Site icon صحيفة الوطن

مبادرة زياد نخالة.. ماذا بعد؟

| نعيم إبراهيم

فور انتخابه أميناً عاماً لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين طرح الأستاذ زياد نخالة مبادرة رآها مراقبون جسراً للمصالحة وتعزيزاً للمقاومة ضد العدو الصهيوني.
الحقيقة أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون اليوم إلى مبادرة يلتف حولها كل أبنائه وقواه الحية داخل وخارج فلسطين المحتلة في ظل هذا السيل الجارف من المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وهي بالأساس لم تتوقف منذ بداية الصراع العربي – الصهيوني.
المشهد اليوم قاتم أكثر بكثير من سابقيه خلال المراحل الماضية نظراً لأن محاولات إنشاء المقبرة الأخيرة لدفن حقوق الشعب الفلسطيني ينفذها أطراف من الداخل والخارج جهاراً ونهاراً، بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت مسمى «صفقة القرن».
إذاً طرقت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من جديد جدار الخزان في خطوة جريئة تقول إنها محاولة منها لملء فراغ الأزمة، وإحداث اختراق في الحالة السياسية الفلسطينية، الآخذة بالانكماش والتدهور في ظل استمرار حالة الصراع الداخلي، وغياب أُفق التوصل إلى مصالحة جادة، في المدى المنظور على الأقل. ومن منطلق الحرص على الإرادة الوطنية والشعبية، وإعادة تصويبها نحو فلسطين، قضية الأمة المركزية.
هذه الخطوة تمثلت بمبادرة الأمين العام الجديد للحركة زياد نخالة، التي تتكون من خمس نقاط، تشكل امتداداً لمبادرة النقاط العشر، التي كان قد طرحها الأمين العام السابق للحركة الدكتور رمضان شلّح (عام 2016)؛ للخروج من حالة الانسداد في مسيرة الشعب الفلسطيني.
ماذا تضمنت مبادرة نخالة؟
النقطة الأولى: اعتبار إنهاء الانقسام أولوية في الصراع مع العدو، وأن إنهاءه سيكون لمصلحة الفلسطينيين جميعاً.
النقطة الثانية: الدعوة إلى ضرورة التئام اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، التي التقت في بيروت عام 2017 ومثلت الكل الفلسطيني، للاجتماع في القاهرة، والشروع بمعالجة كل الخلافات والتباينات، والبناء على القرارات المتخذة في حينه.
النقطة الثالثة: «التهدئة» مع العدو «الإسرائيلي» لن تلزم فصائل المقاومة بعدم الدفاع عن شعبنا، ولن تذهب بها إلى اتفاقات سياسية مع العدو.
النقطة الرابعة: فقط نبحث مع مصر سبل إنهاء الحصار عن شعبنا، وهي خيار من موقع المسؤولية الوطنية وليس موقع الضعف.
النقطة الخامسة: الدعوة إلى أن يلتزم الجميع بتطوير المقاومة بأشكالها كافة في الضفة والقدس من أجل ما يسمونها «صفقة القرن» التي هي الإخراج الجديد لتصفية قضيتنا.
أجزم القول هنا: استمرار حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، وتهرب كثير من الفصائل والقوى الفلسطينية من استحقاقات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام لن يؤديا إلى نجاح مبادرة نخالة، بل على العكس تماماً سوف نشهد محاولات وأدها في مهدها وتطوى في الأدراج مثل سابقاتها وما أكثرها منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة علناً عام 1965 وازدياد تعقيدات المشهد الفلسطيني مع بزوغ نجم الإسلام السياسي في العقدين الأخيرين، بعد أن كان الخلاف مسيطراً بين القوى الفلسطينية بمختلف أيديولوجياتها.
حسن النية واضح في مبادرة نخالة غير أن ذلك لا يكفي لمعالجة المرض المستفحل في الساحة الفلسطينية بفعل عوامل داخلية وخارجية لا تحتمل هذه العجالة حديثاً مطولاً عنها.
الحل برأيي يكمن في إعادة منظمة التحرير الفلسطينية والميثاق الوطني الفلسطيني إلى سيرتهما الأولى، ومن لا يريد فعلى الآخرين تجاوزه ومتابعة طريق التحرير والعودة إلى فلسطين كل فلسطين.
يذكر أن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت قبل عدة أيام عن انتخاب زياد نخالة أميناً عاماً لها خلفاً لأمينها العام رمضان عبد اللـه شلح (الذي بقي الأمين العام المرشد)، إضافة إلى انتخاب مكتب سياسي مكوّن من (9) أعضاء في غزة والخارج.

Exit mobile version