Site icon صحيفة الوطن

أنباء عن مسعى أميركي لقطع الطريق على إحياء «بروتوكول أضنة»

كشفت تقارير عن مسعى أميركي للقطع الطريق على الاقتراح الروسي بإحياء «بروتوكول أضنة» الموقع بين سورية وتركيا، وذلك بعد أيام على عدم رفض النظام التركي اقتراح من موسكو بنشر شرطة عسكرية روسية في المناطق الحدودية السورية مع تركيا.
وقالت صحيفة «ذا ناشيونال الاماراتية»: إنه من المقرر أن تجتمع مجموعة العمل الأميركية التركية المشتركة في أنقرة الأربعاء (أمس) بعد ثلاثة أسابيع من اجتماع في واشنطن، وذلك «لبحث معالم (ما يسمى) «المنطقة الآمنة» ومبيعات الأسلحة الأميركية والتعاون الاقتصادي بين البلدين»، بحسب وكالة أنباء «هاوار» الكردية.
ونشرت الرئاسة التركية أمس على حسابها في «تويتر» مصافحة بين رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، دون ذكر أي تفاصيل عن المباحثات بينهما.
من جهتها، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن وسائل إعلام تركية أن الطرفين ناقشا خطة السلام الأميركية بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمعروفة باسم «صفقة القرن»، إلى جانب بحث إنشاء «منطقة آمنة» في الشمال السوري، والانسحاب الأميركي من سورية، وقضايا اقتصادية تهم البلدين، دون تفاصيل.
وذكرت الصحيفة الإماراتية، أنه بدلاً من «الآمنة» التي يحلم بها أردوغان والتي يرفضها الكرد والحكومة السورية، تتطلع إدارة ترامب إلى جمع قوة دولية تضم نحو 2000 جندي بمساعدة حلف شمال الأطلسي.
وفي 25 الشهر الجاري قال وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو فيما يخص إمكانية نشر قوات شرطة عسكرية روسية في المناطق الحدودية الشمالية لسورية: «إنها خلف حدودنا مباشرة، لذا يجب أن تقود تركيا هذه العملية، لكننا نعمل دائماً مع روسيا وسنواصل العمل، بما في ذلك مع الأمن والجيش الروسيين»، في إشارة اعتبرها مراقبون حينها نجاحاً للجهود الروسية بإلزام أنقرة العودة إلى «بروتوكول أضنة» الموقع مع سورية عام 1998. ويرى مراقبون، أن الخطوة الأميركية بنشر قوات من عدة دول في المناطق التي ستنسحب منها هي محاولة للتخريب على الجهود الروسية.
ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية هارون شتاين: أن اختلافاً يتنامى في وجهات النظر الأميركية والتركية حول سورية. وأضاف: «إنهم يشتركون قليلاً في القواسم المشتركة في سورية».
وأوضح شتاين، أن المسؤولين الأميركيين يريدون فيما يبدو السيطرة على «المنطقة الآمنة» المقترحة، في حين قالت تركيا إنها تريد السيطرة الكاملة على «المنطقة الآمنة».
وأوضح شتاين أن هذه المواقف متعارضة مع بعضها البعض ولأسباب واضحة وهي أن اقتراح الولايات المتحدة لا يتعامل مع إطار التنمية المستدامة بطريقة ترغب تركيا في قبولها، والعكس بالعكس.
وبدأ كوشنر يوم الإثنين جولة تشمل ست دول منها عمان والبحرين وقطر والإمارات وتركيا، حيث من المتوقع أن يطرح سياسة واشنطن تجاه خطة السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، بما في ذلك إقامة الحدود، ويرافقه مبعوث الشرق الأوسط جيسون جرينبلات ومبعوث الولايات المتحدة لإيران بريان هوك. وكان رئيس النظام التركي شكك أول من أمس بصدقية أميركا بسحب قواتها المحتلة من سورية، وأضاف: «إذا أصبح هذا الانسحاب أسلوباً للمماطلة، فسيكون نهجنا مختلفاً». وأكد أنه «لا يمكن لأنقرة السماح لأحد بتولي مسؤولية الإشراف على المنطقة الآمنة».
بموازاة ذلك كشف وزير الخارجية الفرنسي، ليل أول من أمس، أن باريس تنتظر مزيداً من المعلومات عن الجنود الذين ستبقي عليهم واشنطن في سورية قبل أن تقرر ما إذا كانت سترسل قوات لحماية الكرد السوريين، ورحب بقرار واشنطن الإبقاء على 200 جندي أميركي.

Exit mobile version