Site icon صحيفة الوطن

«مسافة أمان» في هدوء ما بعد الحرب ثمة ماهو أكثر خطراً من ضجيجها … الليث حجو: العمل اجتماعي يتطرق للحب والعلاقات الإنسانية والقيم والاستحقاقات الأخلاقية اليوم

يستعد المخرج الليث حجو لإطلاق شارة البداية إيذاناً ببدء تصوير مسلسل «مسافة أمان» في دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو من تأليف إيمان السعيد وإنتاج شركة إيمار الشام التي أعلنت عن اكتمال التحضيرات لانطلاقة التصوير عبر مؤتمرٍ صحفي عقدته في فندق الفورسيزنز بحضور مخرج العمل وفريقه التقني وعددٍ من أبطاله الفنانين: كاريس بشار، قيس الشيخ نجيب، حسين عباس، سوسن أبو عفار، وكرم الشعراني.
يضم المسلسل على قائمة أبطاله أيضاً سلافة معمار، نادين تحسين بيك، حلا رجب، جرجس جبارة، أنس طيارة، إيهاب شعبان، هيا مرعشلي، لين غرة، وفنانين كثراً آخرين من خيرة نجوم الدراما السورية، ممن سنعلن عن أسمائهم تباعاً، خلال فترة التصوير التي ستمتد على مدى ثمانين يوماً.

ملخص العمل
«مسافة أمان» سلسلة درامية اجتماعية، ذات طابع تشويقي، مؤلفة من ثلاثين حلقة، نتابع من خلالها؛ حكايات عدة لشخصيات تتجنب مزيداً من الخسارات، وتسعى بخجل، نحو حب هنا، وفعلِ فرح هناك، والهروب نحو المجهول أملاً بالخلاص.
ففي هدوء ما بعد الحرب ثمة ما هو أكثر خطراً من ضجيجها، ربما لا تتهددنا رصاصة، وقد لا تنال منا قذيفة، لكن القتال يجعل الناس، من حولنا مهووسين بالنجاة.. الكل يبحث عن خلاصه الفردي.. تتفكك العلاقات، ويصبح رابطُ الحب أضعف، وهنا تولد الحاجة لمسافة الأمان.
يصير الإنسان مشغولاً بخلق «مسافة أمانٍ» تجاه الخطر، فتراه يتجنب الخوض بكل مفردات الحياة، ويحاول أن يبني عموم علاقاته مع المحيط بمنطق «صفر مشاكل»، فلا يقترب أكثر من اللازم، لكنه لا يجرؤ في الوقتِ ذاته على الابتعاد، والتخلي عن دائرته شبه الآمنة.
الجميع يعتقد أنه يترك «مسافة أمانٍ» كافية تحميه من الأذيّات، لكن ما يقوله العمل يحيلنا إلى خلاصة مختلفة تشبه واقعنا إلى حد التطابق: «مسافة الأمان التي نفترضها، هي وهم أنتجناه لنظن أننا بخير».

ارتباط بالواقع
المدير التنفيذي للشركة ديانا جبور وصفت الإعلاميين بشركاء النجاح من خلال مواكبتهم لأعمال الشركة، وتثمينها، وتقديم ملاحظاتهم عليها، كما رحبت بعودة الفنانين السوريين الغائبين عن المشهد الفني الدرامي المحلي، معتبرة استقطابهم أو استعادتهم مطلباً لشركات الإنتاج وضمانة لتعافي الدراما السورية.
من حيث المضمون، أكدت أن العمل الدرامي المرتبط ببيئته وواقعه، يضمن انتشاره، ويبقيه محفوراً بالوجدان، ما دام يلتصق بالواقع، ويكون أميناً في نقله.
تسويقياً؛ شددت على أن انتشار الأعمال جزء مما تأمله الشركة، ولكن ليس على حساب الجمهور السوري، فالأهم وصول أعمالها لأكبر شريحة منهم، وتحقيقه التأثير المطلوب لديهم.

الإخلاص للنص
بدوره أعرب المخرج الليث حجو عن أمله بأن يحقق «مسافة أماناً»؛ النجاح ويحظى باهتمام الجمهور السوري والعربي، فنحن نحاول حالياً التفكير بدائرة أوسع، من دون الانفصال عن الدراما السورية، التي اعتادها الجمهور، مشيراً إلى أهمية العمل مع شركة «إيمار الشام» التي تستحق من وجهة نظره لقب المؤسسة، عبر محاولتها الحفاظ على الدراما السورية، وتحقيق الانتشار عربياً.
حول المحتوى الذي يقدمه العمل قال حجو إن العمل اجتماعي في المقام الأول، فهو يتطرق للحب، والعلاقات الإنسانية، والقيم، والاستحقاقات الأخلاقية اليوم، ولن نرى فيه ملامح الحرب، لكنه يمتلك في الوقت ذاته كل مقومات الدراما السورية، التي تمتاز بنقلها الحقيقي لواقع الشارع السوري، من دون افتقادها حس التجريب والمغامرة.
وأضاف إنه يسعى إلى الإخلاص للنص، وصناعة مادة تحترم عقل المشاهد من دون أن تغريه المنافسة مع أعمال أخرى.
وأوضح سبب تغيير اسم المسلسل من «أرض محروقة» إلى «مسافة أمان» بالقول: «خشينا من انطباع التشاؤم الذي يمكن أن يخلقه هذا الاسم، وأردنا بالمقابل تأكيد وجود فرصة للأمل والتفاؤل، كما أن (أرض محروقة) يوحي بارتباط أحداث العمل بالحرب، على حين أنها بعيدة عنها، بل سنرى فيه سورية ما بعد الحرب، مشيراً أن هذا القرار تم اتخاذه بالشراكة مع الكاتبة وشركة الإنتاج.

