Site icon صحيفة الوطن

التعاقد مع المدرب الأجنبي لمنتخب السلة في عيون أهل الخبرة

لا ندري لماذا يدمن البعض على لعبة شد الحبل كلما بدأ بناء المنتخبات الوطنية وإعدادها، والتسرع بإطلاق الأحكام مسبقة الصنع لمردود هذه المنتخبات، يطالبون بالمدرب الأجنبي الذي فشلت معه تجاربنا على مدى عقد من الزمان، وعندما ندخل معترك المنافسة ونخرج منها بخفي حنين، نجعله كبش فداء، وتتعالى الأصوات لزيادة الثقة بكوادرنا الوطنية ثم لا يلبثون أن يضربوا عرض الحائط بإمكانات هذه الكوادر، ويقولون المدرب الأجنبي أفضل، والقصة نفسها والمنوال نفسه نسمعه لدى أي منتخب.
فهل ضالة منتخبات سلتنا سيكون حلها بيد المدرب الأجنبي، وهل نحن قادرون على التعاقد مع الأفضل منهم، وننجح في تأمين أبسط مقومات العمل لهم، أم إن سلتنا ستبقى أسيرة مدربينا الوطنيين الذين يعانون الأمرّين في عملهم دون أن نوفر لهم أبسط شروط العمل الصحيحة.
«الوطن» حيال هذا الموضوع استطلعت آراء أهل الخبرة:

الشيخ نجيب: «البنية التحتية»
من خلال تجربتي التدريبية الطويلة وعملي بالخليج، وجدت أن المدربين الأجانب الذين يعملون مع هذه الأندية قد انتهت صلاحيتهم، لأنهم يتقاضون مبالغ قليلة، فهل هم يأتون محبة بنا، أم لإعادة ترميم سمعتهم من أجل العمل في نطاق أفضل.
أنا مع المدرب الأجنبي صاحب الخبرة الفنية الكبيرة والقادر على العطاء والتطوير، لكن كلامي هذا لا يعني أني ضد المدرب الوطني، لأن أجمل الإنجازات التي حققتها السلة السورية كان بفضل المدرب الوطني، لكن مشكلة سلتنا ليست متوقفة على هذا المدرب أو ذاك اللاعب، وإنما هناك مشكلة أكثر تعقيداً تتعلق بضعف البنية التحتية للأندية، فنادي الوحدة يمتلك صالة يتمرن عليها تسعة فرق باليوم الواحد، فكيف يمكن أن تأخذ هذه الفرق حقها بالتمرين بعيداً عن ضغوط ونحن نعيش عصر الاحتراف، وهذا الشيء لا يمكن أن يطور مستوانا مهما كانت خبرة المدرب الأجنبي كبيرة، إذا كنا قادرين على التعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى، وقادرين على تأمين أبسط مقومات العمل، فأنا مع التعاقد مع المدرب الأجنبي.

مرجانة: «الإمكانات المادية»
أنا مع فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي لكن بشرط أن يكون من مستوى عال جداً، وهذا الشيء بحاجة إلى إمكانات مادية كبيرة، ونحن غير قادرين على تأمينها في الظروف الحالية التي يعيشها البلد، وأن يكون هناك فترة تحضيرية جيدة ومثالية ومستمرة، وأن يكون لدينا لاعب أجنبي مجنس من طراز السوبر ستار، يكون بمثابة العقل المفكر للمنتخب، أما بالنسبة للمدرب الوطني فأعتقد أن المدرب هادي درويش هو الأنسب والأفضل بالفترة الحالية، وحقق حسب الإمكانات المتاحة لديه فوزاً مهماً على المنتخب السعودي سيكون كفيلاً بوضعنا في الدور الثاني من التصفيات.

