Site icon صحيفة الوطن

8 جرحى بصواريخ على السعن وطريق سلمية حماة … الجيش واللجان الشعبية يصدان أعنف هجوم لـ«الفتح» على الفوعة وكفريا.. والبلدتان باتتا «منكوبتين بالكامل»

حماة – محمد أحمد خبازي – إدلب- الوطن – وكالات :

باتت بلدتا الفوعة وكفريا في ريف إدلب، التي تصدى المدافعون عنهما بمساندة نشطة من سلاح الجو التابع للجيش العربي السوري، لأعنف هجوم شنه مسلحو ميليشيات «جيش الفتح» بقيادة «جبهة النصرة»، «منكوبتين بالكامل».
وفي رد يائس على ضربات سلاح الجو التابع للجيش العربي السوري المركزة على أرتال مسلحي «جيش الفتح» الذي تقوده جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية بمحيط بلدتي الفوعة وكفريا، عمدت المجموعات المسلحة إلى توتير الوضع العام في أرياف حماة الشمالية والشرقية.
وقالت مصادر أهلية في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين منذ نهاية آذار الفائت في ريف إدلب بأنهما أصبحتا منكوبتين بالكامل إثر الهجوم الأخير الفاشل لـ«النصرة»، والذي تسبب بدمار أكثر من 90 بالمئة من المنازل والبنى التحتية.
وناشدت المصادر الأهلية المنظمات الدولية بالتدخل بشكل عاجل لوضع حد لهجمات المسلحين، الذين وضعوا البلدتين على حافة مجزرة جماعية قد تودي بحياة أكثر من 20 ألفاً من المدنيين العزل والذين لم تعد المشافي الميدانية فيهما تتسع لأعداد الجرحى وحالات كثيرة منهما خطرة إضافة إلى فقدان جميع مقومات الحياة الطبية والغذائية والإغاثية.
وأول من أمس شنت «النصرة» وحركة «أحرار الشام الإسلامية»، التي تحاول تسويق نفسها على أنها «حركة معتدلة»، وحلفاؤهما في «جيش الفتح» هجوماً عنيفاً واسعاً على الفوعة وكفريا مستخدمين مدافع جهنم ومختلف أنواع القواذف الأخرى فضلاً عن 7 عربات مفخخة، بعضها مسيرّة عن بعد وبعضها الأخرى يقوده انتحاريون.
إلا أن اللجان الشعبية المدافعة عن البلدتين بمساندة سلاح الجو في الجيش العربي السوري، صدت هذا الهجوم الذي يعتبر «أعنف هجوم» تتعرض له كفريا والفوعة منذ 6 أشهر، واستمر حتى فجر أمس، أطلق خلاله المسلحون أكثر من 3 آلاف قذيفة وصاروخ دكت أركان ما تبقى من منازل المدنيين المدمرة قبلاً وقضت على أي أمل باستمرار الحياة فيهما في ظل استمرار المسلحين بهجماتهم في محيط الصواغية ودير الزغب وتلة الخربة والرامية إلى اقتحام البلدتين وتصفية سكانهما لأسباب طائفية مستخدمين العربات المفخخة والانغماسيين العرب والأجانب المستقدمين لهذه الغاية.
ونقلت طائرات الجيش العربي السوري عملياتها من سهل الغاب الغربي إلى محيط البلدتين، ونفذت سلسلة ضربات مركزة أودت بحياة العديد من المسلحين الذين فاجأهم الجيش بحملته المركزة والكثيفة والتي زجَّ فيها تعزيزات كبيرة، وكان القول الفصل فيها للطيران الحربي والمدفعية.
وأوضح مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الجيش خفف عملياته في سهل الغاب الغربي، حيث اقتصرت في هذه الجبهة على الطلعات الجوية التي كبدت مسلحي «جيش الفتح» خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، مشيراً في المقابل إلى أن الجيش كثف نشاطه في محيط بلدتي الفوعة وكفريا، حيث أصلاها ناراً حامية.
