Site icon صحيفة الوطن

الدولة تعيد المهجرين.. والأمم المتحدة و«قسد» تتبادلان الاتهامات

ساهمت إجراءات الدولة السورية بعودة المزيد من المهجرين إلى قراهم وبلداتهم المحررة بريف دير الزور، أمس، على حين تبادلت الأمم المتحدة و«قوات سورية الديمقراطية- قسد» الاتهامات بشأن تردي أوضاع المهجرين في المناطق الخاضعة لسيطرة الأخيرة.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء، فقد عادت دفعة جديدة من المهجرين إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الإرهاب في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي عبر ممر الصالحية على نهر الفرات.
في المقابل، أفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن طفلة جديدة توفيت في مخيم الهول بريف الحسكة الواقع تحت سيطرة ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، تدعى عائشة محمود اليوسف بسبب البرد، بالتزامن مع نقل 27 طفلاً من المخيم إلى المشفى الوطني في مدينة الحسكة، نتيجة إصابتهم بعدة أمراض ناجمة عن سوء التغذية والبرد الشديد. وأوضحت المواقع، أن المخيم يعيش حالة من التوتر بعد تظاهر الأهالي يوم السبت احتجاجاً على انعدام الخدمات وسوء الرعاية الصحية داخل المخيم الذي شهد عدداً كبيراً من وفيات الأطفال الرضع نتيجة البرد والحرائق.
وجاءت المظاهرة بعد وفاة الرضيعة عوف مخلف العواد وهي ابنة لعائلة نازحة عن مدينة موحسن بدير الزور داخل المخيم يوم الجمعة جراء البرد ونقص الرعاية الطبية والصحية.
ونقلت المواقع عن المدعو حسن الشريف: أن تظاهر النازحين جاء احتجاجاً على أوضاع صعبة يقاسونها في المخيم ونقص في المستلزمات والمواد الأساسية وعلاوة على قسوة الطقس في فصل الشتاء، فأعداد كبيرة من النازحين لا يجدون خياماً تؤويهم ويقيمون في العراء أو بخيام مشتركة كبيرة.
وكشف الشريف أنه خلال الأسبوع الماضي بلغ عدد العوائل التي نقلتها «قسد» التي تعتبر الذراع المسلح لـ»الإدارة الذاتية» إلى مخيم «الهول» 424 عائلة سورية عدد أفرادها يقارب 1350 شخصاً، إضافة إلى 353 عائلة عراقية أفرادها 1300 شخص تقريباً ليرتفع عدد الواصلين إلى المخيم منذ بداية كانون الثاني المنصرم أكثر من 17 ألف نازح ولاجئ.
وحسب الشريف، تعرض هؤلاء النازحون لممارسات قاسية من قبل القائمين على المخيم، الذي يعتبر سجنا، فالحراسة عليه مشددة وتقتحمه دوريات ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية و«آسايش» بين الفينة والأخرى لشن حملات دهم واعتقال داخل قطاعات المخيم ثم تنقل المعتقلين إلى جهات غير معلومة.
وأشارت المواقع إلى أن سيارة تابعة لمنظمة إنسانية (لم تسمها) قتلت الثلاثاء الماضي طفلة رضيعة لعائلة نازحة من بلدة السوسة «دهسا» بعجلاتها، وسجلت الحادثة «إهمال من الأهل»، على حين أعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية الشهر المنصرم، عن موت ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في مخيم «الهول» للنازحين خلال شهرين بسبب البرد القارس.
في غضون ذلك قالت ما تسمى «هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل» التابعة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية أن الأمم المتحدة سبق أن رفضت طلبات بإنشاء نقاط لاستقبال النازحين بين محافظة دير الزور ومخيم «الهول» جنوب مدينة الحسكة، بحجة أن المنطقة غير آمنة. ولفتت «الهيئة» إلى أنها نسقت مع الأمم المتحدة حول الحملة العسكرية في دير الزور منذ نيسان الماضي، واقترحت عليها إنشاء مخيم لاستقبال النازحين من دير الزور في بلدة العطية، إلا أن الأمم المتحدة رفضت ذلك بحجة أن المنطقة غير آمنة ولا تستطيع العمل فيها.
وانتقدت «الإدارة الذاتية» تحميلها مسؤولية تردي الوضع الإنساني للنازحين في ظل ما وصفته بـ«تقاعس المنظمات الدولية والإنسانية عن أداء واجبها الإنساني، بعد تصريح للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين طالب «قسد» بتخصص موقع لها على الطريق الواصل بين محافظة دير الزور ومخيم «الهول»، مؤكداً أن «الوضع الإنساني في المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم حرج للغاية.

Exit mobile version