المدرب جورج شكر: «الاستقرار»
أعرف هموم وشجون المدربين الوطنيين، وهناك جزء كبير منهم يعمل على تطوير نفسه بشكل مستمر، وبات لديهم خبرة تدريبية جيدة، لكن الحقيقة غالباً ما يفتقد المدرب الوطني أثناء عمله إلى مقومات كثيرة، يأتي في مقدمتها غياب التحضير الجيد من معسكرات ومباريات ودية قوية تخدم اللاعبين.
مع نهاية كل مرحلة يجب أن يكون هناك إعادة تقييم، ووضع السلبيات قبل الإيجابيات، مرحلة المدرب الصربي لمنتخبنا ماتيتش لو كان هناك تقييم حقيقي لها لما توصلنا لقرار إنهاء عقده، لكن هذا كان قرار القيادة الرياضية السابقة.
المنتخب الحالي بمدربه الوطني وصل للهدف الذي نرنو إليه، وهو الفوز على المنتخب السعودي الذي وضعنا بمركز جيد على لائحة المجموعة، وهذا سيعطينا دافعاً قوياً لتحقيق انتصارات قادمة على منتخبي قطر والسعودية.
أنا مع الاستقرار بحيث تكون قراراتنا سليمة وعلمية تتناسب مع كل مرحلة، وأن يكون التوجه نحو المدرب الأجنبي مدروساً، وليس لمجرد التعاقد معه فقط، ودون استقرار بجميع أشكاله لا يوجد نتائج جيدة وإيجابية.
ياسر حاج إبراهيم: «الفئات العمرية»
لا أعتقد أن المدرب الأجنبي سيحقق لنا النتائج التي نتمناها بهذه السهولة، مدربان أجنبيان قادا منتخبنا، ولم نخرج بشيء يرضينا، نحن قبل التعاقد مع أي مدرب يجب أن نعيد بناء كرة السلة السورية، وأن نصب جل اهتمامنا على الفئات العمرية، أين منتخبات الميني باسكت، أين دوري الفئات العمرية القوي والمدروس؟ وإذا كانت إمكاناتنا تسمح لنا بالتعاقد مع مدرب أجنبي، فيجب أن يكون للفرق الصغيرة حتى يعطيهم ألف باء كرة السلة العصرية والمتطورة، ولا ضير في أن تتعاقد جميع أنديتنا مع مدربين أجانب من أجل أن تتطور، وهذا من شأنه أن ينصب في بوتقة المنتخب الوطني.

عمر حسينو: «قناعات وإجابات»
تعاقد اتحاد السلة في التصفيات الآسيوية الأخيرة مع مدرب أجنبي، فماذا استفاد منه، وأين وصلنا بمنتخبنا معه؟ قبل التفكير بالتعاقد مع الأجنبي لابد من وضع إستراتيجية جديدة للعمل، سمعت بأن رئيس المنظمة وافق على فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي، فهل هذا التعاقد سيكون طويل الأمد، أم إنه لمرحلة آنية، ولماذا اتحاد السلة غيّر قناعاته بالمدرب الوطني طالما كانت لديه قناعة سابقة بالمدرب هادي درويش، وهل كان هذا التغيير استجابة لنداءات الشارع الرياضي، أم إنه جاء عن دراسة علمية صحيحة؟ هناك الكثير من الأسئلة يجب أن نجيب عنها قبل اتخاذ قرار التغيير.
بالنهاية لا يمكن أن نستفيد من المدرب الأجنبي أو الوطني طالما آلية العمل بقيت على حالها بهذه الطريقة البدائية.

عزام الحسين: «فكر قديم»
لن تفيدنا تجربة المدرب الأجنبي، وستكون النتيجة نفسها التي وصل إليها الصربي ماتيتش وقبله نيناد «الخسارات»، والسبب نوعية اللاعبين المتوفرة حالياً بالمنتخب، فأنت تحتاج لمن يدعو مجموعة اللاعبين الصحيحة وبحيادية، ودون تدخلات من أحد كما كان يحصل سابقاً «محاباة بعض الأندية» وترتيب هذه المجموعة بأفضل شكل للاستفادة منها بأرض الملعب فنياً، والمدرب الوطني قادر على إيجاد التوليفة الصحيحة أكثر من الأجنبي الذي لا يعلم شيئاً عن المعطيات الحالية، وإذا كان لابد من الأجنبي، فيجب أن يكون كلاعب يدعم الصفوف، وخاصة أن المنتخبات القوية تستعين به، وليست المشكلة الكلية بالمدرب، هو جزء من مشكلة نعم، لكن لديك مشاكل أخرى أهم، مثل فكر اتحاد السلة القديم الذي يقبل بأن نكون صغار القارة، وهذه حدودنا والروح الانهزامية، ورمي الفشل على الأندية.
للاتحاد دور كبير حين يعامل المنتخب باحترافية عالية من تجهيز وتحضير ومال ومعسكرات، وحين يدخل اللاعب الأجنبي على الدوري سيرتفع مستوى المنتخب، وأكبر دليل تجربة نادي الوثبة بدبي، لا أعلم لِمَ تم إلغاء الأجنبي بعدها على الرغم من أنه قرار مؤتمر، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس ويجب الاستفادة منها إدارياً وفنياً.

Exit mobile version