Site icon صحيفة الوطن

«اللاجئون السوريون» ورقة للاستثمار في سباق الحزبين البريطانيين

وكالات :

عاد الاستثمار السياسي وخاصة الأوروبي لأزمة اللاجئين ليتصدر المشهد السياسي والإعلامي الدولي، وهذه المرة من البوابة البريطانية التي قام رئيس وزرائها ديفيد كاميرون بجولة شملت لبنان والأردن أمس، مؤكداً من بيروت مواصلة دعم اللاجئين السوريين في لبنان مالياً، الأمر الذي يمكن اعتباره تسابقاً حزبياً وأول تحرك من كاميرون رئيس حزب المحافظين في بريطانيا، بعد التظاهرات التي شهدتها لندن لآلاف البريطانيين السبت تعبيراً عن استعدادهم وترحيبهم باستقبال اللاجئين السوريين وما شهدته التظاهرة من دعوة الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني المعروف بـ«نصير الفقراء» جيريمي كوربن إلى «إيجاد حلول سلمية» لمواجهة أزمة اللاجئين، وذلك بعيد ساعات من انتخابه، مؤكداً أمام المتظاهرين: أن «هدفنا يجب أن يكون إيجاد حلول سلمية لمشاكل هذا العالم.. لدينا مسؤولية بصفتنا دولة موقعة على اتفاقية جنيف لضمان الرعاية والدعم لهؤلاء الناس (اللاجئون)».
وتزامنت زيارة كاميرون إلى بيروت، مع إعلان الحكومة البريطانية تعيين النائب ريتشارد هارينغتون في منصب مساعد لوزير الخارجية لشؤون اللاجئين لمتابعة وصول عدد إضافي من اللاجئين متوقع خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء.
ووصل كاميرون صباحاً إلى بيروت في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقاً «قادماً من لندن على متن طائرة خاصة مع وفد مرافق، في إطار زيارة قصيرة لساعات»، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وانتقل على متن مروحية عسكرية إلى مطار رياق العسكري في منطقة البقاع (شرق) حيث زار «مخيماً للاجئين السوريين في بلدة تربل البقاعية»، مطلعاً على ظروف إقامة اللاجئين فيه.
وقال كاميرون في تصريحات لشبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية بعد زيارة المخيم «أردت المجيء إلى هنا لأرى بعيني وأسمع بنفسي قصص اللاجئين وما الذي يحتاجون إليه».
وكتب في تغريدة على موقع «تويتر»: «أنا في مخيم للاجئين في لبنان، أستمع إلى بعض القصص المؤلمة».
وأوضح مسؤولون في السفارة البريطانية في بيروت، أن كاميرون التقى أفراد عائلة سورية في المخيم من المقرر أن تمنح حق اللجوء إلى بريطانيا.
وفي مؤتمر صحفي في وقت لاحق جمعه مع نظيره اللبناني تمام سلام في السراي الحكومي ببيروت، أوضح رئيس الوزراء البريطاني بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء، أنه التقى بعض اللاجئين بعد أن زار أحد المخيمات في البقاع «وكانت فرصة سعيدة للقاء اللاجئين وسررت بالتحدث للأطفال»، لافتاً إلى أنه يدرك أن «الحالة الإنسانية في سورية تزيد الضغط على لبنان خصوصاً قطاع التعليم وغيره، لذلك قدمت بريطانيا المزيد من المال من أجل تأمين الطعام ودعم التعليم».
ووجه تحية إلى «لباقة اللبنانيين لأنهم يستقبلون اللاجئين منذ 4 سنوات»، مضيفاً: «جئت لأقول شكراً للشعب اللبناني الذي يتحمل هذا العبء الكبير».
واعتبر كاميرون أن «وجود داعش على بعد 60 ميلاً (نحو 100 كيلو متر) من حدودكم (شرقاً) خطير»، مؤكداً «نقدم الدعم للقوى الأمنية والجيش اللبناني لمحاربة هذا الخطر ونحن هنا نقول إننا سنستمر بدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية».
من جهته، قال سلام: إن «هذه الزيارة تأتي في وقت عصيب في المنطقة وأوروبا»، مشيراً إلى أن لبنان «يقع على خط الجبهة الأمامي في مواجهة الأزمات وأبرزها الفراغ الرئاسي والعدد الكبير من اللاجئين السوريين الذي بلغ 1.5 مليون شخص».
وأوضح سلام أن «هناك تراجعاً في المساعدات الدولية التي لم تصل إلى المستوى المطلوب لمساعدة لبنان».
وأضاف: «اتفقنا مع كاميرون بشكل كامل على أن مشكلة اللجوء التي وصلت إلى قلب أوروبا لن تتوقف إلا بحل سياسي يوقف الحرب في سورية، ونعتقد أن بريطانيا العظمى بما لها من علاقات تستطيع لعب دور فاعل في هذا المجال»، مشيراً «اتفقنا أيضاً أن نجاح عملية التصدي للإرهاب في المنطقة يكمن في تقوية نهج المعتدلين وإحلال سلام شامل في المنطقة».

Exit mobile version