درعا – الوطن :
بعد أن كانت مشاهد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في بعض دول العالم الفقيرة التي تشهد أزمات هجينة علينا، بتنا نسمع مؤخراً عن وجود حالات لدينا لتدني المستوى المعيشي للأسر بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد والحصار الاقتصادي الجائر على الشعب السوري، ما يستدعي الرصد والتقييم والمعالجة، وفي هذا الإطار ذكر الدكتور أيمن العاسمي رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة درعا أنه نتيجة الأزمة التي طالت البلد منذ أكثر من أربع سنوات بدأت تظهر حاﻻت سوء تغذية عند الأطفال دون سن خمس السنوات، وهو ما يؤثر في صحة الطفل من الناحية المرضية، إذ يصبح معرضاً للإصابة باﻷمراض أكثر من أقرانه في العمر نفسه بعدة مرات، وكذلك يؤثر في نموه الحركي والعقلي، لذلك أصبح كشف حالات سوء التغذية عند هذه الفئة العمرية مسؤولية وزارة الصحة وكل مؤسسات المجتمع المحلي، ويمكن الوقاية من سوء التغذية بمواد متوافرة في مديرية صحة درعا مثل زبدة الفستق الوقائية وغيرها، وكذلك تشجيع الأمهات على الإرضاع الوالدي والإرضاع المطلق أي حليب الأم فقط دون عمر ستة أشهر. وأشار د. العاسمي إلى أنه لتدريب كوادر مديرية صحة درعا على التدبير المجتمعي لحالات سوء التغذية الحاد والشديد والمتوسط تقيم المديرية حالياً بالتعاون مع منظمة اليونيسيف دورة تدريبية للعاملين في 10 مراكز صحية لمدة خمسة أيام وهي الأولى من نوعها في درعا، علماً أنه يوجد في المحافظة سبعة مراكز ترصد تغذوي ومركزان لمعالجة سوء التغذية في مشفيي درعا والصنمين، ووفرت المديرية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف كل الأدوات والتجهيزات اللازمة للقيام بهذا العمل وكذلك المواد العلاجية والأدوية المطلوبة لتدبير حالات سوء التغذية بمختلف درجاته.
تجدر الإشارة إلى ضرورة تنبه اﻷهل لصحة أبنائهم وملاحظة أي علامات وهن وهزال ونقصان في الوزن عن الحد المألوف والطبيعي والمبادرة فوراً لمراجعة أقرب مركز صحي أو مشفى وطني ليصار إلى تقييم الحالة وتقديم ما يلزم لها من إرشادات وعلاج وهو متاح ومتوافر ومجاني.