Site icon صحيفة الوطن

إقراراً بفشله.. واشنطن تجري «هيكلة شاملة» لبرنامج تدريب «المعتدلة»

في إقرار بفشل برنامجها لتدريب ما يسمى مسلحي «المعارضة المعتدلة» من أجل قتال تنظيم داعش الإرهابي في سورية، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الولايات المتحدة تعتزم إجراء «إعادة هيكلة شاملة» لهذا البرنامج.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية لم تكشف عن هوياتهم، أن هذا الإجراء بمثابة اعتراف بعدم فعالية هذه القوة الناشئة.
وبرنامج تدريب هؤلاء المسلحين هو في قلب إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لقتال تنظيم داعش في سورية، والتي أعلنها قبل نحو عام.
وفي شهر تموز الماضي، تعرض العديد من عناصر أول دفعة من «المعتدلة»، الذين جرى تدريبهم في تركيا والأردن وعددهم 54 مقاتلاً، إلى هجوم في سورية، من قبل جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في هذا البلد، وذلك بعد يوم من إلقاء مسلحين القبض على اثنين من الدفعة المدعومة من الولايات المتحدة، بحسب «نيويورك تايمز».
ومؤخراً، أقر متحدث باسم البيت الأبيض بفشل البرنامج «فشلاً ذريعاً، قائلاً بحسب قناة «سي.بي.إس» الأميركية، لقد تم القضاء واعتقال واختفاء نصف فرقة المقاتلين حتى قبل أن يحتكوا بداعش.
وطبقاً لوثائق سرية أطلعت عليها الصحيفة، فقد أثبت الهجوم أن البرنامج يعاني من الكثير من مواطن الضعف، إذ «لم يتم إعداد هؤلاء المقاتلين بالشكل الذي يمكنهم من صد هجوم للعدو وتم إرسالهم إلى سورية بأعداد غير كافية»، ولم «يحظوا بدعم السكان المحليين، كما لم تكن لديهم معلومات استخباراتية كافية عن قوات العدو».
ولتلافي تلك المشاكل، تعكف وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» حالياً على تقييم الخيارات ومن بينها إرسال مقاتلين إلى سورية بأعداد أكبر، وتغيير أماكن انتشارهم بحيث يحصلون على دعم شعبي أكبر، وتزويدهم بمعلومات استخباراتية أفضل.
وقال الكابتن كريس كونولي المتحدث باسم قوة المهمة العسكرية التي تدرب المقاتلين السوريين في رسالة الكترونية للصحيفة «كما هو الحال في أي مهمة صعبة، فقد توقعنا نكسات ونجاحات، وعلينا أن نكون واقعيين في هذه التوقعات». وأضاف «كنا نعلم من البداية أن هذه المهمة ستكون صعبة».
ويجري البرنامج البالغ كلفته 500 مليون دولار بموجب تخويل صدق عليه الكونغرس العام الماضي، أنفق منها «البنتاغون» 42 مليون دولار خلال شهرين فقط، لتدريب نحو 60 مسلحاً بحسب قناة «سي.بي.إس».
وتقدم آلاف المسلحين السوريين بطلبات للمشاركة في البرنامج، إلا أن عملية القبول كانت صارمة للغاية بحيث لم تتم الموافقة سوى على أعداد قليلة، بحسب الصحيفة.
وكان الهدف الأساسي تشكيل قوة من خمسة آلاف مقاتل مدرب في العام الأول من البرنامج. ولكن حتى مؤيدي البرنامج يعترفون الآن بأن هذا العدد لم يكن واقعياً، بحسب «نيويورك تايمز».
(أ. ف. ب – سانا)

Exit mobile version