Site icon صحيفة الوطن

بأي حال عدت يا (عيد)!

محمد حسين :

يأتي العيد ثقيلاً جداً على الجميع هذه السنة فالغلاء التهم ما في الجيوب من بقايا رواتب لا تكفي أصلاً للطعام والشراب فكيف بتحضيرات المدارس ولوازمها من دفاتر وقرطاسية وأقلام وما إلى ذلك وفوق كل ذلك مصاريف العيد وثياب الأولاد التي ينتظرونها لتكتمل فرحتهم بها؟!
خمس سنوات من الأزمة لم تترك من المدخرات ما يكفي لكسوة ولد واحد فكيف بعائلة من ثلاثة أو أربعة أطفال؟!
جولة في الأسواق تظهر الأرقام المعلنة بعد التنزيلات لثياب تزيّن واجهات المحلات ولا طاقة لنا لكي تكون لباس العيد للأطفال الذين ينتظرونها!!
فهل يكون انتظارهم عبثياً وتتبدد أحلامهم كما اختفت مظاهر العيد من البيوت فلا روائح للحلويات في أفران المنازل، و«المعمول» فاكهة العيد أصبح بعيد المنال؟!
خمس سنوات وأطفالنا يقومون بترحيل أحلامهم دورياً بانتظار العيد القادم الذي يتكلل فيه فرحهم وفرح ذويهم بالعيد الذي تعم فيه الفرحة كل بيت وكل شارع وكل حي وكل مدينة..
عيد تعود فيه المراجيح إلى الساحات والسماء لا تمطر (هاونات الموت) أو قنابل الحقد.. وأطفالنا الذين كبروا قبل أوانهم لم تعد تعنيهم ثياب العيد ولا تغريهم حلاوة (المعمول) وكل ما ينتظرونه هو ذلك الصباح الذي تشرق فيه الشمس ولا مكان فيه للغربان ووطاويط الليل وهم على هذا الموعد ينامون.. ونسأل اللـه ألا يطول انتظارهم!!

Exit mobile version