Site icon صحيفة الوطن

تحدث عن صراع بين محور تركي قطري.. ومحور سعودي إماراتي مصري بحاجة إلى اصطفاف دمشق معه … «مداد»: الفرصةَ سانحةٌ لاستعادة الدّور الإقليمي لسورية

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات– مداد»، أن الفرصةَ سانحةٌ أكثر من أي وقت مضى لاستعادة الدّور الإقليمي لسورية، وبخاصّة في ظلِّ الصراع الكبير بين المحور التركي القطري والمحور السعودي الإماراتي المصري الذي يتقدم في كل المناطق ليحاصر تركيا، وهو بحاجة إلى اصطفاف دمشق معه لمواجهة تركيا.
وقال الكاتب والباحث أحمد الدرزي، في مقال تحت عنوان «سورية وفرصة الدور الإقليمي» ونشره «مداد»، وتلقت «الوطن» نسخة منه: إنه «إضافة إلى الضغوط المتصاعدة بسبب الحصارِ الاقتصاديِّ، فإن التهديدات العسكريّة لم تتوقف، إذ يشكل فتح طريق دمشق بغداد طهران قلقاً عميقاً لكلٍّ من الولايات المتحدة و«إسرائيل» والمحور السعودي الإماراتي المصري، وهذا ما قد يدفع بعمليّة عسكريّة لهذه الدول للسيطرة على المناطق الحدودية بين البلدين، ووصل مناطق البوكمال بالتنف بعمق عشرات الكيلو مترات لتصل إلى حدود تدمر».
ولفت المقال إلى أن هذا المشروع الذي يتم العمل عليه، دفع تركيا للتفكير بالتعاطي مع الكارثة السورية من منطق مختلف، بمعنى: إن سورية التي كانت تشكل فرصة لها لتحقيق طموحاتها الإقليمية التاريخية تحولت إلى تهديد وجوديّ لها، وينبغي التعامل معها من منظور مختلف.
وبحسب المقال، فإن التهديدات المشتركة لكل من إيران وتركيا دفعت إلى تغيير النّظرة التركية، وطرح مسألة تعاون إيران وتركيا لحلِّ أزمات الشرق الأوسط.
واعتبر الكاتب في المقال، أن هناك فرصة كبيرة أمام دمشق تحتاج منها إلى أن تعزّز أوراقها الداخلية والخارجية، إذ يجب أن تستدعي مطلب الدّفاع عن مشروع العمق العراقي الإيراني، ومنع قوى التّحالف من السيطرة على الحدود العراقية السورية، كما تحتاج إلى عودة الثروات النفطيّة والغازيّة شرقَ الفرات، إلى إطلاق عجلة الاقتصاد السوريّ وتأمين احتياجات التدفئة، ما يطرح ضرورة إعادة السيطرة على كل من إدلب وشرق الفرات بحسبانهما السلّة الغذائية الأساسية لسورية، إضافة إلى بقية المناطق في عفرين وجرابلس.
وقال: «تعرف دمشق الآن أن الفرصةَ سانحةٌ أكثر من أي وقت مضى لاستعادة الدّور الإقليمي، وبخاصّة في ظلِّ الصراع الكبير بين المحور التركي القطري والمحور السعودي الإماراتي المصري الذي يتقدم في كل المناطق ليحاصر تركيا، وأصبح على الحدود الجنوبية لتركيا في مناطق شرق الفرات، وهذا المحور بحاجة إلى اصطفاف دمشق معه لمواجهة تركيا التي تشكل الخطر الأكبر على وجود أنظمة هذه الدول».
وبينما اعتبر المقال، أن الفرصَ تتنوَّعُ أمام دمشق الآن أكثر من أي وقتٍ سابقٍ، رغم التهديدات الكبيرة، وهي لا يمكنها أن تذهب مع المحور السعودي الإماراتي المصري، لإدراكها اليقينيّ للدور الإسرائيلي الذي يتخفى خلفه، رأى أن «مجرد انفتاح هذا المحور على دمشق وإرسال الرسائل المغرية لها عبر الوسطاء الروس، يشكل عاملَ ضغطٍ وتهديدٍ على الأتراك من جهة، وعلى مناطق شرق الفرات من جهة ثانية، وتستطيع سورية الآن في هذا الموقع أن تكون حاجة ضرورية لتركيا التي تخشى من اكتمال حصارها جنوباً، وحاجة ماسة لشرق الفرات للتعاطي مع دمشق وفق أولويات الخروج من التهديدات الوجودية».
وبحسب المقال، فإن دمشق «تستطيع تأمين الوجود الشّرعي الدّولي لمناطق شرق الفرات تحت كنف الدولة السورية، باعتماد صيغة سياسية قائمة على اللامركزية الإدارية والإدارة المحلية الحقيقية الموسّعة الصلاحيات، وهي بهذا الخيار تكون قد حلت مشكلة سياديّة وسياسيّة واقتصادية كبيرة، وتغلق ملف الهواجس التركية من الحدود الجنوبية، بما يتيحُ التفاهم والضغط على تركيا في الملفات الأُخرى».
وأضاف: «إذا لم تستطع دمشق إنجاز هذا الملف، فإن التعاون مع تركيا وإيران سيكون الخيار الثاني لها وهو خيار مؤلم وهذا هو الأمر المرجح الذي ستقوم بموجبه دمشق وطهران وأنقرة بمحاصرة هذه المنطقة حصاراً كاملاً، والتوجه لعمل عسكري استباقي في مناطق شرق دير الزُّور».

Exit mobile version