Site icon صحيفة الوطن

عام آخــر

عام آخر نستقبله وكلنا أمل بأن يحمل إلينا بشائر النصر الكامل على أعداء وطننا الذي عاني ويعاني من تبعات الحرب التي شنت عليه من أعداء الحضارة والتاريخ على مدى ثماني سنوات ومع هذا بقي صامدا مؤمنا بأن الحق لا يقهر وأن أصحاب الحق لا يهزمون مهما طال الزمن ومهما بلغت تضحياتهم مادية كانت أم معنوية.
وفي آخر أيام العام، لا بد للمرء أن يعيد النظر في حساباته فيرى أين أصاب وأين أخطأ هذا إذا هو أراد أن يكون عامه الجديد خاليا مما يصنفه في خانة الخسارة، وخصوصاً بسبب من الأسباب التي لا ولم تكن تستدعي ارتكاب الخطأ.
إن وقفة أمام الذات في مثل هذا اليوم مرة في كل عام، تقارب وقفة أمام المحقق إن جاز التشبيه، لأن الإنسان هو الأكثر قدرة من سواه على إدانة نفسه أو تبرئتها عند الضرورة، كمن يتفحص قسمات وجهه أو قامته أمام المرآة، حيث لا يستطيع تخطي معالم الوجه أو القامة حتى إذا شاء ذلك.
من هنا أهمية أن يسأل المرء نفسه، وهو على عتبة عامه الجديد، هل هو سار على الدرب المستقيم وصولا إلى نهايته أم إنه ضلّ الطريق وبالتالي كيف يتجنب ما يجب تجنبه مستقبلا حتى يستقيم سيره على الدرب قبل أن يبلغ نهاية العام 2019؟
إنها عمليّة لا يستهان بها في سياق عملية الفرز بين الصحيح والخطأ بين ما يرضي الذات ويرضي الآخر، وإن تكن عملية الفرز هذه تتطلب قدرا من الوعي وإدراك ما يجب فعله وما يجب تجنبه.
إن صعوبة معرفة أبعاد مثل هذه المعادلة وتداعياتها في حياة الإنسان، أي إنسان كان، تهون عندما يحاول معرفة من أين يخطو وإلى أين قبل أن تتخطاه الأيام وصولا إلى ساعة السؤال الذي أشرت إليه في البداية أين أصاب وأين أخطأ حتى يكون حكمه موضوعياً وعادلاً في الوقت ذاته.

Exit mobile version