اعتبرت أن تداعيات الحرب واضحة ويمكن رؤيتها في عيون الأطفال … بوكلونسكايا: من الصعب الحكم على نتائج مباحثات بومبيو في سوتشي

فضلت النائب في مجلس الدوما الروسي، ناتاليا بوكلونسكايا، عدم التهكن بكيفية انعكاس التوافقات الروسية الأميركية الأخيرة على حل الأزمة السورية، واعتبرت أنه «من الصعب الحكم على ذلك حالياً».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت بوكلونسكايا التي تقوم حالياً بزيارة إلى سورية: «تداعيات الحرب مفهومة وواضحة في بلادكم، وهي موجودة ويمكن رؤيتها بدقة في عيون هؤلاء الأطفال، إذ يمكن أن ترى من خلال عيونهم الألم والصعوبات التي حملوها خلال هذه سنوات الحرب الصعبة».
تأتي زيارة النائب في مجلس الدوما الروسي إلى سورية بعد أيام قليلة على زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى روسيا حيث أجرى مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف واستقبالهما بعدها الرئيس فلاديمير بوتين، وصرح بعدها بومبيو بحصول توافقات في الحوارات ورغبة مشتركة في الحوار وحل القضايا العالقة وعلى رأسها الملف السوري.
وقالت بوكلونسكايا في ردها على سؤال: كيف من الممكن أن تنعكس هذه الأجواء من التوافقات الروسية الأميركية على حل الأزمة السورية: إن «الإجابة الأفضل لهذا السؤال هو أنه علينا الانتظار والوقت سوف يرينا ما سيحدث في المستقبل، ومن الصعب الحكم على ذلك حالياً».
يذكر أن بوكلونسكايا، زارت دمشق مطلع الشهر الفائت على رأس وفد ضم كلاً من مساعدها إيفان سولافيوف، ونائب وزير الصحة في جمهورية القرم، نيكولاي دركاش، ومنسق لتوزيع الأطفال السوريين الجرحى في مستشفيات موسكو، ومنسق لتوزيع الأطفال الجرحى السوريين في مستشفيات سان بطرسبورغ.
وكان هدف الزيارة حينها اللقاء مع أطفال مصابين نتيجة الحرب ولديهم حالات خاصة وهم بحاجة إلى علاج بشكل سريع، حيث قام الوفد بزيارة مستشفى المجتهد فيه دمشق وباصطحاب ثلاثة أطفال برفقته إلى روسيا للعلاج هناك.
وحينها أعلن الوفد أنه من المقرر أن يعود إلى سورية خلال الشهر الجاري لاصطحاب المزيد من الأطفال للعلاج في روسيا والقرم.
وقالت النائب الروسية في تصريحها لـ«الوطن» أمس: «في الزيارة الأولى كانت زيارة تحضيرية أجرينا فيها المفاوضات بخصوص اصطحاب أطفال للعلاج في روسيا، واتفقنا على تحضير الأوراق لبعض الأطفال لاصطحابهم للعلاج في روسيا واليوم نحن سنأخذ معنا في هذه الزيارة بعض الأطفال للعلاج»، موضحة أنه «في هذه الزيارة سنأخذ معنا إلى روسيا ما يقرب من 11 طفل للعلاج».
وخلال الزيارة الحالية، زارت النائب الروسية والوفد المرافق الذي ضمّ عدداً من الدبلوماسيين في سفارة روسيا في دمشق، إحدى مدارس مدينة داريا في ريف دمشق الغربي والتقت بالتلاميذ وبالكادر التدريسي في المدرسة.
وقالت: هدف زيارة المدرسة هو توزيع الهدايا للأطفال واللقاء معهم، وهدف الزيارة إلى سورية هو تقديم المساعدة وعلاج الأطفال السوريين، وكذلك تقديم ما يخص العلاج المطلوب وإعادة تأهيل الأطفال بعد العمليات الجراحية الذين سنقوم بتوزيعهم في المصحات الطبية في شبه جزيرة القرم.
وقدمت النائبة الروسية هدايا رمزية للأطفال في المدرسة، وقالت لهم: «نحن نحبكم، هذه الهدايا للتعبير عن حبنا في روسيا لكم، وهي مقدمة من أطفال روسيا إليكم»، وبينت أن هذه أول مرة تقوم بها بزيارة إلى مدرسة في سورية وأن الهدف من جولتها ليس عدد الأطفال الذين من الممكن أن تلتقيهم رغم أنها التقت عدداً كبيراً من الأطفال وكل منهم حصل على هدية.
واعتبرت بوكلونسكايا، أن الهدف من الزيارة أيضاً هو العمل على إعادة بناء الإنسان السوري، وقالت: «روسيا وسورية بينهم صداقة دائمة منذ زمن قديم».
وأضافت: سنحاول أن نقوم بزيارات أكثر إلى مدارس سورية لنلتقي بالأطفال ونوزع الهدايا لهم، موضحة أنه «تشكل لدينا شعور وانطباع دخل إلى أعماق قلوبنا من الأطفال ونحن نتمنى لسورية السلام وأن تقوم ويعود إليها الازدهار والاستقرار والحياة الطبيعية».
وتابعت: «كل شيء متوافر في بلدكم الجميل وقبل كل شيء الشعب الطيب المجتهد الذي يحب العمل، والظروف الطبيعية مناسبة، لديكم الطقس مناسب، والأرض خصبة، والباقي فقط تحقيق السلام من أجل أن تتطور سورية بشكل جيد إلى الأمام».
وختمت بوكلونسكايا بالقول: «شكراً جزيلاً لهذه الفرصة للقاء مع الأطفال، وبالنسبة لنا هذه فرصة طيبة نتعرف فيها على حقيقة حال الأطفال ونرى وجوههم».