Site icon صحيفة الوطن

واصلت مساعيها لتسويق مبادرتها.. موسكو: الرئيس الأسد شرعي تماماً والدعوات إلى رحيله ضارة وغير واقعية والجيش السوري هو القوة الأكثر فاعلية في محاربة الإرهاب

قبيل الاجتماع الدوري لجمعية الأمم المتحدة العمومية، واصلت الدبلوماسية الروسية وهي تجمع أوراقها لدخول أروقة اللقاء السياسي لأكثر من 193 من قيادات وممثلي دول العالم، إرسال رسائلها المزدوجة بتأكيد ثوابت موقفها الدبلوماسي، ومساعيها لإنجاح وتسويق رؤية رئيسها فلاديمير بوتين و«ثنائيته» لحل الأزمة في سورية والمنطقة القائمة على «تنسيق» الخطوات من أجل مكافحة الإرهاب، و«إطلاق حوار سياسي على أساس بيان جنيف»، لتؤكد من جديد على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أن مطالبة الرئيس بشار الأسد بالرحيل كشرط مسبق للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر ضار وغير واقعي، مؤكداً أن الجيش العربي السوري هو القوة الأكثر فاعلية على الأرض في محاربة الإرهاب، وأن «التحالف الدولي» لمحاربة داعش لن يكون فعالاً دون مشاركة سورية.
وفي آخر الرسائل والجهود الروسية الحثيثة واليومية تجاه إيجاد وتسويق الحل للأزمة في سورية، أكد بوتين في مقابلة مع وكالتي «تاس» الروسية و«شينخوا» الصينية قبيل زيارته إلى الصين، رؤيته لأهمية الدبلوماسية والتعاون في حل أزمات العالم، مبيناً أن «من بين المشكلات الجوهرية التي يواجهها عالمنا اليوم سعي بعض الدول إلى الحفاظ على هيمنتها في الأمور العالمية بأي ثمن كان»، مؤكداً أن التعاون الروسي الصيني «لعب دوراً ملحوظاً في حل مشكلات عدة كنقل الأسلحة الكيميائية من الأراضي السورية والتوصل إلى اتفاق بين القوى العالمية وإيران حول برنامج طهران النووي».
وأوضح بوتين، أن هذه الدول الساعية إلى الحفاظ على هيمنتها، تعلن تمسكها بمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان داخل حدودها لكنها تتجاهل هذه القواعد على الساحة الدولية رافضةً من ثم على الصعيد العملي مبدأ مساواة الدول المثبت في ميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن عملية بلورة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب تترافق مع تنامي الاضطرابات على المستويين الإقليمي والدولي وأبرز أسباب ذلك ضعف الجهود لإيجاد حلول وسط.
وأكد الرئيس الروسي أن «التعاون الروسي الصيني يكتسب في هذه الظروف العصيبة أهمية خاصة للحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين وتعزيزهما والبحث عن ردود فعالة على التحديات الكونية»، مشيداً بأهمية الشراكة بين روسيا والصين في دفع عملية بناء هياكل الأمن الموحد والتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتعزيز الثقة في مجال الفضاء وضمان الأمن المعلوماتي الدولي.
بدوره شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في خطاب ألقاه أمس أمام طلاب وأساتذة معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، على أن «الرئيس الأسد المنتخب من شعبه ما زال رئيساً شرعياً تماماً على الرغم من التصريحات الغربية»، داعياً «إلى التخلي عن الدعوات التي تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق للشروع في مكافحة الإرهاب».
وقال: «إنهم يحاولون اليوم ربط الخطوات كافة التي يجب اتخاذها للتسوية في سورية برحيل (الرئيس) بشار الأسد باعتبار أنه لم يعد شرعياً، وهو النهج نفسه الذي اعتمدوه للقضاء على صدام حسين ومعمر القذافي. لكن (الرئيس) الأسد شرعي تماماً»، مضيفاً بنوع من التهكم على طروحات الغرب: «من المستحيل أن يكون (الرئيس) الأسد شرعياً فيما يخص أغراض تدمير الأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي ليست له شرعية لمكافحة الإرهاب. يبدو أن المنطق ناقص هناك».
وعن المبادرة التي أطلقها الرئيس بوتين في حزيران الماضي خلال استقباله وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، بإقامة تحالف دولي وإقليمي لمحاربة الإرهاب بمشاركة سورية، أوضح لافروف أن المبادرة تتعلق بتوحيد جهود جميع الأطراف التي تدرك الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، مؤكداً أن هذه المبادرة موجهة، بالدرجة الأولى إلى الجيشين السوري والعراقي و«القوات الكردية»، أي إلى القوات كافة التي تواجه داعش بالسلاح على الأرض. وأكد الوزير الروسي أن الجيش السوري يمثل اليوم القوة الأكثر فعالية التي تواجه داعش على الأرض.
وأعرب لافروف عن أمله في أن تحظي مبادرة بوتين بإقبال واسع، مبيناً أن ردود الأفعال التي تلقتها موسكو حتى الآن من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج ودول المنطقة الأخرى، تدل على أن الجميع بدؤوا يدركون أولوية الجهود المشتركة لمكافحة الشر الذي يهدد الجميع.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى لقائه أمس الأول مع وفد من «المعارضة» السورية، مبيناً أن «روسيا تسعى إلى توحيد المعارضة من أجل العمل مع الحكومة السورية لإيجاد الشكل المستقبلي لبناء سورية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر موجود في وثيقة جنيف1، وأن عدداً كبيراً من الدول بدأ يدرك أنه يجب العمل بهذا الاتجاه والجلوس إلى طاولة الحوار.
وجدد التأكيد أن حل الأزمة في سورية يكون عبر العمل المشترك بين جميع الأطراف، لافتاً إلى أن روسيا بحثت مع أطراف دولية وإقليمية إمكانية توحيد المعارضة لإيجاد أساس للحوار مع القيادة السورية وإجراء الإصلاحات واتخاذ القوانين على أساس الاتفاق المشترك لبناء مستقبل سورية.
وعن خطر تمدد الإرهاب وأزمة المهاجرين، حذر لافروف من عواقب الأزمات في الشرق الأوسط على أوروبا نفسها، محملاً التدخل الخارجي مسؤولية أزمة المهاجرين التي تواجهها أوروبا في الأشهر الأخيرة. وقال: «أزمة اللاجئين وهذه الأفواج لم تسقط من السماء، وهي نتيجة لتحركات معينة قامت بها بشكل أساس هذه الدول التي يتوجه إليها المهاجرون، وأقصد ما حدث ويحدث في العراق وليبيا وأيضاً في سورية».
وعن جريمة داعش الأخيرة بحق الآثار والحضارة الإنسانية، أدان الوزير لافروف تدمير داعش معابد مدينة تدمر الأثرية، معتبراً أن هذه الأعمال تستهدف زعزعة قاعدة الثقافة العالمية. مبيناً في إشارة إلى عناصر تنظيم داعش أن «هؤلاء الأشخاص لن يكتفوا ببسط سلطتهم على مساحات شاسعة من الأراضي، بل يسعون عمداً إلى زعزعة قاعدة الثقافة البشرية المشتركة»، داعياً إلى وضع خطوات معينة من أجل صياغة موقف حاسم للمجتمع الدولي من جرائم داعش.
(سانا- روسيا اليوم)

Exit mobile version