Site icon صحيفة الوطن

خلال مؤتمر صحفي مع أردوغان.. أكد أن الحوار بين دمشق والأكراد يصب في مصلحة الدول المجاورة … بوتين يلمح إلى رفض «المنطقة الآمنة» والاستعاضة عنها بـ«بروتوكل أضنة»

فيما يمكن تفسيره رفضاً لـ«المنطقة الآمنة» التي روجت لإقامتها أميركا في شمال سورية بالاتفاق مع أنقرة، ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه يمكن الاستعاضة عنها بتفعيل اتفاق 1997 الأمني (بروتوكل أضنة) بين سورية وتركيا وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
وأجرى الرئيس الروسي ونظيره التركي أمس في موسكو محادثات حول سورية وسط سعي أنقرة إلى إقناع المسؤولين الروس باقتراح إقامة «المنطقة الآمنة» في شمال سورية سبق روج الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنشائها بموافقة النظام التركي، وذلك عقب إعلانه عن سحب سريع لقواته من سورية.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان بعد المحادثات: إذا طبق الانسحاب الأميركي من سورية يمكن القول إنه أمر إيجابي للمنطقة ولسورية، موضحاً أن المناطق التي ستنسحب الولايات المتحدة منها «ستكون خاضعة لفصائل كردية».
وأضاف: نرحب بالحوار بين دمشق والممثلين عن الأكراد، واعتبر أن هذا الحوار «وبطبيعة الحال يصب في مصلحة المصالحة الوطنية ومصلحة سورية والدول المجاورة».
وأكد بوتين، أن العسكريين الأميركيين موجودون بشكل غير شرعي في سورية، وأضاف: ومع ذلك أقمنا العمل البناء مع شركائنا الأميركيين لمجابهة الإرهاب في سورية ونعول على استمرارية العمل هذا.
وأكد بوتين، أن الأتراك يتبنون كل الجهود لتنفيذ «اتفاق إدلب»، «لكن للأسف لا تزال هناك مشاكل كثيرة»، مشيراً إلى اتفاق الجانبين «حول تنسيق العمل في الفترة المقبلة وقيام وزيري الدفاع في البلدين بمشاورات إضافية لتبني إجراءات إضافية»، وتابع: علينا مواصلة مواجهة الإرهاب في أي مكان بما في ذلك في إدلب.
وأكد بوتين، أن مسألة تشكيل «لجنة مناقشة الدستور» مهمة للغاية وستسجل النتائج التي توصلنا إليها في مكافحة الإرهاب في سورية، لأن كافة المسائل يمكن حلها في الأمد البعيد بالوسائل الدبلوماسية.
ولفت إلى ضرورة أن تكون «الدستورية مقبولة لكل المجموعات العرقية في سورية وأن يشعر الجميع أنهم ممثلون فيها في إطار الجمهورية العربية السورية».
وبعدما ذكّر بوتين بالاجتماع الرباعي (زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا) الذي استضافتة اسطنبول في 27 تشرين أول الماضي، قال: اتفقنا على ضرورة العمل جميعاً لنقوم بإنجاز هذه اللجنة وطلبنا من زملائنا الأخذ على عاتقهم هذا الالتزام بما يتعلق بالتشكيل الوطني لهذه اللجنة، وتحدثنا مع الحكومة السورية، كما اتفقنا على العمل مع دمشق وطهران وكان النقاش ليس سهلاً وزملاؤنا الأتراك لم يكن سهلاً عليهم تنسيق قائمة المعارضة». وتابع: العمل انتهى، لكن في المرحلة الختامية كنا نقدم على وضع النقطة النهائي في جنيف (اجتماع ضامني أستانا مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الشهر الماضي) استمعنا من شركائنا الغربيين أن هذا العمل غير مكتمل ولم ينته.
