Site icon صحيفة الوطن

تركيا تنهزم في تحديها للجيش السوري ولروسيا في «المنزوعة السلاح» … الجيش يتقدم في «كرناز» ويخوض معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي

بعد استماتتها للسيطرة عليها، وزجها بكل ما استطاعت إليه من إرهابيين وانتحاريين، تمكن الجيش السوري من استعادة كافة المواقع التي تقدمت فيها «النصرة» وميليشياتها في «الجملة» و«كرناز»، بريف حماة الشمالي الغربي.
مصدر ميداني بين لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي خاضت اشتباكات عنيفة مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه على مختلف المحاور بإسناد من الطيران الحربي والمدفعية وخصوصاً بمحيط حاجز تل ملح والجبين حتى ساعة إعداد هذه المادة، ما أسفر عن مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي.
وأوضح المصدر، أن الإرهابيين تكبدوا أكثر من 40 قتيلاً و50 جريحاً، وعشرات الآليات والعربات على محور الجبين فقط، وهو ما جعل من بقي حيَّاً منهم يلوذ بالفرار نحو عمق ريف إدلب الجنوبي.
في الأثناء، شن الطيران الحربي غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين في الجبين وحزارين وحصرايا والزكاة ولطمين ومورك ومحيط جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن تدميرها بالكامل بمن فيها من إرهابيين.
كما أغار الطيران الحربي، على مواقع ونقاط انتشار ومستودعات أسلحة تركية متنقلة لـ«النصرة» وحلفائها في معرة النعمان وسفوهن والهبيط وأطراف خان شيخون وترملا وحاس وكرسعة وكفرعويد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين إصابات بالغة.
بدورها أكدت مصادر إعلامية معارضة، أن الإرهابيين انسحبوا من المواقع التي تقدموا إليها في «الجملة» و«كرناز» شمال غرب حماة، في حين لا يزالون يسيطرون على الجبين وتل ملح.
على صعيد مواز، قالت مصادر معارضة مقربة من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، أكبر ميليشيا في «الجبهة الوطنية للتحرير» لـ«الوطن»، أن النظام التركي بات يتحسب من مغبة رفعه منسوب التحدي في وجه روسيا، بعد أن تمادى في دعم إرهابييه وقرر نقل المعارك في ريف حماة الشمالي إلى خارج «المنطقة المنزوعة السلاح».
ونقلت المصادر عن ضباط الارتباط الأتراك في نقاط المراقبة التركية، خشيتهم من توسيع نطاق العملية العسكرية «المحدودة» للجيش السوري، بمساندة القوات الجوية الروسية والمتفق عليها سلفاً بين موسكو وأنقرة، لكن الأخيرة عمدت إلى عرقلتها والانقلاب على «التفاهم» بشأنها، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على سير المعارك ووجهتها وحدتها.
وأوضحت المصادر أن نقل إرهابيي تركيا وجهة المعارك خارج «المنزوعة السلاح»، وباتجاه المناطق الآمنة في ريف حماة الشمالي، جاء بإيعاز من النظام التركي الذي وضع كل بيض ميليشياته في سلة «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، لتقوية موقفها ونفوذها بدل الحد منه والقضاء عليه بموجب اتفاقات «سوتشي» و«أستانا» التي ضمنتها أنقرة.
وأضافت المصادر أن تسليح «النصرة» من قبل النظام التركي تجاوز حده، لدرجة أن مهمة القوافل العسكرية التركية التي تصل يومياً إلى نقاط المراقبة التركية، باتت تقتصر على شحن السلاح الحديث والذخيرة لإيصالها إلى الفرع السوري لتنظيم القاعدة المدرج على قائمة الإرهاب العالمية، وهو ما يغضب موسكو وقد يجعلها في حل من ضمانتها لـ«المنزوعة السلاح»، بعد أن دلت تصرفات أنقرة أنها تخلت عنها إلى غير رجعة، على الرغم من التصريحات الدبلوماسية التي تشي بغير ذلك.
ورأت بأن الأيام المقبلة ستحمل في طياتها مفاجآت ميدانية للجيش السوري من العيار الثقيل، إذا ما استمر النظام التركي في التخلي عن التزاماته كضامن لاتفاقاته مع روسيا، والتحرش بقواتها الخاصة في أرياف حماة، كما حدث في 20 الشهر الماضي.

Exit mobile version