Site icon صحيفة الوطن

الكرملين «يزلزل» البيت الأبيض بتحركاته العسكرية ومركز بغداد «فاجأ» واشنطن … «ناتو» يحث على تنسيق روسي – أميركي لتجنب «الحوادث» في سورية

وكالات :

دعا حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى حصول تنسيق أميركي – روسي بشأن سورية لتجنب «حوادث» بين قوات البلدين العاملة في أجواء هذا البلد، بينما رأت صحف أميركية أن الإعلان عن تأسيس مركز عسكري أمني في بغداد لتبادل المعلومات بين روسيا وإيران والعراق وسورية بشأن التنظيمات الإرهابية، «زلزل» البيت الأبيض، الذي فوجئ به كلياً.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ: إنه على استعداد لمناقشة الشأن السوري مع روسيا. وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء على هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك، قال شتولتنبرغ: إنه «من المبكر جداً الجزم» بما تخطط له روسيا في سورية، مشيراً إلى أنها زادت وجودها العسكري في هذه الدولة بما يشمل طائرات ودفاعات جوية.
وقبيل ساعات على اجتماعه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال شتولتنبرغ، رئيس الوزراء النرويجي السابق، «بالطبع هناك حاجة للتأكد من عدم وقوع أي حوادث ووضع آليات لعدم التعارض في ظل الوجود العسكري الروسي المتزايد والمساعي التي يقوم بها تحالف (تقوده واشنطن) يقاتل تنظيم (داعش)»، مؤكداً أنه رحب باتصالات جرت بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا، في إشارة إلى الاتصال الذي جرى بين وزيري دفاع البلدين وتبعه زيارة وفد من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) إلى موسكو للقاء مسؤولين في المخابرات الروسية الخارجية.
وحث أمين عام «ناتو» روسيا على «لعب دور بناء ومتعاون في قتال تنظيم داعش» الإرهابي، لكنه اعتبر أن دعمها للرئيس بشار الأسد «لا يمثل مساهمة فعالة لإيجاد حل» للأزمة السورية. ولزم جانب «الحذر في التكهن بأي علاقة بين أوكرانيا والوجود الروسي في سورية».
وسبق لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أن شدد على أهمية تنسيق كل الجهود ضد تنظيم داعش (في إشارة إلى ضرورة التنسيق مع روسيا)، لكنه أضاف: إن هذا لم يتحقق بعد.
وحين سُئل عن الغارات الجوية التي شنتها فرنسا بمعزل عن التحالف قال شتولتنبرغ: إنه يرحب «بجهود جميع الدول الأعضاء في القتال ضد داعش»، ولم يستبعد دوراً موسعاً للحلف الذي يضم في عضويته 28 بلداً في قتال داعش لكنه رفض القول: إن كان هذا ما سيؤول إليه الأمر. وقال: «أعتقد أني سأرتكب خطأ إذا أعلنت أو تكهنت بأي أدوار إضافية. علينا تدارس الإمكانية والتوقيت».
في الغضون، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن قرار روسيا وسورية والعراق وإيران إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع، تتلخص وظائفه في جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم داعش، باغت الولايات المتحدة التي لم تتلق إشعاراً مسبقاً بذلك.
ونقلت الوكالة عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تأكيدها أن المسؤولين الأميركيين كانوا يعلمون بوجود ضباط روس في بغداد، لكنهم فوجئوا بإعلان الاتفاق على إنشاء المركز.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي لا تُخطر فيها روسيا الولايات المتحدة، مسبقاً، «بمد نفوذها السياسي والعسكري في النزاع السوري»، مبينةً أن موسكو تركت واشنطن تلهث خلفها.
وأضافت: إن الكرملين مستمر في زلزلة البيت الأبيض بتحركاته العسكرية والدبلوماسية، البعيدة عن الولايات المتحدة، التي تقود تحالفاً دولياً لمكافحة الإرهاب.
في غضون ذلك، بين موقع «أنتليجينس أون لاين» الاستخباراتي الفرنسي، أن الدعم المتزايد من روسيا لدمشق، والذي بدا واضحاً في الأسابيع الأخيرة، ليس تحركاً معزولاً.
وذكر الموقع في تقرير نشر أول من أمس نقلاً عن «معلومات أمكن الحصول عليها من مصادر أمنية عربية»، أن «غرفة التنسيق العسكري الروسي – الإيراني» تأسست أخيراً في اللاذقية، مبيناً أن الغرفة، التي تهدف إلى تقاسم المعلومات الاستخباراتية، تخطط أيضاً لشن عمليات مشتركة تهدف إلى احتواء تحالف «جيش الفتح».
وأكد التقرير أن غرفة التنسيق ملتزمة باستعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور خصوصاً، وزعم أن الدعم الروسي في هذه اللحظة يقتصر على منطقة الساحل، ولا خطط حالياً لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، في تناقض مع ما تعلنه موسكو من أسباب لدعمها الجيش السوري.

Exit mobile version