Site icon صحيفة الوطن

أوباما أبدى الاستعداد للتعاون مع إيران وروسيا لإيجاد «حل» في سورية … بوتين: لا أحد يحارب الإرهاب في سورية إلا الجيش السوري ووحدات الحماية وأدعو إلى تحالف ضد داعش كالتحالف ضد النازية

وكالات :

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منبر الجمعية العمومية للأمم في نيويورك بعد غيابه عنه لعشرة أعوام، جرس الإنذار من خطورة الإرهاب الذي يهدد العالم، داعياً إلى تشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي يشبه التحالف «ضد النازية» خلال الحرب العالمية الثانية، ومعتبراً أن الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب هي الأطراف الوحيدة التي تقاتل الإرهاب على الأرض في سورية، في إشارة منه إلى إخفاق التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم. جاء كلام بوتين بعد ساعة من كلمة لنظيره الأميركي باراك أوباما من المنبر ذاته، وقبيل ساعات من قمة مرتقبة بينهما، حيث أبدى الأخير استعداده للعمل مع روسيا وإيران بهدف التوصل إلى حل للأزمة في سورية.
وتوجهت أنظار العالم أمس إلى نيويورك للوقوف على المواقف والتحولات البارزة التي أطلقها زعماء روسيا والولايات المتحدة الأميركية في افتتاح الدورة 70 لأعمال جمعية الأمم المتحدة العمومية، بعد سيل من التوقعات والتحليلات حول إمكانية تعاون أو تنسيق جهود الدولتين لمحاربة الإرهاب.
وفي كلمته أمام الجمعية العمومية، دعا الرئيس بوتين إلى تشكيل «تحالف واسع» لمحاربة داعش في سورية، يشبه التحالف «ضد النازية» خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن بلاده ستعقد في الأيام القريبة اجتماعاً وزارياً لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى المواجهة لتنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى، مشدداً على ضرورة أن يعتمد هذا التنسيق على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومبيناً أن المراد من هذا الاجتماع الذي تعقده روسيا بصفتها رئيساً للمجلس في دورته الحالية، هو تحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط. وأعرب عن قناعته بقدرة المجتمع الدولي على بلورة إستراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصادياً واجتماعياً، مؤكداً أن «التدخل الخارجي العنيف» هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتابع قائلاً: «ولو سألنا من خلق هذا الوضع: ما الذي صنعتموه؟ فأخشى أن يبقى هذا السؤال بلا جواب لأن السياسة المبنية على الثقة المفرطة باستثنائيتها وحصانتها من أي مساءلة لم يتم التخلي عنها».
وأوضح الرئيس بوتين أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تدفقاً للإرهابيين تحت راية تنظيم داعش، مشدداً على أنه لا يمكن السماح لهؤلاء الإرهابيين بالعودة إلى البلاد، ومؤكداً أيضاً أنه لا يمكن التغاضي عن قنوات تمويل ودعم الإرهاب، بما في ذلك التجارة غير الشرعية للنفط.
وفي رسالة إلى الدول الداعمة لتغيير أنظمة دول أخرى، دعا بوتين إلى «احترام التنوع في العالم»، مضيفاً: إن «تشجيع التغيرات في العالم يؤدي إلى عواقب كارثية».
وأكد أن «لا أحد يحارب الإرهاب في سورية سوى الجيش السوري ووحدات الحماية»، مؤكداً أن التخلي عن التنسيق مع الجيش العربي السوري الذي يواجه الإرهاب وحده على الأرض «خطأ كبير»، مؤكداً أن بلاده «لا يمكنها أن تتحمل أكثر الظروف التي نشأت في العالم»، لافتاً إلى أن موسكو «ليس لديها طموحات في سورية»، كما أنها ستواصل مكافحة الإرهاب وهي تقدم مساعدة عسكرية لسورية والعراق وغيرهما من الدول التي تكافحه. وقال بوتين: إن الإرهابيين يشوهون القيم الإسلامية وعلى علماء المسلمين أن يقولوا كلمتهم للحيلولة دون تجنيد الأشخاص في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وحول مشكلة تدفق اللاجئين إلى الغرب، رأى أنه لا يمكن حلها «إلا بإعادة المؤسسات المدمرة للدول»، داعياً لوضع إستراتيجية كاملة لإعادة الإعمار في الشرق الأوسط.
واستبق بوتين لقاء القمة مع نظيره الأميركي، بالإشارة إلى أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل الأزمة في سورية هو دعم الرئيس بشار الأسد.
وقال في مقابلة مع قناة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية: «روسيا لن تشارك في أي عمليات عسكرية في الأراضي السورية أو في دول أخرى. على الأقل نحن حتى اليوم لا نخطط لذلك. لكننا نفكر كيف سنكثف عملنا مع الرئيس الأسد ومع شركائنا في الدول الأخرى».
وأضاف: «إن الغرب طوال الوقت يقول إن الجيش السوري يقاتل شعبه ولكن انظروا من يسيطر على 60 بالمئة من الأراضي السورية.. من يسيطر عليها إما تنظيم داعش أو جبهة النصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية، والسؤال هل يتصرف بشكل صحيح هؤلاء الذين يدعمون المعارضة المسلحة وبصورة رئيسية المنظمات الإرهابية فقط لكي يسقطوا الرئيس الأسد غير مهتمين بما سيجري في البلاد بعد التدمير التام لمؤسساتها الحكومية».
وقبل ذلك استخدم الرئيس الأميركي منبر الجمعية العمومية لإرسال رسائل أكثر ليونة وميلاً نسبياً نحو التعاون مع تأكيده الاستعداد للعمل مع أي دولة بما فيها إيران وروسيا من أجل حل الأزمة في سورية.
واعتبر أوباما أن «التسوية مطلوبة في سورية.. ولكن الواقعية تحتاج إلى حكومة انتقالية بعيداً عن الرئيس الأسد»، منتقداً استمرار دعم الرئيس الأسد في إشارة إلى دول كروسيا والصين. وذكر، أن تنظيم داعش يقتات من استمرار الحرب السورية، مؤكداً أن بلاده لن تسمح لأي قوة إرهابية كداعش بالتوسع.
وشدد على اعتماد الدبلوماسية وسيلة لإنهاء الخلافات، وقال: إن القوة وحدها لا يمكن أن تفرض النظام في العالم. وذكر أن «هناك تيارات خطرة تريد أن تعود بالعالم إلى الوراء وتحاول فرض قوتها بشكل يتنافى مع مبادئ القانون الدولي ويقيد الحرية»، مؤكداً في السياق ذاته أن «اعتبار الإسلام إرهابا هو جهل».

Exit mobile version