الخبر الرئيسي

سورية تتخذ حزمة إجراءات احترازية حازمة تحسباً لـ«كورونا».. وتجدّد تأكيد خلوها من أي إصابات مثبتة … تأجيل انتخابات أعضاء مجلس الشعب وتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد

| محمد منار حميجو - فادي بيك الشريف

بإجراءات حاسمة وحازمة، ورغم خلوها وبشهادة منظمة الصحة العالمية من الفيروس الذي أثار الذعر حول العالم وتسبب بآلاف الإصابات، اتخذت سورية سلسلة من الخطوات الوقائية تحسباً من وصول «كورونا» إلى البلاد.
الرئيس بشار الأسد، أصدر أمس، مرسوماً تشريعياً يقضي بتأجيل انتخابات مجلس الشعب إلى 20 أيار القادم، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة للتصدي للفيروس المستجد.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات حيدر رحمة، أن الذي تأجل هو موعد الانتخابات فقط، في حين أن الإجراءات السابقة لم يجر عليها أي تغيير سواء في أسماء المرشحين المقبولين والمرفوضين وغيرها من الإجراءات القانونية.
وأكد أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حلب فاضل النجار لـ«الوطن»، أنه لم ترد حتى الآن تعليمات القيادة (المركزية) حول كيفية خوض الحزب للانتخابات، وأننا ننتظر هذه الإجراءات التي على أساسها تكون خيارات الحزب لاختيار مرشحيه لخوض الانتخابات البرلمانية.
المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام، أصدر بدوره فتوى بتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في مساجد سورية بشكل مؤقت، اعتباراً من يوم الأحد في الـ15 من آذار، ولغاية السبت في الـ4 من نيسان للعام 2020 وسيتم الاكتفاء برفع الأذان للصلوات الخمس.
وجاء في بيان نشرته وكالة «سانا» الرسمية، «إنه عقب انتهاء اجتماع اليوم في مبنى الوزارة تم إصدار الفتوى التي تشمل أيضاً تعليق كل الدروس الدينية واللقاءات الجماعية في سائر المساجد وصالات الأفراح والتعازي التابعة لها».
وحسب البيان، فإن الفتوى تأتي بعد ما أعلنته منظمة الصحة العالمية من كون فيروس «كورونا»، أصبح وباء عالمياً، وحرصاً على سلامة المواطنين ومرتادي المساجد لكون أماكن التجمعات والحشود تزيد خطر العدوى وتفشي الفيروس.
وزير الصحة نزار يازجي وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس، أكد أنه سيكون أول شخص يعلن عن وجود إصابة بفيروس كورونا، مضيفاً: «لن نخفي على مواطنينا أي حالة حقيقية».
وأكد يازجي أنه تم أمس وضع كامل ركاب إحدى الطائرات القادمة من العراق وعددهم 16 راكباً و4 عناصر من طاقم الطائرة في الحجر الصحي، مؤكداً أنهم لن يغادروا حتى التأكد من سلامتهم.
وعن أسباب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية جدد يازجي التأكيد على أنها لا تعني بأي حال من الأحوال وجود إصابة بفيروس كورونا، وإنما هو إجراء وقائي، بهدف حماية المواطنين من التعرض للإصابة، مشدداً على أن الإجراءات الحكومية تحتاج لمواكبتها بالتزام طوعي من المواطنين بإجراءات الوقاية، لتحقق هذه الإجراءات الحكومية أكبر فائدة لها.
الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية الدكتور نعمة سعيد، نوه بالجهود الحكومية والإجراءات التي اتخذت في مختلف القطاعات للتصدي لانتشار فيروس كورونا، واصفاً إياها بـ«المهمة جدا»، لجهة الوقاية وتقليل الخسائر في حال حدوث إصابات، مؤكداً أن المخبر المرجعي في وزارة الصحة، قادر على تشخيص إصابات الفيروس لناحية المستلزمات وخبرة الكادر الطبي.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن» حول آلية ضبط المنافذ غير الرسمية الموجودة مع المناطق الواقعة خارج السيطرة، بيّن وزير الصحة أن هناك اتفاقاً مع الأصدقاء لفحص كل الحالات التي تدخل من المناطق الساخنة والواقعة خارج السيطرة، من خلال وجود عيادات متنقلة في تلك المناطق، أما بالنسبة لفحص الأصدقاء الذين يدخلون البلاد للعمل معنا فالجميع يتم فحصهم من دون استثناء لأي شخص مهما كانت صفته.
وزير التربية عماد العزب عقد بدوره مؤتمراً صحفياً للإفصاح عن خطة وزارته لتعويض الفاقد التعليمي عقب قرار تعطيل المدارس، وبين أن خطة وزارة التربية خلال فترة تعليق الدوام، تحديد الموضوعات التي تأتي في فترة تعليق الدوام وفق تتابعها وتسلسلها في خطة توزيع المنهاج في الكتب المدرسية المقررة، إضافة لتسجيل الدروس التعليمية لموضوعات الدروس التي تشكل فاقداً تعليمياً في فترة التعليق ولجميع المواد الأساسية، وتفعيل عمل القناة التربوية في مجال بث الدروس التعليمية المسجلة.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، أكد العزب أنه في حال استدعت الضرورة تمديد فترة تعليق الدوام في المدارس يمكن أن يتم تأجيل الامتحانات النهائية للشهادتين الإعدادية والثانوية لبعض الأيام، لكن بكل الأحوال ومهما كانت الظروف لن تكون كل هذه الإجراءات الحكومية الاحترازية على حساب مصلحة طلابنا الذين سيحصلون على حقوقهم الزمنية في التعليم من خلال سلسلة من الإجراءات التي وضعتها وزارة التربية لتعويض الفاقد التعليمي خلال فترة تعليق الدوام المدرسي.
وزير التعليم العالي بسام إبراهيم بدوره، طلب من أعضاء الهيئة التدريسية تجهيز محاضراتهم بشكل إلكتروني لتحميلها على مواقع الكليات من أجل تعويض المحاضرات النظرية والعملية المحددة خلال فترة تعطيل الجامعات حتى الـ2 من نيسان، وذلك تحت إشراف نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية وضمن متابعته.
وطالب إبراهيم بالإجراءات اللازمة لتعقيم وحدات السكن الجامعي، بما يضمن توفير شروط الإقامة الصحية للطلاب.
كما وجه وزير التعليم العالي بإلزام طلاب السنة السادسة وطلاب الدراسات العليا في كليات الطب البشري بالدوام في المشافي التعليمية وفق برامجهم التدريسية والتعليمية.
وزارة العدل بدورها قررت تعطيل المحاكم والدوائر القضائية اعتباراً من يوم الثلاثاء 17 آذار الحالي ولغاية يوم الخميس 2 نيسان 2020 وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذت على مستوى الدولة للوقاية من فيروس كورونا.
ومساء أمس اتخذت وزارة الثقافة حزمة من الإجراءات الاحترازية، ومنها: إيقاف الدوام في سائر المعاهد العالية، والمعاهد التقانية، والمعاهد التأهيلية التي تشرف الوزارة على أنشطتها، وكذلك إيقاف سائر المهرجانات والاحتفاليات الثقافية، وجميع الفعاليات الثقافية التي تنطوي على تجمعات بشرية، وإيقاف استقبال القرّاء في قاعات مكتبة الأسد، ومكتبات قصور الثقافة والمراكز والمحطات والنوافذ الثقافية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن