Site icon صحيفة الوطن

استشهاد 25 طفلاً خلال شهر والوضع الصحي فيهما مزر … الفوعة وكفريا تناشدان الدولة فعل كل ما تستطيع لإنقاذ 25 ألف مواطن

الوطن – سامر ضاحي :

شبهت مصادر أهلية في قرية الفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي المحاصرة من «جيش الفتح» الذي تقوده جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية الوضع في القرية بأنه «عاد إلى ما قبل القرون الوسطى»، مناشدة الدولة ببذل كل ما تستطيع لإنقاذ أرواح آلاف المدنيين المحاصرين داخلها. وخلال اتصال هاتفي أجرته «الوطن» معه حذر مختار الفوعة عبدالله شاقول «من إمكانية تعرض 25 ألفاً من سكان قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين إلى «كارثة إنسانية» في ظل النقص الحاصل في المواد الغذائية والطبية.
وبيّن أن القريتين خسرتا «مئات الشهداء من المدنيين» منذ بدء الحصار في 27 حزيران الماضي فقط، مناشداً «الدولة بفعل أي شيء يمكن أن يوقف تلك الكارثة أو يمنع جرائم مروعة قد تتعرض لها القريتان في حال نجح الإرهابيون باختراقهما».
وقال شاقول: إن قريته وكفريا المجاورة تعرضتا «لأكثر من 15 ألف قذيفة ما بين هاون وقذائف جهنم خلال المدة نفسها»، أطلقها مسلحو «جيش الفتح»، إضافة إلى «أكثر من 500 صاروخ فيل الذي يبلغ وزن الواحد منه 1000 كغ ويتسبب كل منها بتهديم مبنى من ثلاث طبقات الأمر الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية بنسبة 70 % تدميراً كاملاً بينما بقيت بعض المنازل فقط غير مهدمة لكنها تعاني من فقدان النوافذ والأبواب وخزانات المياه جراء أعمال القصف المكثفة». وعن الوضع الصحي في القريتين، أكد شاقول وجود «500 مصاب حالياً في الفوعة بحاجة لعمليات جراحية» لا يمكن إجراؤها في المسشفى الوحيد في داخل القرية والمركز الصحي في كفريا اللذين يفتقدان إلى «الكادر الطبي الكافي والنقص الشديد بالمواد الطبية والإسعافية».
وبين أن العديد من الأمراض بدأت تتفشى وأبرزها «الجرب وارتفاع الحرارة وحالات الإسهال الشديدة عند الأطفال»، مرجعا سبب تلك الأمراض إلى أمرين الأول: هو القذائف نفسها حيث أن بعضها يحتوي مواد سامة، والثاني: عدم توافر مياه نظيفة جراء الحصار، مضيفاً: أنه وخلال الشهر الماضي وحده استشهد نحو 25 طفلاً بالقذائف.
إلى ذلك أكدت مصادر أهلية في الفوعة أيضاً لـ«الوطن»، أنه في حين تتعرض القرية لهجوم بشتى الأسلحة وأنواع القذائف، فإن اللجان التي تدافع عن القريتين لا تمتلك سوى أسلحة خفيفة يدافعون فيها على مساتر ترابية تحيط بالقرية، مؤكدة أن «وضع الملاجئ في حالة يرثى لها في ظل ندرتها من جهة، وعدم استيفائها الشروط المطلوبة من جهة ثانية، ومعظمها لم يكن مؤهلاً للقيام بهذا الدور من جهة ثالثة».
وقالت تلك المصادر: إن وضع القريتين اليوم «لا يرقى حتى إلى وضع القرون الوسطى» في إشارة إلى نتائج القصف الذي تتعرض له القريتان.
يذكر أن قريتي الفوعة وكفريا تبعدان عشرين كيلو متراً عن الحدود التركية، وتخضعان لحصار خانق من «جيش الفتح» المنتشر في بلدة بنش من الجهة الجنوبية، ورام حمدان وزردنا من الجهة الشمالية الغربية، ومعرة مصرين من الشمال، وتفتناز من الشرق، منذ سقوط مدينة إدلب في السابع والعشرين من شهر حزيران الماضي.
وأفشلت حركة «أحرار الشام الإسلامية» أحد التنظيمات المنضوية في «جيش الفتح» اتفاقين لوقف إطلاق النار مؤخراً مع الجهات المعنية السورية، كان يفترض أن يتم بموجبهما فك الحصار عن القريتين مقابل إخراج المسلحين من مدينة الزبداني.

Exit mobile version