Site icon صحيفة الوطن

عون: الإسراع في إعادة المهجرين.. وباسيل: لمسنا تجاوباً مع فكرة عودة سورية إلى الحضن العربي … «قمة بيروت» لم تر صواريخ العدوان الإسرائيلي على دمشق!.. ونشطاء: غير عروبية

غابت الصواريخ الإسرائيلية التي حاولت الاعتداء على سورية عن أنظار وتفكير المشاركين في قمة بيروت الاقتصادية أمس! على حين دعا الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى الإسراع بإعادة المهجرين السوريين إلى بلادهم دون انتظار الحل السياسي، ولفت وزير خارجيته جبران باسيل إلى أنه «لمس تجاوباً مع فكرة عودة سورية إلى الحضن العربي».
واستضاف لبنان أمس «القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية» في دورتها الرابعة التي بدت هزيلة للغاية ولا معنى لها، في ظل غياب الأغلبية الساحقة من الرؤساء والقادة العرب، الذين «أسف» الرئيس اللبناني لعدم حضورهم خلال كلمة له في افتتاح القمة، نقلتها «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية.
ودعا عون المجتمع الدولي «إلى بذل كل الجهود الممكنة وتوفير الشروط الملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم، ولاسيما إلى المناطق المستقرّة التي يمكن الوصول إليها، أو تلك المنخفضة التوتر، من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل إلى الحل السياسي، وإلى تقديم حوافز للعودة لكي يساهموا في إعادة إعمار بلادهم والاستقرار فيها».
وأصدرت القمة بياناً حول أزمة اللجوء، لفتت فيه إلى «استفحال أزمة النزوح واللجوء السوري علاوة على استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين المزمنة»، ودعت «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء، ووضع كل الإمكانات المتاحة لإيجاد الحلول الجذرية والناجعة، ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ذات الصلة، ويكفل احترام سيادة الدول المضيفة وقوانينها النافذة».
وبحسب نص البيان الذي نقلته مواقع لبنانية، ناشد المجتمعون «الدول المانحة الاضطلاع بدورها في تحمل أعباء أزمة النزوح واللجوء والتحديات الإنمائية من خلال تنفيذ تعهداتها المالية، والعمل على تقديم التمويل المنشود للدول المضيفة لتلبية حاجات اللاجئين ودعم البنى التحتية، وكذلك تقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في أوطانهم تحفيزاً لهم على العودة». ودعا البيان «المجتمع الدولي لدعم الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، وإقامة المشاريع التنموية لديها للمساهمة في الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الاستضافة».
وكلف المجتمعون بحسب البيان الأمانة العامة «بالدعوة لعقد اجتماع يضم الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية بمشاركة الدول العربية المستضيفة للنازحين واللاجئين السوريين للاتفاق على آلية واضحة ومحددة لتمويل هذه المشاريع».
من جانبها تضمنت مقدمة «إعلان بيروت» الصادر في ختام القمة، أنه «أخذاً في الحسبان ما تشهده منطقتنا العربية من انتشار ظاهرة الإرهاب وتبعاتها التي أثرت سلباً على التنمية الشاملة للمجتمعات العربية، وما خلّفه ذلك من تزايد أعداد النازحين واللاجئين في الدول العربية، أكد المجتمعون ضرورة تكاتف جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية من أجل التخفيف من معاناة هؤلاء اللاجئين والنازحين وتأمين تمويل تنفيذ مشاريع تنموية في الدول العربية المستضيفة لهم، ودعوا لجذب مزيد من الاستثمارات العربية والدولية في الدول المستضيفة، دون أي إشارة إلى معالجة أسباب مشكلة اللجوء في سورية التي تسبب الإرهاب فيها بتهجير آلاف السوريين معظمهم في دول الجوار.
من جهته، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في ختام القمة: «لمسنا تجاوباً مع فكرة عودة سورية إلى الحضن العربي».
لكن باسيل أوضح، أنه «‏لا تواصل مع سورية بشأن عودتها إلى الجامعة العربية ولا نعرف موقفها من هذا الموضوع بل نعبر عن رأي لبنان لأن عودة سورية إلى الجامعة هو جزء من عودتها إلى الحضن العربي».
في المقابل سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من القمة بسبب غياب الأحداث في سورية عن مجرياتها، وكذلك تجاهل المشاركين لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء على ريف دمشق الجنوبي أثناء انعقادها الأمر الذي تصدت له الدفاعات الجوية السورية وأحبطته.
وتداول نشطاء صوراً كاريكاتيرية سخروا فيها من عدم إدانة «المؤتمرين العرب» للاعتداء الإسرائيلي، وأظهرت إحدى الصور رجل بكوفية خليجية على طاولة مستديرة (طاولة القمة) يشير لطائرة إسرائيلية بالتوجه إلى دمشق، في حين اعتبر نشطاء آخرون أن القمة لم تكن عروبية لأنها لم تدن عدوان الاحتلال على دولة عربية حتى لو كانت عضويتها مجمدة في الجامعة العربية، وقال آخرون «لا عروبة من دون سورية».
وأعاد مراقبون سبب غياب الإدانة إلى حالة التطبيع التي بدأت تتصاعد بين أنظمة عربية وكيان الاحتلال.

Exit mobile version