Site icon صحيفة الوطن

عودة الهدوء إلى المدن المصرية بعد ليلة من الاحتجاجات

سادت حالة من الهدوء جميع المدن المصرية التي شهدت ليل أول من أمس احتجاجات محدودة، استجابة لدعوات عبر الإنترنت للتظاهر ضد الفساد.
وتجمع ليلة السبت العشرات من المصريين في شوارع العاصمة القاهرة ودمياط والإسكندرية والسويس ومدينة المحلة الكبرى، حسبما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووقعت هذه الاحتجاجات أثناء توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
ووصف موقع «الغارديان» هذه الاحتجاجات بـ«النادرة شاركت فيها حشود صغيرة ومبعثرة».
من جهته، وصف موقع «نيويورك تايمز» الاحتجاجات بـ«النادرة وغير العادية»، مؤكداً أن «مئات الشباب الغاضبين» شاركوا بها بعفوية.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد تداول واسع لمقاطع فيديو مثيرة للجدل سجلها المقاول والفنان، محمد علي، والتي دعا فيها للخروج والتظاهر ضد الفساد.
وكان شهود وسكان قالوا إن مئات المحتجين تجمعوا في وسط القاهرة وعدة مدن أخرى في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة مرددين شعارات مناهضة للحكومة في استجابة لدعوة على الانترنت للتظاهر ضد فساد بالحكومة.
وتحركت قوات الأمن لتفريق التجمعات الصغيرة والمتفرقة باستخدام الغاز المسيل للدموع في القاهرة ولكن شبانا كثيرين ظلوا بالشوارع وسط العاصمة وهم يهتفون «ارحل يا سيسي» وذلك حسبما قال مراسلون لرويترز في الموقع.
وقال شهود: إن الشرطة ألقت القبض على بعض المتظاهرين.
وحسب سكان ومقاطع مصورة بثت على الانترنت شهدت الإسكندرية على البحر المتوسط ومدينة السويس على البحر الأحمر وكذلك مدينة المحلة الكبرى التي تقع على بعد نحو 110 كيلومترات شمالي القاهرة بدلتا النيل احتجاجات صغيرة.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة وسط القاهرة وبميدان التحرير الذي بدأ فيه احتجاج حاشد أطاح بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.
وقال مقدم برامج تلفزيونية مؤيد للحكومة إن مجموعة صغيرة من المحتجين تجمعت وسط القاهرة لتصوير مقاطع فيديو والتقاط صور ذاتية (سيلفي) بالهواتف المحمولة قبل مغادرة الموقع. وقالت محطة أخرى مؤيدة للحكومة إن الوضع حول ميدان التحرير هادئ.
وكان مقاول بناء وممثل تحول إلى ناشط سياسي ويعيش في إسبانيا اسمه محمد علي قد دعا في سلسلة من المقاطع المصورة إلى الاحتجاج بعد اتهام السيسي والجيش بالفساد.
ورفض السيسي هذه الادعاءات يوم السبت الماضي ووصفها بأنها «كذب وافتراء».
وانتخب السيسي لأول مرة في 2014 بعد حصوله على 97 بالمئة من الأصوات ثم أعيد انتخابه بعد ذلك بأربع سنوات بنفس النسبة في انتخابات كان المرشح الآخر الوحيد فيها من أنصار السيسي.
ويقول أنصار السيسي: إنه لا بد من سحق المعارضة من أجل استقرار مصر بعد الانتفاضة التي وقعت في 2011 والاضطرابات التي أعقبتها ومن بينها عمليات يقوم بها إرهابيون في شبه جزيرة سيناء أدت إلى سقوط مئات القتلى من أفراد الشرطة والجيش والمدنيين.
وينسبون للسيسي أيضاً فضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي.
بدوره قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش: إن منصات الإعلام الموجه والمدعوم الداعية للتظاهر في مصر قابلها دعم شعبي للدولة المصرية ومؤسساتها.
وأضاف قرقاش في تغريدة على «تويتر»: إن «حملة الإخوان المنظمة ضد مصر واستقرارها فشلت فشلاً ذريعاً، وإن مصر تتعافى وتواجه التحديات بإصرار يومياً، والواقع غير الذي يروج له هذا الإعلام الحزبي الممول خارجياً».
وتأتي تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي تعليقاً على أنباء بخروج تظاهرات في القاهرة، تلبية للدعوات التي أطلقتها وسائل إعلام وتواصل اجتماعي.

Exit mobile version