الخبر الرئيسي

صداها سُمع في البيت الأبيض.. وترامب: خياراتنا أصبحت ممكنة ولا نريد نفط الشرق الأوسط! … صواريخ إيران تدكّ القواعد الأميركية في العراق انتقاماً لدماء سليماني ورفاقه

| الوطن - وكالات

سريعاً تركت الضربة العسكرية الإيرانية أثرها على موقفي وخطاب البيت الأبيض والبنتاغون، وتمكنت الصواريخ الانتقامية التي لم تستطع الدفاعات الأميركية الجوية اعتراضها وسقطت على قاعدتيها في العراق، من تذكير واشنطن بأن وجودها في المنطقة مؤقت، وبأن خروجها قادم لا محال، ومن الأفضل له أن يكون بطريقة آمنة.
وفي خطاب مكتوب وبحضور نائبه وكبار ضباط الجيش والقوات المسلحة الأميركية، تراجع دونالد ترامب عن كل تهديداته وتغريداته السابقة تجاه إيران، وذلك بعد الرد الاستثنائي للجمهورية الإسلامية بصواريخ باليستية لها مدلولاتها ورمزيتها، على قاعدتين أميركيتين وسط العراق ثأراً لدماء قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ترامب الذي عقد اجتماعاً ليل أمس، عقب الضربات الصاروخية الإيرانية مع وزيري الخارجية والدفاع وبحضور رئيس الأركان، لتقييم نتائج الرد الإيراني، قرر التوجه للأميركيين بكلمة جرى تأجيلها حتى مساء أمس، لتأتي كلماته مبهمة، لكن مختارة بعناية، منعاً لأي تصعيد لغوي جديد مع إيران، فاتحاً الباب واسعاً أمام فرصة للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية مخاطباً شعبها وقادتها قائلاً «نريد لكم مستقبلاً باهراً ذاك الذي تستحقوه بحيث تعيشون بانسجام مع باقي دول العالم والولايات المتحدة مستعدة للسلام مع كل من يسعى إليه»، مؤكداً أن بلاده «لا تريد حرباً مع إيران».
كلام ترامب أوحى أيضاً بالتحضير لانسحاب قوات بلاده من العراق، من خلال قوله: «خياراتنا في الشرق الأوسط أصبحت ممكنة، وأصبحنا لا نحتاج إلى نفط الشرق الأوسط»، مطالباً بدور أكبر لحلف الناتو الذي قد يحل مكان التواجد الرسمي الأميركي في العراق، وذلك بعد قرار البرلمان العراقي ودعوته الحكومة العراقية لإلغاء الاتفاق العسكري الموقع مع واشنطن، والتحضير لإخراج القوات الأجنبية من البلاد.
ترامب طالب باتفاق نووي جديد مرة أخرى، وجه رسالة لحليفته إسرائيل بأنه «ما دام هو رئيس للولايات المتحدة الأميركية فلن تحصل إيران على السلاح النووي».
مصادر متابعة وصفت خطاب ترامب المسالم بالمزيج بين خطاب مرشح رئيس يستعد لخوض انتخابات، وخطاب يمهد لسلسلة إجراءات قد تتخذها الولايات المتحدة لإخراج قواتها من المنطقة، وهو ما كان وعد به خلال حملته الرئاسية، ولم يتمكن من تنفيذه، ويأتي بعد عدة تحذيرات من داخل الولايات المتحدة بأن الحرب لن تكون نزهة مع إيران، وأن تكلفتها باهظة جداً.
الخطاب المسالم ومحاولة التذكير بقوة الولايات المتحدة من خلال وقوف الرئيس الأميركي، بين نائبه وجنرالاته وكبار مساعديه، في صورة سيتلقاها المتابع والناخب الأميركي على أنها لحفظ ماء الوجه، وطي صفحة ما كان ينذر بحرب عالمية ثالثة، ترجم مباشرة في أسواق المال العالمية، حيث ارتفعت كل المؤشرات وانخفض سعر الذهب والنفط العالمي، وكأن شيئاً لم يحصل في ليلة الأمس، التي كانت كل مؤشراتها المالية تشير إلى الانهيار.
طهران بدورها وبعد أن أنهت عملية الثأر للقائد قاسم سليماني، الذي ووري الثرى مباشرة بعد انتهاء القصف الإيراني على القواعد الأميركية، أرسلت بدورها عدة رسائل من خلال وزير خارجيتها تؤكد خلالها أن عملية الرد تنتهي هنا، وأن أي تحرك أميركي جديد سيواجه برد أكثر قساوة.
كل المؤشرات بحسب المصادر المتابعة، تدل على أن المنطقة متجهة نحو تهدئة عامة وخروج آمن للقوات الأميركية من المنطقة، وفتح باب التفاوض مع إيران، وبذلك تكون طهران قد حققت ما كان يصبو إليه قاسم سليماني من تحرير العراق وسورية من الوجود الأميركي، مع تولد فرصة جديدة لإعادة التفاوض حول ملف إيران النووي من خلال وسطاء أوروبيين وروسيا والصين واليابان.
ليل أمس، شهدت السماء العراقية، تنفيذ الحرس الثوري الإيراني لوعده بالرد على استشهاد قاسم سليماني ورفاقه، حيث قام بهجوم صاروخي استهدف القوات الأميركية في قاعدتي «عين الأسد» في الأنبار غرب العراق، و«حرير» في أربيل شمال البلاد.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يوثق الضربة الصاروخية الإيرانية ويظهر لحظة سقوط عدة صواريخ داخل القاعدة، وتسببها بانفجارات ضخمة في الموقع الذي تصاعدت منه ألسنة النيران إلى عشرات الأمتار.
قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي وصف خلال استقباله حشداً من أهالي مدينة قم الضربة بـ«الصفعة» وقال: إن «هذه الضربة وحدها لا تكفي بل لا بد أن يتواصل العمل لإخراج القوات الأميركية من المنطقة»، من جانبه أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن «إيران ليست بوارد التصعيد أو الحرب غير أنها ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن