Site icon صحيفة الوطن

أين الخطط؟

محمود الصالح : 

يبدو أننا ما زلنا حتى اليوم نخطط ونعمل ونقرر أننا في ظروف طبيعية ولسنا في حالة حرب ضروس اقتلعت وتسعى أن تقتلع كل ما أسسنا له منذ أربعة عقود مضت، ابتداء بالقطاع الزراعي ومروراً بقطاعات التعليم والصناعة والبناء والاستثمار وانتهاء بقطاعات الثقافة، كنا ننتج أكثر من أربعة ملايين طن من القمح ومليون طن من القطن ومليوناً ونصف المليون طن من الشوندر السكري وكان لدينا 25 مليون رأس من الأغنام وتراجعت كل هذه الأرقام إلى مستويات تدعو للتفكير من جديد والوقوف عليها، افتقدنا جزءاً مهماً من قوتنا الاقتصادية وأصبحت تهدد معيشتنا ابتداءً من رغيف الخبز وليس انتهاء باللباس، ولم نضع خطة متكاملة للتعامل مع كل الاحتمالات الواردة ولم نضع الحلول المطلوبة لكل احتمال أو لكل ظرف ودائماً نشكو للمواطن في مؤتمراتنا ولقاءاتنا الجماهيرية من محدودية إمكانيات الحكومة, يتراجع إنتاجنا من الكهرباء إلى حدود مرعبة ولا نبحث عن بدائل سريعة تصلب مواقعنا الوطنية وكأن أهل حلب أكثر ذكاء من الحكومة في اختراع بدليل من الكهرباء. تهدد عاصمتنا بالعطش وتبقى حلب لأشهر من دون مياه ولا نبحث عن بديل دائم ومضمون، يحدث كل ذلك دون أن نفكر بوضع خطط إستراتيجية «طوارئ» تجعلنا نستمر في قيادة العملية الإنتاجية في وطننا بشكل ناجح, يجري ذلك على الرغم من عدم وجود منافس لنا وعدم مقدرة أحد على الحلول محل الحكومة في أي جانب من الجوانب التي ذكرناها في المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة، وهذا يجب أن يشكل لنا عنصر قوة نستفيد منه، ومن المؤكد أن الحلول كثيرة ومتوافرة وممكنة فيما لو بحثنا عنها، لكن ما هو غير مقبول أن نبقى نندب حظنا وننتظر من يساعدنا، ونعتقد أننا يجب أن نستفيد من تعاطينا مع حصار البلاد في الثمانينيات والمعالجات التي اتخذتها الدولة حينها وثمار هذه المعالجات التي جعلت من سورية دولة تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع وحصنت قرارها السياسي.
وهذا ما ورثناه في القرن الجديد… فهل نحافظ عليه..؟!

Exit mobile version