Site icon صحيفة الوطن

95 بالمئة من آثار تدمر بخير واتجاه حكومي للمحاكم الدولية لمحاسبة الفاعلين…عبد الكريم لـ«الوطن»: تأمين 300 ألف قطعة أثرية من المحافظات منها 400 تمثال تدمري

محمد منار حميجو : 

كشف المدير العام لمؤسسة الآثار والمتاحف في سورية مأمون عبد الكريم أن عدد القطع الأثرية التي تم تأمينها من المواقع الأثرية في المحافظات السورية بلغت نحو 300 ألف قطعة أثرية أي بنسبة 95 بالمئة التي تم اكتشافها في سورية مؤكداً أنه تم تأمين نحو 400 تمثال من مدينة تدمر الأثرية، إضافة إلى مئات القطع الأخرى من الفخاريات.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أعلن عبد الكريم أن نسبة القطع الأثرية التي تم تأمينها من مدينة تدمر والتي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي بلغت نحو 95 بالمئة أي إن داعش تدمر المباني فقط معتبراً أن هذا يعد مصيبة كبيرة على مرأى المجتمع الدولي، ومعرباً عن استعداد الحكومة السورية إعادة هذه المباني إلى وضعها الطبيعي في حال استعاد الجيش العربي السوري المدينة.
وقال عبد الكريم: إن المؤسسة العامة أعادت الكثير من الأعمدة سابقاً إلى وضعها الطبيعي رغم أن هذا سينقص من أصالتها، إضافة إلى الخسارة المادية مؤكداً أنه لا خوف على الآثار السورية لأن حصيلة تنقيب بلغت نحو 100 عام بخير وفي أماكن آمنة بدمشق ولا سيما أنه تم نقل جميع القطع الأثرية من محافظات حلب وإدلب ودير الزور والقنيطرة ودرعا وحمص إلى دمشق.
وكشف عبد الكريم عن تحرك سوري في المحاكم الدولية الجنائية ولا سيما إقدام تنظيم داعش على تدمير المدافن البرجية التي بلغ عددها 6 أبراج من أجمل الأبراج الأثرية في العالم، مشدداً على ضرورة تحرك دولي اتجاه ما يفعله هذا التنظيم الإرهابي من تدمير للمعالم الحضارية وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2196 الذي يتضمن تجريم سارقي الآثار السورية والعراقية تحت بند الفصل السابع.
وأضاف عبد الكريم: نحن بحاجة إلى إيجاد آليات جدية من اللاعبين الدوليين المؤثرين في تطبيق قرار مجلس الأمن السابق الذكر وخاصة ضرورة إغلاق الحدود مع تركيا وإسرائيل والأردن، مؤكداً أن لبنان أعادت لسورية نحو 90 قطعة أثرية منها 20 تمثالاً تدمرياً.
وأكد عبد الكريم أن عدد القطع الأثرية التي تم ضبطها من الجهات المختصة قبل تهريبها إلى خارج سورية بلغت 6500 قطعة من التماثيل والقطع الفخارية، مشيراً إلى تعاون المنظمات الدولية مع الحكومة السورية وتعاون كل من ألمانيا وإيطاليا عبر مراقبة الأسواق الأوروبية وتزويد الحكومة بالبيانات والمعلومات في حال توافرها رغم أنه لم يتم استرجاع أي قطعة أثرية من تلك الدول, ولفت عبد الكريم إلى أن هناك بعض القطع الأثرية التي لم يتم نقلها نتيجة حجمها الكبير مثل التوابيت، مؤكداً أن معظم القطع الأثرية وبنسبة كبيرة جداً هي بخير وفي مناطق آمنة.
وعما يتعلق بآثار إدلب أكد عبد الكريم أن نحو 15 ألف قطعة في المحافظة في أماكن آمنة تابعة للمتحف الوطني، مشيراً إلى أن المجتمع المدني في المحافظة لعب دوراً كبيراً في الحفاظ عليها رغم المحاولات العديدة لسرقتها وتهريبها إلا أن العصابات المسلحة في المدينة أخفقوا في الوصول إليها.
وأوضح عبد الكريم أن المجتمع المدني في المحافظة كان قوياً في حماية الآثار وأن الحكومة استطاعت نقل عدد كبير من القطع الأثرية من المحافظة إلى دمشق، مؤكداً أن المعلومات الواردة أن العصابات المسلحة لم تستطع تهريب أو سرقة أي قطعة أثرية من المحافظة, وأوضح عبد الكريم أن المشكلة القائمة حالياً أن الكثير من العصابات المسلحة تبحث عن القطع الأثرية عبر آليات ثقيلة في الحفر ما يؤدي إلى تدمير المواقع وهذه مصيبة كبيرة.

Exit mobile version