«قسد» تواجه التظاهرات باعتقال مؤيدي الدولة … الملحم: العشائر مستعدة لأي تحرك تطلبه القيادة

في محاولة من «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لمواجهة التظاهرات المناهضة لها في شمال شرق البلاد قامت بسلسلة إجراءات منها اعتقال مؤيدين للدولة في الرقة، على حين أكد أمين عام حزب الشعب الشيخ نواف طراد الملحم أن العشائر هناك تتعامل مع الميليشيا «كأمر واقع» وأنها على أهبة الاستعداد عندما تطلب القيادة العسكرية منها أي تحرك.
واعتقلت «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس، تسعة أشخاص في بلدة الكرامة وقرية حمد عساف شرق مدينة الرقة، ونقلتهم إلى سجن عين عيسى شمالي المحافظة للتحقيق معهم بتهمة «التعامل مع أجهزة أمن النظام السوري»، وفق ما أوردت مواقع إلكترونية معارضة.
وسبق أن اعتقلت «قوات الأسايش» التابعة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية ليل الخميس – الجمعة، عدداً من الشبان بعد انتشار عبارات موالية للجيش العربي السوري في قرية العكيرشي شرق مدينة الرقة.
ومنذ النصف الثاني من الشهر الماضي تشهد مناطق سيطرة «قسد» احتجاجات شعبية غاضبة ضد الميليشيا، على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية وما يصفه المتظاهرون بالفساد المستشري.
وانتشر أمس على مواقع التواصل فيديو لامرأة من ريف دير الزور تغني للرئيس بشار الأسد وتمدحه.
من جهتها ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن قوات الأمن الداخلي «آسايش» التابعة لـ«قسد» أطلقت سراح 43 شخصاً ممن كانوا يواجهون تهماً بانتمائهم لتنظيم داعش، مشيراً إلى أن الإفراج عنهم كان بحضور شيوخ عشائر بدير الزور وكفالتهم.
واعتبرت مواقع معارضة أن هذه الخطوة تأتي في إطار عمل «قسد» على تهدئة الأوضاع المتأججة ضدها بريف دير الزور من أسبوعين.
من جانبه، قال الملحم نجل رئيس عشائر «الحسنة» الشيخ في تصريح لـ«الوطن»: منذ ما يزيد عن عدة أشهر ونحن نتواصل مع جميع العشائر في شرق الفرات من الرقة إلى الحسكة.
وأكد أن كل العشائر المتواجدة هناك تدرك أن «قسد» و«مجلس سورية الديمقراطية – مسد» ليس لهما أجندات وطنية ولا يعملان لمصلحة السوريين، وتتعامل معهما «كأمر واقع».
وأشار الملحم إلى أن العشائر أكدوا أنهم على أهبة الاستعداد عندما تطلب القيادة العسكرية منهم أي تحرك، وهذا ما تعلمه «قسد» بأن العرب والعشائر غير مقتنعين بها، وأضاف: «الغالبية الكبرى من أبناء العشائر هناك وطنيون ومتى احتاجتهم الدولة هم بالخدمة».
وأكد الملحم أنه لا يستغرب انتفاضة أبناء المنطقة الشرقية ضد «قسد» لكنه استدرك: لم أكن أتمنى أن يكون التحرك بهذه السرعة والوتيرة وكنت أفضل أن يكون هناك تنسيق بين كل المناطق لانتفاضات متزامنة ومواكبة لبعضها البعض، ونحن نواصل التواصل معهم».
في الغضون نشرت شبكات إخبارية على «فيسبوك» تسجيلات مصورة من اجتماع شيوخ من عشيرة العكيدات في مدينة الشحيل أمس ألقى فيه الشيوخ كلمات نددت بمجملها بسياسات «قسد» في مدينة الشحيل وريف دير الزور، وطالبت التحالف الدولي بالتدخل، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
وقال الملحم في تصريحه لـ«الوطن»: لم أسمع عن هذا الاجتماع، ولكن «قسد» تستخدم العشائر لتحاول التأكيد للأميركيين أنها مرغوبة من جميع مكونات المنطقة.
وأشار إلى «سياسة العصا والجزرة» التي استخدمتها «قسد» في الدعوة لمؤتمر العشائر الذي عقد في الثالث من الشهر الجاري في عين عيسى بريف الرقة الشمالي، كاشفاً أنها دفعت مبالغ تصل إلى 20 ألف دولار أميركي لأحد شيوخ العشائر كي يحضر.
لكن مستوى الحضور في المؤتمر لم يكن على مستوى توقعات «قسد»، حسبما أكد الملحم.
وشدد الملحم على أن أبناء العشائر لن يكونوا سوى الحصن الحامي لسورية في الشمال والغرب والجنوب والشرق وفي كل سورية.
ورغم إجراءات «قسد» إلا أن الفلتان الأمني تواصل في مناطق سيطرتها، حيث ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن انفجاراً سببته عبوة ناسفة بسيارة أحد مسلحي «قسد» صباح أمس في مدينة الرقة بالقرب من الحديقة البيضاء، الأمر الذي خلف أضراراً مادية دون معلومات عن خسائر بشرية، وذلك بعد انفجار آخر ضرب مدينة الرقة مساء الأحد، تبين أنه ناجم عن استهداف مجهولين لدورية تابعة لـ«قسد» أثناء عبورها من منطقة الفردوس باتجاه مشفى الطب الحديث، ما أسفر عن سقوط أكثر من 7 مسلحين قتلى، وإصابة آخرين بجروح، وفقاً لمواقع إلكترونية معارضة.
كما أكد «المرصد» المعارض أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على شخصين اثنين في بلدة الكشكية بريف دير الزور الشرقي والتي تخضع لسيطرة «قسد»، حيث قضى أحدهما وأصيب الآخر بجراح، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن هوية الفاعلين.
من جهة أخرى ذكرت المواقع المعارضة أن «قسد» تحفر أنفاقاً تصل بين أحياء النشوة الغربية وسوق المواشي وصولاً إلى حي النشوة فيلات لتمتد إلى منطقة البانوراما جنوب الحسكة.
ووفق المواقع استقدمت «قسد» قبل أيام شباناً أكراداً من مدينة عين العرب للعمل بحفر الأنفاق بمقابل مادي يقدر بنحو 16 ألفاً للمتر الواحد.