Site icon صحيفة الوطن

«الناتو» يسعّر الصراع في المتوسط

وكالات :

في سياق مساعيه لتسعير الصراع في المنطقة وضمان تماسك حلفائه، يبدأ حلف شمال الأطلسي «الناتو» أكبر تدريب عسكري له منذ أكثر من عقد، اليوم الإثنين في استعراض واضح للقوة على أمواج البحر الأبيض المتوسط.
سيشارك في التدريبات، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة حربية على مدى خمسة أسابيع. ويريد الحلف وشركاؤه أن يظهروا أن بوسعهم التحرك فيما وصفه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بـ«عالم أكثر قتامة وخطورة». ووجهت الدعوة إلى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب.
ومنتصف شهر أيلول الماضي، أجرت روسيا مناورات في البحر المتوسط وذلك عشية بدء حملة ضرباتها الجوية في سورية.
ورغم أن التدريبات كانت مقررة قبل العملية الروسية في سورية ولا صلة لها بالأحداث، فإن تصاعد وتيرة الصراعات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يشكل تحدياً لـ«الناتو» كي يستجيب للمخاطر التي تهدد حدوده.
وسيصل بعض من كبار المسؤولين في التحالف إلى قاعدة جوية بجنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات الهليكوبتر اليوم في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع «خطر روسي» لم يعد يقتصر على جناح الحلف الشرقي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن السفير البريطاني لدى الحلف آدم تومس، قوله: «الحلف بحاجة إلى إستراتيجية لجنوبه.. كل ما يدور في هذا القوس من عدم الاستقرار من العراق إلى شمال إفريقيا… نحن بحاجة أيضاً إلى الاتفاق في الحلف على توجه طويل الأمد تجاه روسيا». وبعد أكثر من عقد من العمليات القتالية بقيادة الحلف في أفغانستان يتحول الحلف بقيادة الولايات المتحدة إلى الدفاع عن أراضيه ولكن التركيز أصبح على حدوده الشرقية في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014. ويتركز جزء كبير من جهود حلف شمال الأطلسي على التأكيد للأعضاء الجدد على أن الحلف قادر على ردع روسيا. وأقام الحلف مراكز صغيرة للقيادة والتحكم ترفع علم الحلف من أستونيا إلى بلغاريا ويمكن دعمها بقوات للرد السريع في حالة وقوع هجوم.
لكن انهيار ليبيا وصعود متشددي تنظيم داعش في كل من سورية والعراق وفشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار في جنوبه تمثل الآن مشاكل للحلف أيضاً كما أن تركيا العضو في الحلف لها حدود مشتركة مع سورية والعراق.
وعقد التدخل الروسي في سورية السيناريو الصعب بالفعل كما أنه يختبر قدرة الحلف على ردع موسكو دون السعي لمواجهة مباشرة. وقال مسؤول بالحلف «اعتدنا الحديث عن التهديد الشرقي والتهديد الجنوبي ولكن الإثنين تشابكا الآن»، في إشارة مباشرة إلى الوجود الروسي.
في المقابل، دعا رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو التحالف الدولي الذي يوجه تحت قيادة واشنطن، ضربات لتنظيم داعش في كل من سورية والعراق، إلى الكف عن توجيه التهم ضد الغارات الجوية الروسية، والتنسيق مع موسكو في مكافحة التنظيم الإرهابي في سورية. وقال في مقابلة إذاعية، نقل موقع «روسيا اليوم» مقتطفات منها: «من المنطقي أن يكون هناك تنسيق للهجمات على مواقع داعش في سورية». وأضاف «إذا كان هناك هجوم ناجح أميركي على مواقع داعش، فهذا جيد. وإذا حقق الروس نجاحاً.. سأعطي نفس التقدير»، موضحاً أنه لا ينظر إلى مكافحة داعش من خلال عدسة إيديولوجية.
ورأى فيستو أن الرئيس بشار الأسد يلعب دوراً هاماً في مكافحة داعش، قائلاً «دون (الرئيس) الأسد لا يمكن تسوية الوضع السياسي الداخلي في سورية والتعامل بشكل فعال مع داعش. هذه المجموعة الإرهابية هي الآن أكبر تهديد».
في سياق منفصل، أعلنت إيران على لسان مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أنها ستعزز وجود مستشاريها العسكريين في سورية لمساعدة دمشق في حربها ضد «الإرهاب».
وقال عبد اللهيان، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن التلفزيون الإيراني، «لدينا مستشارون عسكريون في العراق وسورية بناء على طلب حكومتي هذين البلدين (…) سنعزز مساعدتنا لسورية في مجال الاستشارة لمواجهة الإرهاب».
كما نقلت وكالة ايسنا للأنباء عن عبد اللهيان قوله: إنه ليس هناك «مقاتلون لإيران» على الأرض.

Exit mobile version