Site icon صحيفة الوطن

الرعب الإنكليزي

أربعة فرق ستلعب نهائي أوروبا (شامبيونزليغ، يورباليغ) من بلاد الضباب، من مهد كرة القدم، ومن حيث لا تنتهي المتعة أو تقف عند الإمكانيات المالية أو التسويقية.
من الظلم بمكان أن يردّ البعض هذا الأمر إلى ضعف الفرق الأخرى أو تراجعها، ومن غير الموضوعي أن نصف فريق برشلونة بـ(الضعيف) وهو الذي فاز ذهاباً على ليفربول 3/0 قبل أن ينتفض المارد الأحمر ويفوز إياباً 4/0، ومن الغبن أيضاً أن نصف فريق أجاكس بالضعف وهو الذي أخرج ريال مدريد وجوفنتوس وفاز ذهاباً على توتنهام بهدف، وتقدّم عليه إياباً بهدفين أمام جمهوره قبل أن يعود توتنهام بثلاثة أهداف للذكرى.
وليست صدفة أن يلعب أرسنال وتشلسي نهائي الاتحاد الأوروبي على حساب فالنسيا وأنتراخت فرانكفورت، قد يكون ذلك إنصافاً لعراقة الكرة الإنكليزية وكسراً لسطوة الكرة الإسبانية والتي يتوقع لها كثيرون أن تعيش حالة من الارتباك مع نهاية عهد كريستيانو رونالدو مع الريال وتراجع مستوى القسم الأكبر من لاعبي البارشا ما أضعف حضور النجم ليونيل ميسي.
فيما يخصّ المتعة، فقد كانت كبيرة جداً في نصف نهائي البطولتين، فعندما تهتز الشباك (13) مرّة في نصف نهائي الشامبيونزليغ ذهاباً وإياباً و(14) مرة في نصف نهائي اليورباليغ فهذا يعني أن كرة القدم مازالت بخير وسيبقى بإمكانها أن تمتعنا وتزيد من تعلقنا بها.
مجرد أن نحلم بالاقتراب من المستويات الكبيرة التي قدمتها الفرق الانكليزية في نصف نهائي أندية أوروبا فإن ذلك يصيبنا بالاكتئاب ونحن على هذا المستوى المتواضع فنياً، ويحضر هذا الجمهور الرائع في معظم ملاعب الدوري السوري، ويعاني ما يعانيه من مضايقات واستغلال وسوء معاملة في بعض الأحيان فنتساءل: لو تحسّن مستوى فرقنا قليلاً هل سنجد بين ملاعبنا أي ملعب يستوعب جمهورنا الرائع؟
حافظوا على جمهورنا، واحترموا عقله، فلا نملك من مقومات كرة القدم غير هذا الجمهور فلا تخسروه.

Exit mobile version