Site icon صحيفة الوطن

العائلات «تقنن» البيض والفروج … تهريب البيض إلى دول الجوار… والأعلاف والمازوت مسؤولان عن ارتفاع الأسعار

عاودت أسعار الدواجن تحليقها في الأسواق السورية بأرقام قياسية لدرجة أنه لم تعد العائلة السورية قادرة على تأمينها إلا ما ندر ليشهد صحن البيض سعراً كبيراً تجاوز الـ6 آلاف ليرة سورية وشراؤه أصبح «بالقطارة» علماً أن سعر البيضة في السوق يتراوح بين 225 و250 ليرة سورية، كما تجاوز سعر كيلو الشرحات عتبة الـ8 آلاف ليرة سورية وارتفع سعر كيلو السودة إلى 6500 ليرة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يعجز فيه المواطن عن تأمين احتياجاته الأساسية، نظراً لارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد الغذائية، لتبقى الأسواق والأسعار في وادٍ والنشرات التموينية والحلول الحكومية في وادٍ آخر، عاجزة عن اتخاذ حلول ناجعة لكسر حدة الارتفاعات.
وفي استطلاع أجرته «الوطن» عن استهلاك هاتين المادتين، أكد الموظف (ب. خ) أنهم في ظل هذا الارتفاع غير المنطقي قد استغنوا عن لحم الفروج نهائياً، والذي كان آخر اللحوم على المائدة، كما أكدت ربة المنزل (ن) أنهم باتوا يشترون الأجنحة ورقاب الدجاج، إن أرادوا أن يضيفوا الدسم إلى الطبخ!.
أما أحد محدودي الدخل (م. ر) فأكد أن الجميع قد غيروا عاداتهم الاستهلاكية مع هذا الغلاء غير المنطقي، فقد خفض شخصياً من استهلاك بيض المائدة للربع، فبعد أن كان يستهلك نحو أربعة صحون بيض شهرياً، أصبح يستهلك صحناً واحداً فقط، والفكرة أنه استغنى هو وزوجته عن أكل البيض، ليتركه للأولاد!
هذا وأكد مواطنون أنهم في ظل هذا الارتفاع غير المنطقي قد استغنوا عن لحم الفروج الذي كان آخر اللحوم على المائدة، كما خفضوا استهلاك بيض المائدة.
وقال الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة لـ«الوطن»: بالنسبة لارتفاع أسعار البيض والفروج، إن أهم عناصر التكلفة هي الأعلاف بالمرتبة الأولى والمازوت ثانياً، مؤكداً أن الأعلاف ارتفع سعرها بسبب ارتباطه بالقطع الأجنبي.
وأوضح قرنفلة أن آليات توزيع مادة المازوت لا تلبي الاحتياج الفعلي، وسط صعوبات كبيرة لدى كثير من المربين بالحصول على المادة، مضيفاً: من خلال شهادات المربين يضطر البعض إلى شراء اللتر من السوق السوداء بكلف تفوق الـ1000 ليرة للتر الواحد، على حين سعره الرسمي المدعوم 185 ليرة، ما يحدث فوارق كبيرة في الأسعار تنعكس على الكلف ثم على المستهلك.
كما أشار إلى ارتفاع أجور النقل بشكل كبير، إضافة إلى اعتماد مسالخ الفروج على مادة المازوت، وبالتالي تتشكل حلقات تراكمية، مبيناً أن التهريب موجود سواء قبل ارتفاع الأسعار أو بعده، كما أن التهريب قد يكون سبباً ولكنه ليس السبب الرئيسي.
وأكد قرنفلة ضرورة تجاوز الصعوبات في مادة المازوت وخاصة في ريف دمشق، علما أن هناك 4 كتب من 4 رؤساء حكومات بتكليف وزارة النفط بتوجيه فروع محروقات لإعطاء الأولوية في توزيع المازوت لقطاع الدواجن.
ونوه قرنفلة بتدخل الحكومة في توزيع الأعلاف بأسعار مدعومة لمربي الفروج والبياض، ما يخفف من التكلفة، ويحد من ارتفاع الأسعار، مضيفاً: يفترض إن لم تنخفض الأسعار أن تستقر لا أن ترتفع، وخاصة وسط التدخل الحالي في الأعلاف.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشفت مصادر رسمية في وزارة الزراعة أن أسباب الارتفاعات الحاصلة خلال الفترة الأيام القليلة الماضية يعود إلى العرض والطلب، مؤكدة ارتفاع كلف الإنتاج، وخاصة مع ارتفاع كبير طرأ على أسعار الأعلاف.
وبينت المصادر أن سعر طن الذرة الصفراء وصل إلى 800 ألف ليرة سورية مقارنة مع 410 آلاف ليرة خلال 4 أشهر ماضية، كما وصل سعر طن كسبة فول الصويا إلى مليون و200 ألف ليرة مقارنة مع 875 ألف ليرة خلال الفترة ذاتها.
ولم تخف المصادر تخوفها من احتمال حدوث ارتفاعات أكبر، وسط تحذيرات من استمرار تهريب البيض السوري إلى دول الجوار بأسعار مرتفعة، رغم الظروف الراهنة، علماً أن سعر كيلو الفروج بيع اليوم بـ3600 ليرة، مؤكدة أن انخفاض أسعار الأعلاف في الأسواق يساعد المربين في العودة إلى العملية الإنتاجية ما ينعكس إيجاباً على توافر المنتجات أكثر في الأسواق.

Exit mobile version