الاحتلال يعتقل 18 فلسطينياً في الضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى … «الوفاق» باتت في حكم المستقيلة وانطلاق تشكيل الحكومة الجديدة

شهدت الساعات الماضية تطورات متسارعة على صعيد تشكيل حكومة فلسطينية جديدة خلفاً لحكومة الوفاق الوطني التي أعلن رئيسها رامي الحمد اللـه أنه يضع حكومته تحت تصرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهذا معناه أنها باتت في حكم المستقيلة إلى حين تكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل حكومة جديدة ستترأسها شخصية من اللجنة المركزية لحركة فتح وستضم فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية وشخصيات مستقلة، فيما سارعت حركة حماس والجبهتان الشعبية والديمقراطية بالتعبير عن رفضهم لتشكيل الحكومة الجديدة باعتبارها ستكرس الانقسام.
وقالت مصادر في حركة فتح لــ«الوطن» إن الحكومة الجديدة قد تم الشروع في المشاورات حولها، وإن اللجنة المركزية للحركة أوصت بأن تكلف شخصية رفيعة المستوى من الحركة بتشكيل تلك الحكومة التي ستكون ذات صبغة فتحاوية، وستتمسك حركة فتح فيها بوزارات الخارجية والمالية والإعلام والداخلية والتعليم.
من جانبه قال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة لــ«الوطن» إن الحكومة المقبلة ستكلف مهمة الإعداد للانتخابات التشريعية وذلك تنفيذاً لقرارات المحكمة الدستورية التي حلت المجلس التشريعي الفلسطيني قبل عدة أسابيع.
ولفت أبو سعدة إلى أن هذه الحكومة ستكون ذات صبغة فتحاوية، وأن تشكيلها جاء لأن حركة فتح تعتبر أن حكومة الوفاق الحالية انتهى دورها في ظل وصول المصالحة الفلسطينية لطريق مسدود.
على صعيد متصل أعلنت حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية عن رفضهم لهذه الحكومة باعتبارها تكرس التفرد وضربة لجهود المصالحة الفلسطينية.
وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عصام أبو دقة لــ«الوطن» إن الجبهة لن تشارك في الحكومة الجديدة باعتبارها جاءت من دون توافق وطني، وتعد ضربة لجهود المصالحة الجديدة التي ستقودها موسكو في 11 من شباط القادم بمشاركة عشرة فصائل فلسطينية.
ودعا أبو دقة لتفعيل المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بدل حكومة ذات لون واحد.
وفي سياق آخر اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس 18 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدناً وقرى طمون وطوباس ومخيم جنين وبيت فجار جنوب بيت لحم ورام اللـه بالضفة الغربية وداهمت عدة منازل واعتقلت 18 فلسطينياً.
من جهة أخرى اقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية بيت سكاريا جنوب بيت لحم بالضفة الغربية واستولوا على أراض زراعية.
ونقلت وكالة «وفا» عن رئيس مجلس قروي بيت سكاريا محمد إبراهيم قوله إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت القرية واستولت على أراض تعود ملكيتها لعائلة عودة الفلسطينية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية في الضفة الغربية.
ونقلت وكالة «وفا» عن منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي قوله: إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت منازل الفلسطينيين وحطمت محتوياتها وذلك رداً على استمرار مظاهرات البلدة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاماً.
وتشهد بلدة كفر قدوم مظاهرات مستمرة ضد قوات الاحتلال والتي باتت تشكل جزءاً من الحياة العامة في البلدة التي التهم الجدار والاستيطان أراضيها.
ويقتحم المستوطنون الإسرائيليون القرى والمدن الفلسطينية بشكل يومي ويرتكبون أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.
إلى ذلك جدد مستوطنون إسرائيليون صباح أمس اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وكالة «وفا» أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وينفذ المستوطنون الإسرائيليون يومياً اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.