Site icon صحيفة الوطن

جدول لقاءات مكثف للوفد السوري إلى الجمعية العمومية برئاسة المعلم … مشروع قرار روسي أمام مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب.. ولافروف يؤكد: يرمي إلى «قيام تنسيق بين كل القوى التي تواجه الإرهاب»

وكالات :

عقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية بعنوان «دعم السلام في العالم: تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقية ومواجهة التهديد الإرهابي»، لمناقشة مشروع القرار المقدم من موسكو بشأن مكافحة الإرهاب، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الذي يرأس الوفد السوري لاجتماعات الجمعية العمومية، والذي شهد برنامج لقاءاته جدولاً مكثفاً من التصريحات واللقاءات التي تعكس بشكل واضح تصدر ملفي مكافحة الإرهاب وحل الأزمة في سورية عناوين اجتماعات الجمعية.
وافتتح وزير الخارجية سيرغي لافروف جلسة مجلس الأمن «التي مازالت مستمرة حتى ساعة إعداد هذا الخبر»، بالإشارة إلى ضرورة تنسيق إجراءات جميع القوى في ظل تمدد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم». وأضاف لافروف: إن على دول العالم أن تتصرف في مواجهة الإرهاب بشكل جماعي «لأن الأعمال المنفردة تأتي بمزيد من المآسي»، معلناً أن روسيا «ستتقدم اليوم» (الأربعاء) بمشروع قرار لمكافحة الإرهاب. وأوضح لافروف أمام المجلس أن القرار يرمي إلى «قيام تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم داعش والبنى الأخرى الإرهابية».
وأعلن أن «على القوات المسلحة السورية والعراقية والمعارضة السورية التي تواجه الآن تنظيم داعش» أن تشارك في هذه الحرب في إطار ائتلاف واسع يضم الولايات المتحدة ودولاً في المنطقة مثل السعودية، مؤكداً أن «تدخل الصين» أيضاً سيكون مفيداً.
وشدد الوزير الروسي على أن هذا العمل الجماعي المنسق «لا بد أن يقوم استناداً إلى القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة».
ولتجنب الأخطاء بعد بدء الضربات الروسية في سورية أعرب لافروف عن الأمل بإقامة «قنوات اتصال دائمة» مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن «التهديد الأساسي هو الاعتداء الإرهابي»، وخاصةً أن تنظيم داعش الإرهابي يملك «عناصر لأسلحة دمار شامل» في إشارة إلى الأسلحة الكيميائية.
ودعا لافروف أيضاً إلى «تعزيز الحوار بين السوريين على أساس بيان جنيف» الصادر عام 2012، ودعا إلى ضرورة «تعزيز الدولة السورية على قاعدة المصالحة الوطنية».
واختتم وزير الخارجية الروسي كلمته بالأمل بقيام «مناقشات صريحة» حول اقتراح موسكو، مضيفاً «علينا أن نتفاهم وأن نستمع إلى بعضنا البعض» في إشارة إلى أعضاء مجلس الأمن، الذين تتالت كلمات وزراء خارجيتهم «حتى ساعة إعداد هذا الخبر».
إلى ذلك شهد برنامج الوفد السوري برئاسة الوزير المعلم، جدولاً مكثفاً من اللقاءات فبالإضافة إلى كلمته المقررة أمام مجلس الأمن كما من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي في وقت لاحق من مساء أمس، على أن يلقي كلمة سورية أمام الجمعية العمومية غداً الجمعة.
وفي وقت سابق من يوم أمس أكد المعلم ثقة سورية التامة بموقف روسيا والرئيس فلاديمير بوتين في مكافحة الإرهاب، مبيناً أن سورية لا تثق بالموقف الأميركي والتحالف الذي دعت إليه.
وقال المعلم في تصريح لقناة «روسيا اليوم»: لا شك بأننا نثق ثقة تامة بالموقف الروسي وبالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أوضح موقف روسيا من موضوع مكافحة الإرهاب.
وأضاف: «نحن لا نثق بالموقف الأميركي إطلاقاً ولا بالتحالف الذي دعا إليه.. لقد قاموا بأكثر من تسعة آلاف غارة جوية في العراق وسورية ولم نلمس ثماراً لها.. ولذلك نحن ندعم ما يذهب إليه الرئيس بوتين في هذا الموضوع».
وفي سياق لقاءاته المتواصلة على هامش اجتماعات الجمعية، التقى المعلم كلاً من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ووزراء خارجية العراق والسودان والصين، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
وطلب الرئيس الفنزويلي من المعلم نقل تحياته للرئيس بشار الأسد، مؤكداً تضامن فنزويلا التام مع سورية وقيادتها الشرعية في مواجهتها للإرهاب والمؤامرة التي تتعرض لها بقيادة الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الفنزويلي: إنه سيوفد وزيرة خارجيته إلى دمشق للتعبير عن هذا التضامن وبحث آفاق تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ونقل رسالة محبة إلى الشعب السوري.
من جانبه أكد الوزير المعلم تقدير سورية شعباً وقيادة لمواقف فنزويلا المساندة لسورية في معركتها ضد الجماعات الإرهابية وشدد ضرورة تعميق التنسيق في المحافل الدولية ولاسيما أن سورية وفنزويلا تواجهان مخططات الهيمنة الأميركية. كما التقى المعلم نظيره العراقي إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق وجرى خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب الذي يعاني منه الشعبان السوري والعراقي.
وأشاد الوزيران بآلية التعاون وتبادل المعلومات التي تم إنشاؤها مؤخراً وتضم سورية والعراق وروسيا وإيران وتحقق وسيلة للتنسيق بين هذه الدول الأربع في مجال مكافحة الإرهاب.
وعرض الوزير المعلم لنظيره العراقي الدور الروسي البناء والتنسيق القائم في مجال مكافحة الإرهاب وشرح عدم جدية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في مكافحة التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
كما جرى خلال اللقاء استعراض الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة مع التأكيد على أولوية مكافحة الإرهاب واتفق الجانبان على مواصلة التعاون والتنسيق ثنائياً وفي المحافل الدولية لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين.
والتقى الوزير المعلم وزير خارجية جمهورية السودان عبد العزيز غندور الذي عبر عن تضامن بلاده مع سورية وخاصة في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب التي تعاني منها سورية وعدد من الدول العربية.
وبحث وزير الخارجية والمغتربين خلال لقائه ظهر أمس مع وزير خارجية جمهورية الصين «وان يي» الأوضاع الراهنة في المنطقة ولاسيما في سورية.
وعبر الوزير الصيني عن مواصلة بلاده دعمها السياسي للموقف السوري في مجلس الأمن وخاصة احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، مشيراً في هذا الصدد إلى التنسيق القائم بين الصين وروسيا وبين الصين وسورية.
واستوضح وزير خارجية الصين عن الخطوات المتخذة من أجل فتح الحوار السوري – السوري للتوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يلبي طموحات الشعب السوري.
حضر اللقاءات نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ومستشار الوزير أحمد عرنوس.

Exit mobile version