ولفت إلى انتشار خطاب على الانترنت حينها موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة موقع وموجه باسم الممثلين الدائمين لفرنسا وبريطانيا والمانيا، وقرأ بوتين البند الخامس منه الذي تضمن «إن ممثلكم الخاص دي ميستورا لا يجب عليه مباركة أي تصريحات بما يتعلق بـ«اللجنة الدستورية» التي قدمها ضامني أستانا في الفترة القادمة».
ورأى بوتين، أن هذا الأمر «كان مفاجئاً لنا ويصعب علي الآن التعليق على هذا الخطاب من جانب شركائنا الغربيين، وما زلنا نتحلى بالصبر رغم أننا لا نفهم الأساس الذي يتخذوه في موقفهم هذا»، وتابع «سيعمل دبلوماسيينا ليعود الكثير من اللاجئين إلى ديارهم».
وحول إدلب قال الرئيس الروسي: اتخذنا خطوات بشأن إدلب، ومستعدون لاستضافة قمة مع صديقي أردوغان والرئيس (حسن) روحاني حول سورية.
في المقابل، أكد أردوغان أن هدف بلاده «مواجهة أي مجموعات إرهابية وتطهير المناطق من العناصر الإرهابية من داعش و«بي كا كا» (حزب العمال الكردستاني)»، لافتاً إلى أن بلاده «تعرف جيداً من دعم المنظومات الإرهابية التي تسعى لتقويض علاقاتنا مع روسيا».
ورأى أردوغان إلى أنه «خلال فترة قصيرة لا بد من تشكيل اللجنة الدستورية ونعمل في هذا الاتجاه، ونأمل أن يسير هذا العمل بخطوات أسرع».
وبعدما قال أردوغان إنه في منطقة شرق الفرات وريف حلب الشمالي عاد 300 ألف مواطن سوري إلى مناطقهم وحياتهم الطبيعية بعيداً عن الإرهاب، اعتبر أن «هذا الأمر يمكن تنفيذه على باقي الأراضي السورية في شرق الفرات وباقي الأراضي الأخرى»، وأضاف: نحن في كل الصيغ، أستانا وغيرها نعمل في هذا المجال، موضحاً أن قمة رعاة أستانا الثلاثية ستكون في موسكو.
وفي معرض ردهما على الصحفيين، أكد أردوغان أن اللقاءات المتعلقة بإقامة «منطقة آمنة» ما زالت مستمرة بين بلاده وروسيا، متهماً الأميركيين بأنهم «لا يتعاطون بشكل ايجابي تماماً مع مطالبنا»، وتابع: «فيما يتعلق بمسافة 25 أو 30 كيلو متراً ليس لدينا أي مشاكل مع روسيا لأن هذه المناطق سيتم تطهيرها من الإرهابيين وبعد ذلك الجهات المعنية في البلدين سواء وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع ستعملان للحفاظ على هذه المسألة».
ورداً على نفس السؤال، وفيما بدا أنه رفض لإنشاء «المنطقة الآمنة» في شمال سورية، قال بوتين «يجب علينا مع شركائنا الأتراك المثابرة على احترام الشؤون الأمنية»، وأضاف: يدور الحديث عن وثيقة عن وثيق 1998 (بروتوكل أضنة الأمني) التي تنص على مجابهة الإرهاب وتوفير الأمن في الأراضي الجنوبية التركية وهذا السؤال كان مطروحاً على طاولة المفاوضات».
وبروتوكول أضنة يتضمن قيام تعاون بين سورية وتركيا في مكافحة الإرهاب على الحدود بين البلدين.
وبخصوص الوضع في إدلب، قال أردوغان: «في إدلب ستستمر مكافحة المجموعات الإرهابية بشكل مشترك لأن هذا الصراع ليس عملية وقتية بل هو صراع مستمر وممتد ومهمتنا الرئيسية توفير الأمن والاستقرار للشعب السوري، وألا نسمح للإرهابيين أن يقضوا مضاجع السوريين».
وحول لجنة مناقشة الدستور، أكد أن الخطاب الذي قرأه بوتين «أثار دهشتنا جميعاً لكنه خطاب يتعلق بهم نحن ولا يتعلق بنا».

Exit mobile version