Site icon صحيفة الوطن

«ناتو» يؤكد عدم وجود خطط لدى الحلف لإرسال قوات إلى سورية وأوباما لا يخطط لعملية عسكرية وحكومة كاميرون تنفي «الضوء الأخضر» للطيارين

وكالات :

اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لا يقود حرب سورية» فالوضع معقد بوجود العديد من اللاعبين ولا يوجد حل سهل للأزمة، مؤكداً أن العملية العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سورية لم تشكل مفاجأة كبيرة لواشنطن فهي كانت تعلم بأن روسيا تعتزم تقديم مساعدة عسكرية لـ«الرئيس بشار الأسد»، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ أن الحلف لم يضع خططاً لإرسال قوات إلى سورية، معتبراً أن روسيا قادرة على لعب دور بناء في مكافحة خطر تنظيم داعش الإرهابي إلى جانب المجتمع الدولي، ومحذراً من أن «دعم (الرئيس) الأسد يؤدي إلى إطالة الحرب».
وفي حوار أجراه معه معد برنامج «60 دقيقة» في قناة «سي بي إس» الأميركية، أجاب أوباما عن مدى معرفته باحتمالية قيام عمل روسي في سورية وقت اجتماعه مع الرئيس بوتين في نيويورك نهاية الشهر الماضي، بالقول: «توجد لدينا استخبارات جيدة بقدر كاف. نحن نراقب.. نحن علمنا بأنه (الرئيس بوتين) يعتزم تقديم الدعم العسكري الذي احتاجه (الرئيس) الأسد، لأنهم قلقوا من إمكانية انهيار النظام» السوري. وعبر الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأن الإستراتيجية الروسية «لن تعمل»، معتبراً إرسال موسكو طائراتها الحربية إلى المنطقة مؤشراً لذلك.
وجدد أوباما ادعاءه بأن «النصر على تنظيم داعش لا يمكن تحقيقه ما دام (الرئيس) بشار الأسد في منصبه». ورغم إقرار أوباما بفشل برنامج تدريب من يسميهم «المعارضة المعتدلة» لمواجهة تنظيم داعش، لكنه شدد على أن واشنطن تنوي مواصلة دعم «المعتدلة» التي سوف تقاتل من أجل خروج الرئيس الأسد، ولكنه أكد في الوقت ذاته أن بلاده «لا تخطط لعملية عسكرية في سورية».
وبدأ الكونغرس مؤخراً تحقيقاً بشأن فعالية أجهزة الاستخبارات الأميركية بسبب فشلها في «التحذير المبكر من نشاطات روسيا» في سورية، ولأنها تأخرت كثيراً في الإبلاغ عن «التحركات» الروسية في سورية.
من جانبه، أكد ستولتنبرغ في كلمة ألقاها في اجتماع للجمعية البرلمانية لحلف «ناتو» في مدينة ستافانغر النرويجية أمس ونقلها موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني، أن الحلف لا يرى أي بديل لحل الأزمة في سورية سياسياً، قائلاً: «التوصل إلى حل سياسي لوقف الحرب والقتال في سورية قد يبدو غير واقعي. ومن جهة أخرى لا يوجد بديل آخر. ويجب إيجاد حل سياسي من خلال المفاوضات عاجلاً أم آجلاً. ولذلك ندعم جهود الأمم المتحدة في البحث عن هذا الحل السياسي».
وأكد أن الحلف لا ينوي التدخل بالوضع في سورية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عدداً من الدول الأعضاء والشريكة تلعب دوراً محورياً في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مبيناً أن التحالف يستفيد كثيراً من قدرات وخبرات قوات «ناتو». وأعاد الأمين العام للناتو إلى الأذهان أن واشنطن أعلنت سابقاً عن استعدادها للتعاون مع روسيا وإيران وغيرهما من الدول في البحث عن سبل للتسوية السياسية للأزمة في سورية.
وأعرب ستولتنبرغ عن قناعاته بأن قدرات الناتو تضع أساساً للعلاقات البناءة مع روسيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ذلك لا يعني أن الحلف سيسمح لروسيا بأن تتصرف بحرية كاملة، موضحاً أن «ناتو» سيدرس انعكاسات الأزمة الحالية في العلاقات مع روسيا مع اقتراب قمة الحلف التي ستنعقد في وارسو.
في سياق متصل، نفى المتحدث باسم حكومة المملكة المتحدة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوين سموال، صحة تقارير إعلامية زعمت أن بريطانيا منحت طياريها المشاركين في العمليات الجوية ضد داعش في العراق، «الضوء الأخضر» لاستهداف الطائرات الروسية، واصفاً هذه التقارير بـ«غير دقيقة». وأثارت التقارير الإعلامية المنسوبة إلى «كبار أعضاء الحكومة البريطانية» جدلاً واسعاً في كل من لندن وموسكو أمس الأول، وسارعت روسيا لطلب توضيحات من بريطانيا بشأنها.
وذكر المتحدث البريطاني، في بيان، إن «الملحق العسكري البريطاني لدى موسكو، التقى مسؤولين من وزارة الدفاع الروسية الأحد.. حيث طلبت الحكومة الروسية توضيحاً حول تقارير إعلامية غير دقيقة، بخصوص قواعد الاشتباك لطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني في العراق».
وأضاف البيان، بحسب قناةCNN بالعربية نسخة منه، أن المحلق العسكري أكد «قلق الحكومة البريطانية إزاء العملية العسكرية الروسية في سورية، بما في ذلك استهداف جماعات «المعارضة المعتدلة»، باستخدام أسلحة غير موجهة، تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين».
وسبق لقناة «روسيا اليوم» أن نقلت عن السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو، قوله: إن «هذه التقارير أثارت قلق موسكو، لأنها تستند إلى تصريحات منسوبة إلى كبار أعضاء الحكومة البريطانية». كما أعرب الدبلوماسي الروسي عن استغرابه لفرضية نشوب صدام محتمل بين الطائرات الروسية والبريطانية في أجواء العراق، قائلاً: «من المعروف أن سلاح الجو الروسي لا يشارك في توجيه ضربات لمواقع داعش في أراضي هذه الدولة». وأضاف: «من ناحية أخرى، فإن الطيران البريطاني لا يشارك في عمليات التحالف الدولي في سورية.. بالتالي فالسؤال هو: ما مغزى مثل هذه التسريبات الاستفزازية؟.. ومن الذين يحتاجون إلى رفع روحهم المعنوية بهذه الطريقة؟»، بحسب قوله.

Exit mobile version