Site icon صحيفة الوطن

موسكو تؤكد: العلاقة مع أنقرة متينة ولن تتأثر بالعمليات في سورية … تركيا احتجت على خرق طائرة روسية مجالها الجوي.. والغرب صب الزيت على النار

الوطن – وكالات :

أظهر احتجاج تركيا وتهديدها أمس بتفعيل قواعد الاشتباك إثر اختراق طائرة روسية مشاركة في الضربات ضد معاقل الإرهاب في سورية، لمجالها الجوي السبت، حجم الغضب الغربي المتزايد من العمليات الروسية، لتبدأ مباشرةً هذه الدوائر الغاضبة محاولة صب الزيت على النار. فعلى حين ندد حلف شمال الأطلسي «ناتو» بـ«الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من طائرات حربية روسية»، اعتبر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» أن الخرق الروسي «ليس عرضياً»، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو لإعلاء نبرته ملوحاً بـ«تفعيل قواعد الاشتباك» وذلك بعد أن استدعت وزارة خارجيته القائم بالأعمال الروسي احتجاجاً على هذه الادعاءات.
ويرى مراقبون أن الأصوات الغربية ومهما علت نبرتها فإنها لا تعدو محاولة توتير الأجواء إعلامياً وزيادة شحن الرأي العام الغربي ضد الحملة الروسية لضرب معاقل الإرهاب في سورية، خاصةً مع إدراك الجمهور الغربي إخفاق بلادهم في تحالف واشنطن الستيني من تحقيق أي إنجاز يذكر ضد تنظيم داعش على مدار أكثر من سنة، في حين سجلت روسيا إنجازات مهمة خلال أيام.
كما يعتقد المراقبون أن روسيا تدرك تماماً عجز الغرب وعدم قدرته على اتخاذ أفعال أو خطوات عملية ضدها، ولذلك يسعى لدفع تركيا بعد إسقاط موسكو لطموحات رئيسها أردوغان بإقامة «منطقة آمنة» شمال سورية إلى توتير الأجواء ولكن بإطارها الإعلامي لا أكثر، الأمر الذي يدفع الدبلوماسية الروسية الباردة للاعتراف بخرق الأجواء التركية بـ«الخطأ»، مؤكدةً أن علاقتها متينة بتركيا ولن تتأثر بالعملية العسكرية في سورية.
ومساء أمس أكدت السفارة الروسية في أنقرة حادثة اختراق إحدى المقاتلات الروسية المجال الجوي التركي، وفق ما نقلت قناة «روسيا اليوم».
وفي وقت سابق أمس اعتبرت الرئاسة الروسية أن العمليات الجوية الروسية في سورية لن تؤثر في علاقاتها مع أنقرة.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين إلى أن التعاون الروسي التركي متعدد المجالات ويملك أساساً متيناً ويأتي بالمنفعة لكلا الجانبين، مؤكداً صحة المعلومات التي تفيد باستدعاء أنقرة السفير الروسي لديها وتسليمها مذكرة احتجاج على خرق المقاتلات الروسية للمجال الجوي التركي.
وقال وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي»: إن «موسكو ستقوم بالتحقق من بعض المعلومات التي وردت على لسان أنقرة بهذا الشأن».
من جانبها احتجت تركيا بشدة لدى موسكو بعد اعتراض مقاتلات «إف 16» تركية السبت طائرة حربية روسية انتهكت مجالها الجوي عند الحدود السورية على ما أعلنت وزارة الخارجية.
وعلى الفور تم استدعاء السفير الروسي في أنقرة وأبلغته السلطات التركية «احتجاجها الشديد» على هذا الخرق الذي حصل في الساعة 09.08 تغ فوق لواء الإسكندرون السليب (جنوب شرق) بحسب بيان، وأرغمت الطائرة على العودة أدراجها.
كما طلبت أنقرة من روسيا «تفادي تكرار هذا الحادث»، مشيرةً إلى أن «روسيا ستعتبر مسؤولة عن أي حادث مؤسف» قد يقع.
وأجرى وزير الخارجية فريدون سينرلي أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ونقل له وجهة النظر ذاتها، بحسب البيان.
وفي وقت سابق من يوم أمس أعلن الجيش التركي على موقعه على الانترنت عن تعرض مطاردتي «إف-16» تابعتين له الأحد أثناء دورية «للمضايقة» من طائرة «ميغ-29» مجهولة على الحدود السورية.
وتأتي هذه الحادثة غداة حادثة سابقة في المنطقة نفسها، حيث اعترضت طائرات حربية تركية مطاردة للجيش الروسي وأجبرتها على العودة. وعبرت أنقرة لموسكو عن احتجاجاتها الشديدة.
بدوره حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من أن أنقرة ستفعّل قواعد الاشتباك العسكرية أياً كانت الجهة التي تنتهك مجالها الجوي.
وقال لقناة «خبر- تورك» الإخبارية: إن «قواعد الاشتباك لدينا واضحة أياً كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي»، مضيفاً: إن «القوات المسلحة التركية لديها أوامر واضحة. حتى لو كان طيراً محلقاً فسيتم اعتراضه».
في المقابل لم يفوت الغرب هذه الفرصة لمحاولة توتير الأجواء وتأليب الرأي العام ضد العمليات الروسية، فاعتبر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية أن انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي على الحدود السورية كان «ربما متعمداً»، معرباً عن قلقه إزاء هذا الحادث.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس»: «لا أعتقد أن هذا كان حادثاً. هذا يؤكد فقط قلقنا العميق إزاء ما يفعلون. كما يؤكد الشكوك في نياتهم ويثير تساؤلات حول سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الأجواء».
وكشف المسؤول أن واشنطن تجري محادثات عاجلة مع تركيا وشركائها في حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
بدوره ندد الأمين العام لـ«ناتو» ينس ستولتنبرغ بـ«الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من طائرات حربية روسية»، بعد عدة حوادث بين طائرات روسية وتركية على الحدود التركية السورية.
وقال في بيان نقلته «فرانس برس»: «أدعو روسيا إلى احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي كلياً وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف» في حين أن العلاقات متوترة أصلاً بين موسكو والأطلسي بسبب الأزمة في أوكرانيا.
واستقبل ستولتنبرغ ظهر أمس وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو في مقر الحلف في بروكسل للبحث في الوضع في سورية وحادثة خرق المجال الجوي التركي.
وقال ستولتنبرغ: «إن المباحثات تطرقت إلى العمليات العسكرية الأخيرة للاتحاد الروسي في سورية وحولها بما في ذلك الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من مقاتلات روسية».
من جهته أدان السفير البريطاني لدى تركيا ريتشارد مور الخرق الروسي على «تويتر»، وكتب: إن «الخرق الروسي للمجال الجوي التركي غير مسؤول ومقلق. وتقف بريطانيا وحلفاؤها في الحلف الأطلسي إلى جانب تركيا».

Exit mobile version