Site icon صحيفة الوطن

موسكو وواشنطن تؤكدان أهمية التواصل بشأن الأمن … روسيا سترد بالمثل إذا طورت أميركا صواريخ متوسطة المدى

بحث أمين مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، والمستشار الأميركي للأمن القومي، جون بولتون، آفاق بناء الحوار بين البلدين حول القضايا الإستراتيجية، في وقت قال الكرملين أن روسيا ستضطر للرد بالمثل إذا بدأت الولايات المتحدة تطوير صواريخ جديدة بعد الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تعود لحقبة الحرب الباردة.
وفي ختام محادثات أجراها باتروشيف وبولتون في موسكو، امس، أشار الناطق باسم مجلس الأمن الروسي، يفغيني أنوخين، إلى أن الجانبين «أكدا أهمية مواصلة الاتصالات على مستوى مجلسي الأمن، وكذلك على مستوى وزارات ومؤسسات معينة للدولتين حول قضايا الأمن».
كما أفادت السفارة الأميركية لدى موسكو بأن باتروشيف وبولتون بحثا، المعاهدة الروسية الأميركية حول الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وأفادت السفارة، عبر صفحتها في تويتر، بأن باتروشيف كان أول مسؤول روسي التقى بولتون به بعد وصوله إلى موسكو، الأحد.
في هذه الأثناء دحض الكرملين حجج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للانسحاب من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وأكد أن موسكو لم تنتهك أبدا بنود هذه المعاهدة، على عكس واشنطن التي خرقتها مرارا.
وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف، ردا على سؤال بهذا الخصوص: «إن الرئيس بوتين رفض مرارا وتكرارا وبشكل قاطع تماما، الاتهامات الأميركية ضد روسيا بشأن انتهاكها أحكام هذه المعاهدة، واستشهدنا على مستوى الخبراء، بقيام الولايات المتحدة بخرقها، وتجاوزها قواعد وأحكام المعاهدة، وبتصنيعها ونشرها صواريخ اعتراضية مضادة لا يمكن أن تكون فقط صواريخ اعتراضية، بل صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى. وكذلك باستخدامها طائرات من دون طيار يمكن أن تشكل أكثر من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى».
وأضاف: «هكذا نحن لا نوافق على أن روسيا هي التي تنتهك هذه المعاهدة، لأن بلادنا كانت وما زالت ملتزمة بأحكام المعاهدة. نعتقد أن نية الانسحاب من هذه الوثيقة هي مسألة مثيرة للقلق. ومثل هذه الخطوات يمكن أن تجعل العالم أكثر خطورة».
وحول ما إذا كانت روسيا سعيدة ببيان ترامب، خاصة أن بوتين تحدث عن تنامي الرغبة في الخروج من هذه المعاهدة، وتطوير إمكاناته؟ قال بيسكوف: لقد قلت مراراً وتكراراً إن الولايات المتحدة تقوم بحكم الأمر الواقع بإجراءات لانتهاك المعاهدة، لكن بوتين كان دائماً يقول إن تدمير هذه الوثيقة سيضر بالأمن العالمي.
من جهتها أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، أن الصين تعتبر الزج باسمها في أسباب انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى أمرا خاطئا تماما.
كما دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة وروسيا إلى «مواصلة» الحوار بهدف «الحفاظ» على معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.
من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجهود الهادفة لتطوير التجارة والتعاون العسكري التقني بين روسيا والدول الإفريقية ستزداد.
وقال لافروف في كلمة ألقاها في جلسة افتتاح منتدى «روسيا-إفريقيا» في موسكو، أمس: «اعتمادا على الخبرة المتوفرة للتعاون المثمر، تسعى الدبلوماسية الروسية إلى ممارسة سياسة متتابعة من أجل تعميق العلاقات الروسية الإفريقية، لاسيما أننا نقوم بذلك وفقا لمبادئ القانون الدولي والمساواة في الحقوق واحترام مصالح بعضنا البعض. ولقد نجحنا في تحقيق نتائج كبيرة».
وأكد: «تعد إفريقية اليوم شريكا هاما بالنسبة لروسيا ومشاركا في تشكيل هيكلية العالم المتعدد المراكز. وتحمل علاقاتنا مع دول القارة طابعا ثمينا ولا تتوقف على الوضع في المجال الدولي. ونعرف أن أصدقاءنا في إفريقيا يتمسكون بالموقف نفسه».
كما لم يستبعد احتمال إجراء قمة «روسيا- إفريقيا» لاحقاً.

وكالات

Exit mobile version