Site icon صحيفة الوطن

ميليشيات تركيا تتحالف مع «الإرهاب» في «المنزوعة السلاح» بحلب … الجيش يعلن رسمياً خلو كامل المنطقة الجنوبية من داعش

تزامناً مع التصعيد الميداني والانتهاكات المتواصلة شمالاً، وارتفاع وتيرة التكهنات المرتبطة بإمكانية صمود «اتفاق إدلب»، أعلن الجيش السوري رسمياً أمس سيطرته على كامل المنطقة الجنوبية، واستعادة «تلول الصفا» في عمق البادية الشرقية للسويداء من الإرهاب.
ووصفت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان أصدرته أمس، تحرير المنطقة بأنه «إنجاز تأتي أهميته من تطهير مساحة تقدر بـ380 كم مربعاً من البادية السورية، ولأنها المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الجنوبية».
ما يجري في الجنوب والترتيبات التي فرضها الجيش، لم تتلاق مع المعطيات القادمة من الشمال، حيث وضعت الميليشيات المسلحة التي تأتمر بأوامر تركيا، يدها بيد التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة في حلب، بهدف تجاوز مخرجات وبنود «المنطقة منزوعة السلاح» التي أقرها اجتماع «سوتشي».
وأكدت مصادر معارضة مقربة من «حركة نور الدين الزنكي»، أهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التي أسستها تركيا كأكبر تشكيل مسلح في حلب وإدلب، أن اجتماعات عديدة جرت بين قيادات الجبهة وأخرى تتبع لبعض التنظيمات «الراديكالية» وفي مقدمتها «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» و«حراس الدين» و«أجناد القوقاز» و«الحزب الإسلامي التركستاني»، تمخضت عن إقامة تحالف معها خاص بـ«المنزوعة السلاح» مهمته تشكيل حائط صد في حال قرر الجيش العربي السوري شن عملية عسكرية جراء عدم التزام الميليشيات بتطبيق مقررات «سوتشي».
وأوضحت المصادر أن تلك الميليشيات عادت واستجرت السلاح الثقيل إلى داخل «المنزوعة السلاح»، في جبهات غرب حلب مثل منطقتي الراشدين الأولى والرابعة غرب حلب وجبهتي العيس وخان طومان في ريف المحافظة الجنوبي الغربي أسوة بالتنظيمات الإرهابية التي لم تلتزم باتفاق «سوتشي» بعد سحب بعض السلاح الثقيل خلال المهلة التي انتهت في 10 الشهر الماضي عندما أظهرت بضغط تركي أنها التزمت بالاتفاق.
وأطلقت «الزنكي» وبعض ميليشيات «الوطنية للتحرير» قذائف المدفعية والهاون من داخل «المنزوعة السلاح» في منطقتي البحوث العلمية والراشدين الأولى على تخوم حلب من الجهة الغربية ليل أول من أمس باتجاه مواقع الجيش والتجمعات السكنية المجاورة حيث سقطت خمس قذائف على حي حلب الجديدة، ما اضطر الجيش إلى الرد على الخروقات باستخدام الوسائط النارية المناسبة، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وقال خبراء عسكريون لـ«الوطن»: إن التنظيمات الإرهابية اشتد ساعدها في إدلب مع تكرار خروقاتها للهدنة وتمردها على اتفاق «سوتشي» من دون رد فعل تركي روسي مشترك مناسب، أو حتى مجرد إصدار بيان يدين انتهاكاتها للهدنة في «المنزوعة السلاح»، الأمر الذي شجع الميليشيات التي تدور في فلك تركيا على السير على إثرها بل والتحالف معها ونقل الخروقات إلى جبهات حلب.
من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن «اتفاق إدلب»، يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث نسفت الخروقات الأخيرة كل تعهدات «الاتفاق».

Exit mobile version