Site icon صحيفة الوطن

اعتبر أن القضاء على داعش لن يتم بالشراكة مع «النظام السوري» … راتني: يجب انتظار أفعال الروس وتلمس نواياهم

وكالات :

أعلن المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني أن روسيا لم تستأذن بلاده عندما أرسلت قواتها إلى سورية، مؤكداً أن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي لن يتم بالشراكة مع النظام في سورية.
وأكد راتني في مقابلة مع موقع «زمان الوصل» المعارض، أن رؤية بلاده «ما تزال متسقة ولم تتغير» حيال سورية، مبيناً أنها «تتطلع إلى رؤية سورية الحرة الخالية من (الرئيس بشار) الأسد والإرهاب.. سورية تجمع كل السوريين ويقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسه»، واعتبر أن زيادة حدة الأزمة في سورية، تزيد «مسؤولية الولايات المتحدة في إيجاد حل».
ورداً على سؤال حول إعلان روسيا دعمها دمشق بالسلاح والعتاد، قال راتني: «هذا التطور يخلق الكثير من الأسئلة حول أين تتجه الأمور، وكما قال الرئيس (باراك) أوباما إن الروس يدعون بأنهم يقاتلون تنظيم داعش، من جهة، على الرغم من أنه ليس هناك دولة أخرى تقاتل التنظيم كما نفعل نحن، ومن جهة أخرى، يقول الروس إن (الرئيس) بشار الأسد يجب أن يكون شريكاً في الحرب ضد إرهاب التنظيم»، وأوضح أن الرؤية الأميركية تتمثل في عدم إمكانية القضاء على داعش بمشاركة (الرئيس) الأسد، واستطرد قائلاً: «لذلك، نعتقد أنه عندما يدعم الروس (الرئيس) الأسد، فإنهم يرتكبون خطأ فادحاً». وحاذر المضي أبعد من ذلك إذ قال: «هناك الكثير من الأشياء التي ما نزال نجهلها (بشأن النوايا الروسية)، ولذلك يجب أن ننتظر أفعال الروس وأن نتلمس نواياهم، وعندها يمكننا تقييم فعالية جهودنا في هذه الإطار».
ونفى راتني أن تكون بلاده قد قدمت سورية قرباناً للاتفاق النووي مع إيران، وقال: «في المباحثات النووية، لم تكن سورية عامل حوار، ولم يحدث أبداً بيع سورية مقابل الاتفاق مع إيران»، واستطرد مطمئناً الهواجس المعتملة في نفوس المعارضين، قائلاً: «حوارنا مع الإيرانيين حول موضوع معين لا يعني أبداً أننا نتغاضى عن الأشياء السيئة الأخرى التي تقوم بها إيران، ونحن مازلنا نعتبر إيران أحد أسباب مضاعفة إراقة الدماء في سورية»، وختم مؤكداً: «ليس لدينا ولو نزعة بسيطة لقبول الأعمال الإيرانية» في هذا البلد. وبخصوص جولته التي قادته إلى السعودية وروسيا وتركيا، أوضح أن هدفها «تقريب» وجهات النظر بين تلك الأطراف حول سبل إنهاء الأزمة في سورية. وقال: «التحدث مع اللاعبين الدوليين في المسألة السورية، وتقريب وجهات نظرهم هو جزء من عملي، وهي عملية بطيئة وصعبة لأن لكل دولة وجهة نظر مختلفة ومتباعدة عن الأخرى»، وأضاف «بالرغم من كل ما يحصل مازلنا نحاول إيجاد طريقة لتحقيق السلام وللاتفاق مع الجهات الدولية التي لها العلاقة بالصراع السوري»، وشدد على أن الحل «في النهاية لابد أن يكون سياسياً وليس عسكرياً.. لأنه كلما استمر الحل العسكري أكثر مات مزيد من المدنيين، وازداد العنف والتشدد في المنطقة». وأبدى تحفظاً حول التعليق على جهود المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى حين «البدء بتلمس نتائج جهوده في المرحلة القادمة»، لأن الرجل «لا يزال يطور أفكاره ويحاول إيجاد طرق لتطبيق اتفاق جينف1، وخلق أفق حوار بين النظام وجماعات المعارضة».
وبين راتني أن دي ميستورا «يرى أن هناك طريقة لجمع الأطراف المختلفة.. ويعمل على تأسيس أربع مجموعات عمل، وعلى جلب خبراء من المعارضة ومن الداخل السوري ليعمل الجميع على وضع صيغة اتفاق تجمع كل الأطراف»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تقدم الدعم اللازم للمبعوث الأممي كي يحقق هدفه، وذلك في تناقض مع الائتلاف الذي رفض خطة دي ميستورا. ورفض تسمية المنطقة التي اتفقت تركيا والولايات المتحدة على تطهيرها من داعش بين الحدود السورية التركية، بـ«منطقة عازلة أو آمنة أو منطقة حظر طيران»، معتبراً هذه المنطقة «جزءاً من الإستراتيجية الكبرى التي ترمي إلى تخليص سورية والعراق من داعش»، وأضاف «إذا نجحنا مع شركائنا الأتراك في خططنا، فإننا سنخلق احتمالية عودة سكان تلك المنطقة إلى بيوتهم، ونحن نلتزم بتقديم الدعم الإنساني وبدعم السلطات المحلية التي ستعمل على نشر الأمان في تلك المنطقة».
وأقر بوجود «تحديات» تعترض إستراتيجية الإدارة الأميركية في إيجاد «معارضة معتدلة» لمحاربة داعش لكنه أبدى تصميماً على السير في هذه الإستراتيجية، وقال إن «الأمور تتحرك ببطء.. عملنا بجد لإيجاد شريك مناسب على الأرض، وبالفعل وجدنا بعض الجماعات المعتدلة، ونحن نعمل كي نجد المزيد.. رغم كل التحديات سنستمر في متابعة مشروعنا».

Exit mobile version