وأشار المصدر إلى مصرع عدد كبير من المسلحين، وانفجار 4 سيارات مفخخة قبل وصولها إلى الهدف على محور دير الزغب والصواغية بمحيط بلدة الفوعة، مؤكداً أن الاشتباكات لا تزال على أشدها في محيط البلدتين بين الجيش والدفاع الوطني والجهات المختصة من جهة ومسلحي «جيش الفتح» والكتائب المنضوية معه من جهة ثانية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصادر ميدانية من داخل بلدة الفوعة أن اللجان الشعبية بتغطية من سلاح الطيران في الجيش العربي السوري «أوقعت مئات القتلى والمصابين في صفوف التنظيمات المسلحة خلال الساعات الـ24 الأخيرة على محاور بلدات وقرى بنش ومعرتمصرين وتفتناز ورام حمدان، ودير الزغب والصواغية في محيط بلدتي كفريا والفوعة».
وأشارت المصادر إلى أن اللجان الشعبية في بلدتي الفوعة وكفريا «تمكنت من تدمير 12 آلية متنوعة على محور طعوم و4 عربات مصفحة و5 آليات مفخخة»، حاول المسلحون بواسطتها كسر خطوط الدفاع الأولى في محيط البلدتين، لافتةً إلى أن التنظيمات المسلحة «سحبت العديد من جثث قتلاها وعشرات المصابين إلى بلدة معرتمصرين القريبة من الفوعة قبل أن تحضر سيارات تابعة لنظام أردوغان السفاح لنقلهم إلى داخل الأراضي التركية».
ونعت تنسيقيات معارضة محسوبة على «النصرة» قياديين في الصف الأول من الجبهة، بينهم محمد العبسي زرزور (أبو الطيب) وأبو الحسن التونسي الصديق الشخصي لأسامة بن لادن والذي قتل في محيط الفوعة، إضافة إلى الانتحاريين السعودي أبو دجانة الدوسري واللبناني أبو معاذ، إضافة إلى كل من أبو حمزة اللبناني، وجعفر الطيار الأوزبكي، وبلال الجوري أبو إسلام الفاروف، وعادل أبو العبد اللاذقاني قيادي في «كتائب أنصار الشام» وجمعة محمد السويد ومحمود أنور قدور وعبد اللـه أكمدو الخيرو وموسى الديبو وجميل الشرتح ومحمد أحمد عبد اللطيف ومأمون حسن زين الدين وأيهم حاج إبراهيم وعلاء الدريعي وعبد الرحمن السعيد ومصطفى حسن شيخوني ومحمد محمود البيوش.
وفي ريف حماة الشمالي، دمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة عربتين مزودتين برشاشات للتنظيمات المسلحة في البحصة، وفقاً لما نقلته «سانا» عن مصدر عسكري.
في غضون ذلك أفاد المصدر الإعلامي لـ«الوطن» أنه تم تدمير رتل كبير لـ«جيش الفتح» كان قادماً من معرة النعمان، في مثلث الأراضي الكائن بين مدينتي إدلب وسراقب وقرية بنش، على حين استهدف الطيران المروحي في الجيش العربي السوري، مواقع «النصرة» في بلدة اللطامنة وقرية كفرزيتا بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل العديد من أفراد الجبهة، وتدمير مربط هاون وسيارة «بيك آب» مزودة بدوشكا.
ورد المسلحون على خسائرهم بالقذائف والمتفجرات، إذ فجَّرت مجموعة مسلحة عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق العام حماة – سلمية بالقرب من مفرق قرية أم طويقية، ما أدى إلى إصابة 4 مواطنين إصابات بالغة، نقلوا إلى مشفى حماة الوطني لتلقي العلاج اللازم. كما استهدفت مجموعة أخرى قرية قصر ابن وردان في ناحية السعن بريف سلمية الشمالي، بعدد من القذائف الصاروخية، أصابت شظاياها (4) مواطنين أيضاً. وردت مدفعية الجيش على مصادر القذائف.
وشرق السلمية أغار الطيران المروحي مرتين متتاليتين على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في قرية قليب الثور، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وتدمير سيارة مركب عليها رشاش 14.5مم، وذلك في حين دك الطيران الحربي والمدفعية بكثافة نارية، تحركات وتجمعات لإرهابيي التنظيم على محور معركبة – لحايا بريف حماة الشمالي أيضاً، ما أسفر عن مقتل 8 إرهابيين وجرح أكثر من 10 وتدمير عربتي دوشكا.

Exit mobile version