Site icon صحيفة الوطن

الممثل الجديد لبايدن إلى سورية يزور تركيا.. وفريقه يطلع … من جيفري على وضع القوات الأميركية وسياسة واشنطن

بحث المتحدث باسم رئاسة النظام التركي إبراهيم قالن، أمس، مع الممثل الأميركي الخاص إلى سورية، جويل رايبورن، الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب وقضايا المنطقة، وذلك بعيد ساعات قليلة من مشاركة المبعوث الخاص السابق جيمس جيفري، في إحاطة افتراضية عبر التليفون مع فريق الرئيس المنتخب جو بايدن، حول آخر المستجدات والتقييمات حول الوضع السياسي والأمني في سورية.
وأفاد بيان صادر عن مكتب قالن، حسب وكالة «الأناضول» الرسمية، بأن الطرفين بحثا الأزمة السورية وفي مقدمتها منطقة إدلب، والعملية السياسية وأعمال لجنة مناقشة تعديل الدستوري السوري التي تعقد حالياً الجولة الرابعة من اجتماعاتها في جنيف، وقضية اللاجئين ومكافحة الإرهاب.
وتسيطر على معظم محافظة إدلب وأرياف محيطة بها تنظيمات إرهابية موالية للنظام التركي أبرزها «جبهة النصرة».
وزعم مكتب قالن في البيان، تشديد الطرفين على أهمية الدور الذي يلعبه النظام التركي في منع الهجرة وحدوث أزمة جديدة، وضرورة دعم المجتمع الدولي لجهوده والمحافظة على اتفاق 5 آذار لوقف إطلاق النار في إدلب.
وخلال الاجتماع تم الاتفاق على ضرورة «دعم» أعمال لجنة مناقشة تعديل الدستور لضمان سلام دائم في سورية، وخلق ما سماه «بيئة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وتكثيف الجهود المشتركة في هذا الاتجاه»، حسب مزاعم «الأناضول».
وأشار البيان إلى أنه تم التأكيد على رفض أي دعم سياسي واقتصادي وعسكري للجماعات الإرهابية في سورية، وإبلاغ المحاورين الأميركيين أنه لا ينبغي إدراج أي عنصر انفصالي من شأنه أن يعرض وحدة أراضي سورية ووحدتها السياسية للخطر في العملية السياسية التي ستشكل مستقبل سورية.
وتؤكد الكثير من الأبحاث والدراسات أن النظام التركي عمل على تمكين التنظيمات الإرهابية وتمويلها وتسليحها وتسهيل دخولها من وإلى سورية عبر الحدود التركية، وتحويل إدلب إلى بؤرة للإرهاب بإشراف المخابرات التركية التي كانت ولا تزال تعيث فساداً في المنطقة.
وسعت مخابرات أردوغان إلى تحويل محافظة إدلب لبؤرة إرهابية، بذريعة مواجهة الأكراد، ودعم نفوذها في سورية، والتغلغل من خلالها إلى العمق السوري، وتهديد أمن المحافظات الأخرى القريبة منها، مثل حلب، واللاذقية، وحمص، وحماة.
وتعمل أميركا التي تحتل أجزاء من شمال وشمال شرق سورية على دعم ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية بالسلاح، والتدريب، بهدف تحقيق حلمها بالشرق الأوسط الجديد ولكن بثوب جديد وهو إقامة «دويلة كردية» على حساب أجزاء من سورية والعراق وتركيا وإيران.
محادثات رايبورن مع الأتراك بعد ساعات قليلة من مشاركة جيفري، في إحاطة افتراضية عبر التليفون مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، أمس، حول آخر المستجدات والتقييمات حول الوضع السياسي والأمني في سورية، حسب ما ذكرت مواقع الكترونية معارضة.
وأشارت المواقع إلى أن النقاش تناول الوضع السوري والعناصر والجماعات المتنافسة هناك، ودور جنود الاحتلال الأميركي في كل من سورية والعراق، إضافة إلى مستجدات مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وبينت أن المكالمة التليفونية جاءت بين عدة إحاطات تمت بشكل مباشر أو افتراضياً، حول قضايا الأمن القومي الأميركي، إذ يحث فريق بايدن الخُطا استعداداً للعمل منذ اليوم الأول لتسلم السلطة.
وقال جيفري في مقابلة مع موقع «ديفينس ون» المختص بإجراء تحليلات دفاعية في الولايات المتحدة، في الثاني عشر من تشرين الثاني الماضي: «أنصح الإدارة المستقبلية الجديدة بمواصلة سياسات إدارة ترامب بشأن الشرق الأوسط».
وأقر جيفري في حديثه للموقع المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، بأن فريقه كان يضلل بشكل روتيني كبار قادة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بشأن عدد القوات الأميركية المحتلة في سورية، وأن العدد الفعلي لجنود الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سورية أكثر بكثير من 200 جندي، وافق ترامب على تركهم هناك في 2019.
وقالت المواقع الإعلامية المعارضة: إن الأوساط السياسية تتوقع من بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، تصحيح بعض ما فشلت إدارة أوباما بالقيام به في سورية.
وقال بايدن، في خطاب خلال حملته الانتخابية في ولاية أيوا، في تشرين الأول الماضي: إن قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سورية كان فشلاً كاملاً، وإن الانسحاب الأميركي ترك السوريين عرضة للهجمات، وأشار إلى ضرورة دعم الأكراد السوريين.
وفي وقت سابق هذا العام، اعتبر بلينكن الذي عمل نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق باراك أوباما، بأن إدارة ترامب فشلت في سورية، ملقياً باللوم على هذه الإدارة في سحب الجنود الأميركيين من سورية.
وأشار بلينكن، في حوار مع شبكة «سي بي إس نيوز» في أيار الماضي، إلى أن الوضع في سورية أصبح أكثر سوءاً، وأن إدارة ترامب فقدت أي نفوذ متبقٍ لها في سورية، وقال بلينكن حينما سئل عن إمكانية التطبيع مع الحكومة السورية: «هذا مستحيل بالنسبة لي»، ما يعني أنه ليس بالسيناريو المحتمل خلال السنوات الأربع المقبلة.
وفسر المحللون آراء بلينكن على أنها اتجاه داخل إدارة بايدن الجديدة للتدخل بشكل أقوى في الملف السوري، مع تحليلات تشير إلى أن بايدن سيرغب في إبقاء جنود أميركيين في سورية، إلى جانب الاستمرار في الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على سورية.
وقال السيناتور كريس كونز، وهو حليف مقرب من بايدن: إنه سيدعم استمرار وجود قوات أميركية على الأرض في سورية وأفغانستان، لمنع مجموعات مثل تنظيمي داعش والقاعدة من معاودة الظهور، واكتساب الأرض والنفوذ مرة أخرى.
وقاد جيفري مؤخراً حملة لضمان مقاطعة دول أوروبية وعربية لـلمؤتمر الدولي حول اللاجئين السوريين الذي عقد في دمشق يومي 11 و12 تشرين الثاني.
كما ركزت سياسة جيفري تجاه سورية، على سلسلة من العناصر العدوانية، وهي: وجود الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سورية، بذريعة ضمان الهزيمة المستمرة لـتنظيم داعش، ودعم ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، والحوار الكردي الكردي، واستمرار حملة العقوبات الاقتصادية الأحادية عبر ما يسمى «قانون قيصر» والضغوطات الخارجية، والتواصل مع الدول العربية والأوروبية لمنع إعادة العلاقات مع دمشق، وتقديم الدعم للاحتلال التركي في شمال غرب سورية، والدعم للكيان الإسرائيلي في عدوانه على سورية.

Exit mobile version