Site icon صحيفة الوطن

اعتصام أمام مديرية الآثار والمتاحف…مصر تدين وسورية ساخطة على جرائم داعش في تدمر وترجعها إلى التقاعس عن تنفيذ القرارات الأممية

دمشق – القاهرة – الوطن – وكالات : 

عبرت دمشق عن سخطها الشديد إزاء الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في مدينة تدمر الأثرية مؤخراً، ورأت أن تمادي داعش وغيره بجرائم تدمير الإرث الحضاري في سورية والعراق يعود إلى تقاعس البعض عن تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ودعت العالم إلى التكاتف من أجل الحفاظ على هذا الإرث والعمل من أجل مكافحة الإرهاب.
وفي خرق للصمت العربي حيال جرائم داعش، صدرت إدانة من القاهرة لتفجير معبد بعل شمين في تدمر، وكررت دعوة المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل محاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره.
في غضون ذلك، نفذ مئات السوريين اعتصاماً أمام المديرية العامة للآثار والمتاحف في العاصمة، تنديداً بالمجازر الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش واستنكاراً لجريمته النكراء في تدمير معبد بعل شمين وإعدامه الأسعد. وشارك في الاعتصام الذي دعت إليه وزارة الثقافة، كل من وزيري الثقافة عصام خليل والسياحة بشر يازجي ونقيب الفنانين زهير رمضان.
والأحد الماضي، فجر مسلحو داعش معبد بعل شمين الذي يقع في الحي الشمالي من مدينة تدمر الأثرية، وذلك بعد أيام من إقدام التنظيم على إعدام المدير السابق للآثار في تدمر خالد الأسعد وقطع رأسه في ساحة المتحف الوطني بالمدينة. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، قوله: تعرب سورية عن «سخطها الشديد إزاء الجريمة الهمجية التي اقترفها تنظيم داعش الإرهابي بتدمير معبد بعل شمين في تدمر وقتل عالم الآثار خالد الأسعد، الذي قدم مساهمات جليلة للحضارة السورية والإنسانية».
وأكد المصدر، أن هذه الجريمة والاعتداءات الهمجية التي يرتكبها داعش بحق الإرث والمخزون الثقافي والحضاري السوري، توضح من جديد أنه يستهدف الهوية والذاكرة الوطنية السورية وإسهامات السوريين الناصعة في الحضارة الإنسانية، كما أنها تبين الطبيعة الظلامية لهذا التنظيم الإرهابي المجرد من أي قيمة حضارية. وبين أن «تقاعس» الدول في المنطقة والعالم عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وخاصة قراره ذا الرقم (2199) الذي صدر العام الجاري وشدد على حماية الأوابد الأثرية في سورية والعراق، هو ما شجع داعش وغيره على التمادي بجرائم تدمير الإرث الحضاري في سورية والعراق.
وأكد المصدر، أن الشعب السوري الذي يفخر ويعتز بما قدمه للإنسانية من إنجازات حضارية مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على الدفاع عن هذه الإنجازات وهو يدعو أصحاب الضمير الحي في العالم إلى التكاتف للحفاظ على هذا التراث الثقافي الذي هو ملك للإنسانية جمعاء والعمل من أجل مكافحة الإرهاب الذي يشكل تهديدا جدياً للسلم والاستقرار الإقليمي والدولي والإرث الثقافي والحضاري الإنساني.
في القاهرة، دانت وزارة الخارجية المصرية بشدة تفجير معبد بعل شمين على يد داعش. وأكدت الوزارة في بيان لها، أن إدانة مصر لهذا العمل الهمجي الذي يخالف كل القوانين والأعراف والتعاليم الدينية، ينبع من إدراكها للقيمة التاريخية لهذا المعبد الذي يعكس روافد التنوع الثقافي في سورية. وأضاف البيان: «من الطبيعي أن تتألم مصر باعتبارها صاحبة أقدم حضارة عرفتها الإنسانية لوقوع مثل تلك الأفعال الغوغائية من تنظيمات إرهابية تعادي الإنسانية بجميع صورها وقيمها الحضارية»، مجدداً دعوة مصر إلى تكاتف المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره.

Exit mobile version