Site icon صحيفة الوطن

السعودية ومصر تساندان واشنطن.. وللإمارات موقف آخر … أميركا تضغط على دول خليجية لعدم إعادة العلاقات مع سورية

أكد مسؤولون غربيون وخليجيون، أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطاً على دول خليجية لمنعها من إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سورية، بما فيها الإمارات التي أعادت افتتاح سفارتها في دمشق.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن ثلاثة مصادر سياسية خليجية ومسؤول أميركي ودبلوماسي غربي كبير: إن مسؤولين أميركيين وسعوديين تحدثوا مع ممثلين لدول الخليج الأخرى وحثوهم على عدم إعادة العلاقات مع سورية. ولفتت إلى أن هؤلاء المسؤولين يريدون على وجه الخصوص ألا تدعم تلك الدول عودة سورية إلى الجامعة العربية وأن تظل السفارات مغلقة ليس فيها سوى صغار العاملين.
ونقل الوكالة عن المسؤول الأميركي رداً على سؤال عن الضغوط الدبلوماسية لاستمرار قطع العلاقات، قوله: إن «السعوديون عون كبير في الضغط على الآخرين. كما أن قطر تفعل الصواب»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة «سعيدة» لأن بعض دول الخليج تستخدم ما سماه «المكابح».
وأشارت الوكالة إلى أن غياب الدعم من واشنطن والرياض، عن القوة الرئيسية في المنطقة، الداعية إلى إعادة العلاقات مع سورية، «سيزيد من صعوبة حصول دمشق على الاستثمارات اللازمة لإعادة الإعمار».
لكن الإمارات التي أعادت في كانون الأول الماضي فتح سفارتها في دمشق، تعتقد أن على الدول العربية احتضان سورية بسرعة «لإخراج دمشق من التحالف مع إيران»، بحسب الوكالة التي ذكرت أن «السعودية وقطر تؤيدان النهج الأميركي».
ونقلت الوكالة عن مصدر خليجي لم يوضح هويته أو صفته: إن الإمارات ترى في الرئيس بشار الأسد «الخيار الوحيد»، لافتاً إلى أن الإمارات سبق أن دعمت ميليشيات مسلحة خلال سنوات الأزمة السورية «غير أن دورها كان أقل بروزاً من دور السعودية وقطر» وأن دعمها كان يتركز في الأغلب على ضمان عدم هيمنة من سماها «القوى الإسلامية».
وقال المسؤول الأميركي: إن ذلك (فتح الإمارات لسفارتها في دمشق) كان دفعة كبيرة للرئيس الأسد وإن الولايات المتحدة «انتقدت الإماراتيين».
وسبق لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن قال للصحفيين خلال إفادة في واشنطن: «في السنوات السبع الأخيرة كان النفوذ العربي في سورية صفراً بالتأكيد. وصفر النفوذ العربي كارثة».
وأضاف: إن أبو ظبي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق لكي تكون «أقرب للواقع على الأرض»، لافتاً إلى ضرورة أن تنشط دول عربية أخرى «لملء الفراغ» الذي شغلته روسيا وإيران اللتان تؤيدان سورية وتركيا التي تساند الإرهابيين.
وذكر الدبلوماسي الغربي الكبير: إن واشنطن تضغط معترضة على إعادة سورية إلى الجامعة العربية وإن السعودية ومصر تعملان على «إبطاء» هذه الإعادة.
ولفتت الوكالة إلى امتناع العواصم الخليجية عن التعليق وهو ما فعله أيضاً متحدث باسم وزارة الخارجية الكويتية.
وذكرت الوكالة أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الكويتية قال رداً على سؤال، إذا كانت الكويت قد تلقت طلباً من واشنطن أو الرياض للإحجام عن تطبيع العلاقات مع سورية: إن «أي عودة محتملة للعلاقات معها (سورية) لا يمكن أن تتم إلا من خلال الجامعة العربية».
وفي كانون الأول الماضي أيضاً أكد وزير الخارجية الكويتي أن بلاده ستعيد فتح سفارتها في دمشق ما أن تسمح الجامعة العربية بذلك.
ونقلت الوكالة عن مسؤول خليجي: إنه ليس لدى السعودية أي خطط الآن لتطبيع العلاقات، مضيفاً: إن «كل شيء معلق».
وكان وزير خارجية قطر زعم في كانون الثاني الماضي أن بلاده لا ترى أي بوادر «مشجعة» تدعو إلى إعادة العلاقات العادية مع سورية. وذكرت الوكالة، أن «أبو ظبي تأمل أن تتمكن في نهاية الأمر من إقناع سورية بالتحرك صوب نموذج الإمارات الداعم للأعمال وبأن بوسع دبي أن تلعب دوراً كمركز للتجارة مع سورية».
وزار الشهر الماضي وفد اقتصادي سوري، برئاسة عضو مجلس الشعب محمد حمشو، الإمارات لبحث التعاون المحتمل في مجالات التجارة والبنية التحتية والزراعة والسياحة واللوجستيات والطاقة المتجددة.
ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي ثان رفيع: إنه سيكون من الصعب، في غياب عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة، رفع العقوبات (عن سورية) بما يمهد السبيل أمام الاستثمارات، مضيفاً: «لا أعتقد أن هذه هي نهاية الحرب وأن الوقت حان لإعادة الإعمار».

Exit mobile version