Site icon صحيفة الوطن

في سلتنا الوطنية.. طبول الانتخابات على أنغام المصالح الشخصية

يبدو أن بوصلة سلتنا الوطنية في هذه الفترة غير ثابتة في جهة معينة، ويبدو أنها لن تثبت ما دام هناك مصالح ومحسوبيات لمصلحة هذا وذاك، وهي لن تشهد أي تطور ما دامت المصالح الشخصية باتت شعارات مهمة للبعض، وإن كانت على حساب المصلحة العامة للعبة، وما نتكلم عنه حقيقة ملموسة وواضحة، وهناك فصول مسرحية نشهدها هنا وهناك هدفها كسب ود الجميع لكون الانتخابات اقتربت، ومن كان عدو الأمس يصبح بقدرة قادر صديق اليوم، وهكذا تجري الفصول على حساب مستوى أنديتنا ومنتخباتها وأنديتها بشكل عام.
بين فترة وأخرى يتحفنا بعض المنتفعين في اتحاد السلة بشعارات النشاط والحيوية والإخلاص والجهود التطوعية في مصلحة كرة السلة السورية، حتى تحسب بأن تاريخ السلة السورية بدأ من عندهم، وهم على أرض الواقع لا نرى من جهودهم واهتماماتهم ما يتجاوز حصاد إذن سفر من هنا، أو استجماع مقومات النزهة الطيبة (الماء والهواء والوجه الحسن).

حقيقة

البحث في أسباب تراجع سلتنا يشبه كثيراً شبكة الصياد التي كلما زدت فيها البحث ازداد تورطك بها أكثر، بعيداً عن التفاصيل الفنية ووقائع الفوز والخسارة هنا وهناك، وإعداد المنتخبات الوطنية، فقد تكشف انتخابات مجالس إدارات الأندية المقبلة حالة من الفوضى العارمة والجهل الكبير، وتؤكد بالدليل القاطع افتقاد المنظمة الرياضية لأبسط مبادئ التنظيم والإدارة، فالعملية الانتخابية تقوم على منهج يشبه كثيراً انتخاب مجلس أعضاوات المسلسل الشهير باب الحارة، حيث يغلب فيها الغمز واللمز وتبويس الشوارب، على التنظيم واحترام حقوق المرشح والناخب، وإذا كان التوجه بتكريس مبدأ الديمقراطية والانتخاب على جميع المستويات، فإنه وبكل أسف ما يجري لا يعتبر إلا تكريسا للفوضى والخواطر والمشاكل الراسخة في الرياضة السورية بشكل عام، ونستعرض اليوم بعضاً من هذه المخالفات الانتخابية التي من المتوقع أن نلمسها مجدداً في مفاصل الانتخابات القادمة. ‏

شطب العضويات ‏

مشكلة المشاكل وكارثة الكوارث المستمرة عبر المؤتمرات الرياضية منذ سنوات، فعندما يفقد شخص عضويته في ناد بقرار من فرد أو مجلس إدارة، ومن دون إعلامه المسبق بل من تحت الطاولة، ومن وراء الكواليس ليحضر يوم الانتخابات معتبراً نفسه جسراً أو ركناً من أركان النادي، وهو الذي أفنى شبابه وصرف ليراته ومدخراته في زوايا النادي، أو كان نجماً رياضياً حمل على الأكتاف، وغنت ورقصت له الجماهير على المدرجات، فإذا به لا يجد اسمه بين أسماء أعضاء النادي، ويقرأ في القائمة أسماء عمال المطعم وسائقي المستثمر فلان، وحارس بناء عضو مجلس الإدارة، وفتى توصيل الطلبات في الدكان المجاور لمنزل رئيس النادي، كل هؤلاء تتسع لهم صفحات العضوية فيما تضيق على أبناء النادي ولاعبيه ومدربيه، وأعضاء إداراته السابقين، لمن لا يفهم ولا يريد أن يفهم ما عضوية النادي، فعليه أن يجد مكانا آخر غير الرياضة ليعمل به، ولمن لا يعرف بأن العضوية في النادي هي حق المواطنة في جمهورية الرياضة السورية، ولا يحق لأحد أن يحرم أحداً آخر منها، إلا بأسباب مبررة وعلنية، وفي حال الخطأ لا تشطب العضوية إلا بعد التحقيق، لا أن يشطب هذا الحق بقلم الحاقدين والمنتفعين والمرتزقة الرياضيين، أو من لا يتسع صدره لنقد هنا أو هناك.
عندما نؤمن أن الخيارات السليمة لمجالس الإدارات تبدأ من احترام الأعضاء الناخبين، وأنه إذا كانت عملية الشطب قــد حصلت بخطأ هنا أو هناك، أو بسبب تقني بحت، فيجب فتح باب الاعتراض على قوائم العضوية قبل الانتخابات بفترة زمنيــة كافية، وأن تكلف لجنــة محايدة لا تضم في قوامها أعضاء الـفروع الرياضية أصحاب المصالح المباشرة في انتخابات الأندية، لأنهم مترقبون ومعنيون بالمرحلة الثانية عندما يأتي موعــد انتخاباتهــم فيطبقــون المثل الشعبي (حك لي لحكلك).

خلاصة‏

لا نجيد قراءة فنجان انتخابات رياضتنا القادمة، لكن من باب التوقع فقط، ما سوف تشهده هذه الانتخابات تبدو مشابهة لانقضاض مباغت يجيده من بقي طويلاً على كرسيه خلال السنوات الماضية، لأن بيده القلم، ويملك صلاحيات قرار الرياضة السورية بالتصديق على أحكام إلغاء العضويات في الأندية الرياضية، واللبيب من الإشارة يفهم.

Exit mobile version