليها الشيخ ومع بقاء الاتحاد يناور عبر الأحمد قدم الأخير كرة على طبق من ذهب للسلقيني الذي لعبها بجوار القائم وأنقذ الشيخ من جديد فريق النواعير على حين رد بقبضة يده كرة المشهداني.
جولة ثانية حملت جميع أنواع الإثارة داخل الميدان وعلى المدرجات مع رجحان كفة الاتحاد من حيث السيطرة والاستحواذ لكن اللمسة الأخيرة بقيت لغزاً محيراً يصعب فكه من مهاجمي الأحمر ووسط تلك المعمعة أخطأ الشعبان فسرق الخليل الكرة وصوب من حافة الجزاء مرت بسلام مع سخط جماهيري كبير وهتافات طالت الشديد ومجلس الإدارة في آن معاً رافقها صافرة أعلنت عن ركلة جزاء بعد عرقلة حسام العمر، لكن زكريا العمري فشل بترجمتها إثر التصدي لها من أحمد الشيخ مع فلتان على دكة احتياط الاتحاد ونشوب حالات خلاف أخمدت بركلة جزاء ثانية وقع عليها عمار الشعبان هدف السبق، ثم تحرر النواعير وتقدم لمناطق الخياري الذي أبعد مباشرة الخليل لركنية وفي الوقت البديل هرب الأحمد الكبير ولعب الكرة من فوق الشيخ معززاً تقدم فريقه بهدفين مقابل لا شيء.

 

Exit mobile version