أصعب الشخصيات
عن شخصية «سراب» التي تؤديها في العمل، الممثلة كاريس بشار اعتبرت أن هذه الشخصية تمثل 99 بالمئة من نساء سورية اللواتي تحولن إلى رجل وامرأة بآن معاً، من حيث المسؤوليات التي تحملنها في كل تفاصيل الحياة، مؤكدة أن الشخصية من أصعب الشخصيات التي تمر عليها في مسيرتها الفنية.
وأشارت النجمة السورية التي لم تتحدث للإعلام السوري منذ فترة طويلة، وحظي حديثها على منصة المؤتمر باهتمامٍ كبيرٍ من الحاضرين؛ إلى وجود ارتباط كبير بين شخصيتها، وشخصية «سراب» التي تجسد من وجهة نظرها عنوان العمل عبر علاقتها بالآخرين، وسعيها لعدم التورط عاطفياً معهم، خشية الفراق، وحالة الخوف التي تعيشها أي فتاة تريد تأمين مستقبلها، ولفتت إلى أن هذا الدور من أكثر الأدوار التي أثارت مخاوفها.
وأوضحت أنها سعيدة بالشخصية التي ستقدمها، وبروح التعاون بين الفريق. مضيفة إن ما يغريها في أي شخصية هو تركيبة الشخصية، وبعدها النفسي والإنساني.
وأشادت بالعمل مع الليث حجو، فالعمل معه يعني أنك شريك من اللحظة الأولى، كما أن الانسجام الذي يخلقه مع الفريق كله ينعكس على نتائج العمل عموماً.
بعيداً عن العمل قالت إنها لا تضع شروطاً معينة للقبول بأي عرض درامي وأضافت: إذا استهواني النص ووجدت أنني أستطيع أن أقدم الشيء الجديد فلا مانع من تقديمه.
واعترفت بمرور سقطات في حياتها المهنية، موضحة أنها خاضت عدة تجارب غير لائقة ولا تناسب طموحها لأسباب مادية لأنها تعيش من وارد التمثيل وليس لديها وارد آخر.
وعن رفضها إجراء لقاءات صحفية علقت: أشعر أن تجربتي في الحياة والمهنة لا تخولني أن أدلو بدلوي، ولا أمتلك التجربة الكافية لذلك.

قيمة فنية ومعنوية
الممثل قيس الشيخ نجيب الغائب عن التصوير في دمشق منذ قرابة 8 أعوام؛ أوضح أن سبب غيابه هو عدم وجود خيارات ملائمة، بالإضافة إلى مشاريع لم يكتب لها الاكتمال في بعض الأحيان، مؤكداً بحثه الدائم عن قيمة فنية ومعنوية تضيف للجمهور السوري، وهذا ما وجده في مسلسل «مسافة أمان» حسب قوله، حيث تكاملت الظروف على مستوى النص والشخصية التي سيؤديها، وطبيعة العمل، والمخرج، والشركة المنتجة الواعدة، وشدد على تمسكه بهذا المشروع رغم وجود العديد من العروض التي قدمت له هذا الموسم.
وعن عودته بعد انقطاع قال: لم أكن منقطعاً عن سورية، وعايشت المراحل جميعاً لكن ليس بالمعنى اليومي، وكنت أزور دمشق شهرين أو ثلاثة أشهر، وعندي دراية بكل ما حصل، الأمر الذي منحني جرعة انفعالية من خلال البحث بعمق عن انفعالات وأحاسيس وهواجس الشخصية، وأنا على تواصل دائم مع المخرج لتجسيد شخصية واقعية من لحم ودم.
وفي حديثه عن الدراما العربية المشتركة، رأى الشيخ نجيب أن المنفعة فيها كانت متبادلة، والدراما اللبنانية استفادت من الخبرات السورية من ممثلين ومخرجين سوريين.

الجملة الحوارية
ورأت د. رانيا الجبان المدير الفني في الشركة أن أكثر ما يميز المسلسل هو الجملة الحوارية الخاصة، والشخصيات التي تمثل أناساً عاديين يعيشون في مرحلة ما بعد الحرب، جملة من التغييرات الصادمة التي طرأت على حياتهم بسببها، وكل منهم يحاول صناعة (مسافة أمان) مع الآخر، حتى يستطيع المحافظة على ما تبقى.

Exit mobile version